يوفنتوس وروما تحت المجهر "التكتيكي"

06 أكتوبر 2014
صورة للشد العصبي الذي شهدته مباراة يوفنتوس وروما (Getty)
+ الخط -

كانت مباراة في قلب المباراة، ومواجهة على هامش مواجهات سابقة مثيرة، أليجري ضد جارسيا والعكس. وهذا المقال يطمح إلى شرح ولو جزء بسيط مما حدث على أرضية الميدان على الصعيد التكتيكي في لقاء شطرنج مثير، ربما أكثر من لقاء شهد خمسة أهداف وثلاث ركلات جزاء وطرد الإسباني موراتا واليوناني مانولاس والتحامات بالجملة.

وانطلاقاً من تركيبة أصحاب الأرض التي تغيرت بعودة بيرلو من الإصابة وتقدم ماركيزيو إلى مركزه المعتاد والطبيعي، غير أليجري نوعاً ما من المعادلة التي ميزت الفريق في الجولات الأولى من الدوري، أي أن الاستحواذ للكرة أصبح أقل جماعية، وبيرلو عاد لقيادة وسط الميدان وضبط الإيقاع مثلما كان الحال مع كونتي في المواسم الماضية.

ومن الوسط تحديداً تبدأ حكاية سرد التغييرات التي اعتمد عليها أليجري ضد روما، من أجل تفادي التفوق العددي لفريق جارسيا في الوسط، وتراجع جيرفينيو وايتوربي، طلب أليجري من ليشتستاينير التقدم بشكل شبه دائم لمساندة الوسط مع تفادي المجازفة على الجناح، تاركاً المبادرة للجناح الأيسر مع أسامواه وبوجبا وتيفيز للضغط على مايكون، وبالفعل جاءت أغلب المناورات والفرص لصالح اليوفي من وعلى الجناح الأيسر.

بهذه الطريقة أصبح كاسيريس يرافق على الجناح، و"اليوفي" في مراحل كثيرة من الشوط الأول لعب برباعي في الدفاع. هذا التمركز سبب خللا في عملية الهدف الثاني لروما؛ حيث استغل ايتوربي انزلاق كاسيرس المتأخر نحو قلب الدفاع لأنه كان يرافق ليكشتاينير الذي تمركز كالعادة في الوسط. وبعد الهدف عدل أليجري الأوتار وعاد للمنظومة الكلاسيكية والحذرة والتي تنص على عدم المجازفة بالأطراف.

ومن أجل مغالطة دفاع روما كانت خطة اليجري واضحة منذ البداية، حيثُ الضغط على مايكون وخلق تفوق عددي عبر مساندة بوجبا لأسامواه، ولا سيما عبر توغلات تيفيز بعد تبادل الكرة مع بوجبا، وفي حالات نادرة يورينتي الذي ظل مخنوقا في قبضة مانولاس أغلب الوقت. وأجرى أليجري تعديلا آخر بأن جعل ماريكيزيو في أغلب الأحيان ينضم للهجوم لتكوين ثلاثي هجومي غير تقليدي خصوصاً بعد دخول موراتا.

واختار جارسيا لهذه المباراة الظهير هيلوباس على حساب اشلي كول لمراقبة ليشتستاينير وضمان التغطية والتوازن في الخط الخلفي، في ظل انطلاقات مايكون على اليمين. وهنا أعتقد أن الاختيار كان موفقا، حيث إن الخطورة أتت من جهة مايكون وانطلاقات اليوفي في مناطق اليوناني كانت معدودة جداً، ولكن أهم لمسات جارسيا كانت في الوسط والهجوم.

في المقابل فضل جارسيا، من أجل إيقاف بيرلو مثلاً، الضغط العالي وإغلاق الممرات الممكنة والمنافذ المتاحة أمام صانع الألعاب على المراقبة اللصيقة والفردية رجلا لرجل، الأمر الذي جعل بيرلو يسلم كرات سهلة بدون المجازفة إلا في حالات نادرة، في وقت استندت فيه تركيبة روما على توسيع اللعب بفضل ايتوربي وجيرفينيو، وذلك من أجل استغلال تقدم خط الظهر وفتح المساحات للاعبي الوسط والتوغل بسرعة في ظهر قلب الدفاع. وهذا ما أدى للهدف الثاني وأكثر من ثلاث فرص عبر السهم الأفريقي لروما.

في النهاية من الأشياء المثيرة للاهتمام في مباراة يوفنتوس وروما كان تبادل الأدوار بين بيانيتش وكييتا، والذي سبب خللا في أكثر من مناسبة في تمركز عناصر يوفنتوس في الوسط.

بغض النظر عن النتيجة والأخطاء التحكيمية التي شهدتها هذه القمة، أثبتت قيمة المدربين والرصيد البشري لليوفي وروما فعالية هذين الفريقين الكبيرين، في انتظار مباراة الإياب التي ستكون على نار وقمة من الطراز الرفيع، وربما تحسم لقب الدوري لأحد الفريقين.

المساهمون