ولادة سوزي

30 ابريل 2015
شروق أمين/ الكويت
+ الخط -

أذكر جيداً ولادة سوزي. وقفت أمامنا، غنّت بصوتها دون المتوسط، لم نقتنع. عادت في اليوم التالي، رفعت ثوبها قليلاً عن ساقيها، شمّرت عن ساعديها، أمسكت المايكروفون وغنّت من نهديها هذه المرة فأبهرت السامعين.

انقسمنا بين مؤيدٍ ومعارضٍ لسوزي وغناء سوزي كانقسامنا على كل شيء. تباحثنا قضيتها فيما كانت هي تغني لنا خلفية الحديث. تمر الأيام ويرتفع ثوب سوزي أكثر. أصيب انقسامنا بالفتور، بعضنا رأى القسم المغطى منها ومعظمنا رأى القسم المكشوف، فعاشت سوزي.

كبرت وكثر أنصارها وبدأت بابتلاع كل من حولها إلى أن وصلَت إلى مقعد في لجنة التحكيم. تجلس سوزي اليوم في لجنة تحكيم محاطة بكل أضواء وكاميرات الدنيا، هي ولولي وبوبي وتوتي، ويتحدثن معنا من ذات المنطقة التي نجيد الإصغاء إليها بأعيننا.

يتحدثن عن "الموسيكا" والفن ويقيّمن ويرشّحن ويفتحن أبواباً ويغلقن أخرى ويضعن معايير جديدة للوقوف على تلك الخشبة، معايير تعكس مستويات فنية دون المتوسطة. أما نحن، فنصغي ونهزّ رؤوسَنا وعيونُنا ثابتة على تلك المنطقة.

نقول.. لحظة، كيف حصل كل ذلك؟

أنا أيضاً، انقسمت مع زملائي الموسيقيين حول سوزي. بعضهم رأى فيها حقبة زمنية عابرة، بعضهم اتهمها وأصدقاءها بتخريب الفن، أما أنا فرأيتها التكملة الطبيعية لانحدار فني بدأ نهاية خمسينيات القرن الماضي.

(مؤلف موسيقي من فلسطين)
المساهمون