تؤكد الحرازي لـ"العربي الجديد"، أن ما تجنيه من عملها ليس كثيراً رغم "الجهد الكبير الذي أبذله وساعات العمل الطويلة التي أستغرقها. لكن أي مبلغ أحصل عليه هذه الأيام مفيد، ويساعد على توفير القليل من الاحتياجات الضرورية للأسرة".
وتضيف أن "الطلب على المشغولات اليدوية التي أقوم بصنعها ليس كبيراً، وهناك محلات تقوم بعرضها وبيعها مقابل نسبة بسيطة من الربح، والمبيعات موسمية في كثير من الأحيان. كما أن الإقبال على شراء الملبوسات محدود بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة".
وتلجأ كثير من النازحات من مناطق النزاع إلى الأعمال اليدوية داخل مساكنهن الواقعة في المناطق التي انتقلن إليها. تصنع ابتسام غلاب بعض المأكولات السريعة ليقوم ابنها الأكبر ببيعها أمام إحدى المؤسسات الخدمية في صنعاء التي استقروا فيها بعدما نزحوا من مدينة تعز قبل ثلاث سنوات.
تقول لـ"العربي الجديد": "كي نعيش في مثل هذه الظروف لابد أن نعمل جميعا، أنا وزوجي وأبنائي أيضا. لدينا مسؤوليات، ولن نستطيع تسديد إيجار المسكن أو توفير الطعام والشراب إلا من خلال العمل بلا توقف".
وتشير إلى أن عملها في صناعة الكعك والسندويتشات يدر عليها عائدا مقبولا. "لو لم تكن هناك حرب، لكان الدخل أكبر بكثير، لكن عدم تسلم المرتبات انعكس سلبا على قدرة الناس على الشراء".
تخرجت غلاب من الجامعة قبل ثماني سنوات، وكانت تعمل في مؤسسة للطباعة والنشر، لكن مؤهلها العلمي وخبرتها المكتبية غير مطلوبة في زمن الحرب، حسب قولها. "تجهيز الطعام وفر لي مصدر دخل لم تستطع شهادتي أو خبرتي توفيره. الأعمال توقفت بسبب الحرب، لكن الناس لن يتوقفوا عن الأكل، وهذا يعني أن بيع الطعام لن يتوقف".
بدأت رشا عبد الدائم مؤخراً تطريز الملابس النسائية، وتؤكد لـ"العربي الجديد"، أنها تحاول الحصول على قرض من المؤسسة الداعمة للمشاريع الصغيرة للبدء بمشروع لخياطة الملابس النسائية وتطريزها بعد أن اكتسبت خبرة في هذا المجال. تقول: "علمتنا الحرب كثيرا من الأعمال، فالحاجة صنعت الإرادة والعزيمة لتنفيذ وتحقيق ما نريد، وكسر القيود التي فرضها المجتمع لفترة طويلة".
أما زينب نعمان (40 سنة)، فكثفت نشاطها في بيع البخور الذي تصنعه بنفسها في المنزل بعد أن توفي زوجها في إحدى جبهات القتال، تقول لـ"العربي الجديد"، إنها تعمل على إنتاج بخور متميز وذي جودة عالية ما جعل زبائنها يثقون بها ويساعدونها في تسويق بخورها في الحي الذي تسكنه، وكذا في متاجر العطور وأدوات التجميل. "أصبح ما أنتجه من بخور رائجا ومطلوبا وأكسب من وراء بيعه مبالغ لا بأس بها تجعلني قادرة على توفير احتياجات أسرتي".
في السياق، تقول رئيسة مؤسسة "كل البنات" غير الحكومية بصنعاء، انتصار العاضي، إن منظمتها تدير عدداً من المشاريع الهادفة إلى تمكين النساء الحرفيات اقتصادياً في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد. "الحرب سلبت النساء كثيرا من الحقوق، إلا أنها ساعدت على الدفع بأخريات إلى العمل بحثا عن مصادر دخل لأسرهن".
وأكدت لـ" العربي الجديد"، أن المؤسسة تنفذ مشروعات لتمكين النساء اقتصاديا لتحسين حالة الأمن الغذائي لأسرهن من خلال التدريب على صناعات سعف النخيل التقليدية بتمويل من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، كما تتولى تسويق منتجات المتدربات. "درب المشروع حتى اليوم 40 من النساء الأكثر احتياجاً على صناعة سعف النخيل التقليدية في العديد من مديريات محافظة حجة، وفي ختام كل دورة يتم توزيع حقائب من السعف على المتدربات تغطي إنتاج ستة أشهر بالإضافة الى جوائز تحفيزية".
وتنشط نساء يمنيات في خياطة الملابس وصناعة التحف والهدايا وصناعة البخور، حيث انتشرت العديد من المحال التجارية الصغيرة في العاصمة صنعاء، وفي عدة محافظات أخرى، بينها محلات الحلويات، ونقش الحناء، والتي تديرها نساء.
وانخفض نصيب المرأة من مجموع القوة العاملة في اليمن، من 25 في المائة عام 2006، إلى 13 في المائة عام 2013. وتتركز أعمال معظم النساء في مجالات متدنية الدرجة أو عديمة الأجر.