يابانيات يغرقن في الفقر

30 مايو 2015
ثلث اليابانيات الوحيدات يغرقن في الفقر (فرانس برس)
+ الخط -
في ساعة الذروة الصباحية، تمضي يومي (27 عاماً) مع الماضين إلى وظائفهم المختلفة. لكنّها ليست مثلهم. فما تدخل إليه يومياً ليس باب مكتب أو متجر، بل مقهى للإنترنت. تقضي هناك ساعات نهارها كاملة، ترتاح وتنام على كرسي مقابل 1000 ين ياباني (نحو 8 دولارات أميركية)، أي أرخص بكثير من كلفة أيّ فندق.

تعيش يومي على هذا النحو منذ 5 سنوات، بحسب موقع "جابان توداي". تعمل مدلّكة في مركز مساج سيئ السمعة. وهي شاهدة حقيقية على الفقر الذي يطال الكثير من النساء اليابانيات. فالتقارير تذكر أنّ ثلث اليابانيات اللواتي يعشن بمفردهن يغرقن في الفقر.

ومن بين هؤلاء على وجه الخصوص، الأمهات العزباوات، ويومي منهن. فقد تركت طفلها الذي ولدته عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها من دون زواج، لدى أهلها، وانتقلت إلى طوكيو. وفي بلد يشاع عنه ثراء مواطنيه، لم تجد يومي فرصة عمل تؤمّن لها ذلك الثراء المزعوم. حاولت العمل في مجال الجنس، لكنّها نفرت منه فوراً "لأنّك لا تختار شركاءك.. بل هم من يختارونك" كما اكتشفت. واليوم، تصمد بالكاد في عملها. ليست يومي سعيدة أبداً، والعلامات الظاهرة على رسغيها وعنقها تشهد على محاولات انتحار سابقة.

من جهتها، تعمل ساتومي (31 عاماً) في شركة وتجني أقل بكثير مما كانت تجنيه عندما تخرجت قبل 10 سنوات. اليوم تتقاضى نحو 1150 دولاراً أميركياً. وتقول عن ذلك: "بالكاد يمكنك أن تعيش بهذا المبلغ في طوكيو". نصف مدخولها يذهب إلى إيجار شقتها. وبينما وجد أصدقاؤها وظائف مناسبة بمداخيل كبيرة، لم تتمكن هي من ذلك. تضيف: "فجأة وجدت نفسي فوق الثلاثين". تحب ساتومي عملها وجو الشركة، لكنّ مدخولها ضئيل. وما تبحث عنه اليوم لا شيء، ما عدا الزواج ربما.

بدورها، تقول بائعة الزهور مايو (45 عاماً)، إنّها بعد 15 عاماً من العمل باتت مديرة للمتجر. هو لقب جيد، لكنّ العمل 13 ساعة يومياً، لستة أيام أسبوعياً، براتب 1480 دولاراً شهرياً، لا يترك لها الكثير من التفاؤل. تقول: "كعزباء، ما الذي يمكنني فعله بعد 10 سنوات أو 20، بلا طاقة للعمل ولا مال؟".

يشار إلى أنّ طوكيو تحتل المرتبة السابعة في قائمة أغلى 10 مدن في العالم لعام 2014.

إقرأ أيضاً: سرّ تعاسة الرجال في اليابان
المساهمون