وقفة مع وضاح مهدي

25 اغسطس 2018
(وضاح مهدي)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع متلقيه.


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
لا أستطيع أن أحدّد ما يشغلني في هذه الأيام لكثرة انشغالاتي. من يعيش في بلد لا توجد فيه مقومات العيش الكريم يكون من الصعب جداً الاستمرار فيه. لكن إذا كان لا بد أن أجيب عن السؤال فيمكن أن أختصر كل انشغالاتي بشيء هو: هل سأستمر في ما بدأت به أم سوف أتوقف في ظل هذا الكمّ الهائل من الخيبات التي نعيشها؟


■ ما هو آخر معرض نظّم لك وما هو عملك/ معرضك القادم؟
آخر معرض شاركت فيه هو معرض مشترك لمجموعة فنانين عراقيين (معرض "جماعة أزاميل" وضيوفها) في "صالة ودار كلمات للفنون" في إسطنبول هذا العام، لا يزال المعرض قائماً. أما القادم فأنا أعدّ أعمالي لإقامة معرض شخصي في العام المقبل، ولدي دعوات للمشاركة في معارض دولية مشتركة سوف تكون أيضاً في السنة المقبلة.


■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
الفنان يجب أن يستمر في الإنتاج والبحث والتطوير في العمل الفني. وكلما وصل الفنان إلى مرحلة معيّنة من الإبداع يجب عليه ألا يتوقف، لأن هناك طاقات إبداعية لم تُكتشف بعد وهذه الطاقات يتمّ اكتشافها من خلال العمل الجاد والبحث والتطوير. لذلك أستطيع أن أقول إنني غير راضٍ تماماً عن إنتاجي الفني. لكن، إذا أخذنا الموضوع من جانب آخر، فأستذكر زيارتي الأخيرة إلى الدوحة حيث التقيت بالصديق والفنان أحمد البحراني، وقال لي حينما أراكم تنتجون وتستمرون رغم الصعوبات والتحديات التي تعيشونها في داخل العراق فإنكم تمدونني بطاقة إيجابية. لذلك أستطيع القول إنني راضٍ على إنتاجي من هذا الجانب.


■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أيّ مسار كنت ستختار؟
أنا فنان تشكيلي هكذا وجدت نفسي. سوف أفشل لو قيّض لي البدء في مسار آخر.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
التغيير الذي أريده هو أن يتوقف جنون الحروب والدمار الذي يحصل الآن في منطقتنا العربية. لا أريد لأبنائي عندما يكبرون أن يروا ما رأينا. أريدهم أن يعيشوا في سلام فقط.


■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
شخصيات تاريخية كثيرة أود أن ألتقي بها. إذا صح التعبير أود أن أعيش التاريخ الإنساني كله، لكنني أود أن ألتقي بالشاعر والفنان جبران خليل جبران؛ هذه الشخصية الحالمة والمختلفة، هذا الشاعر لديه فلسفة خاصة ونادرة في الحياة. تأثرت بشخصيته حينما قرأت عنه وعن حياته التي كان يعيشها وكيف كان يتعامل مع محيطه. كان لديه صدق وإحساس عالٍ بكتاباته لأنها نابعة من معاناة كان يعيشها حتى في رسومه ولوحاته.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائمًا؟
أغلب أصدقائي وأساتذتي يخطرون على بالي، خصوصاً في مجال عملي. لكنني دائماً أرجع إلى كتب تاريخ الفن لأن فيها فائدة كبيرة في مجال بحثي في العمل الفني.


■ ماذا تقرأ الآن؟
أنا قليل القراءة خصوصاً في ظل التسارع الكبير في نسق الحياة الذي لا يعطيني الوقت الكافي للتفرّغ للقراءة. آخر مجموعة كتب اقتنيتها منذ أشهر لم أكمل منها غير كتاب واحد وهي رواية "فرانكشتاين في بغداد" للكاتب العراقي أحمد سعداوي.


■ ماذا تسمع الآن، وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أنا أعشق الموسيقى في العموم ولا أركز على نمط معين من الموسيقى أو الغناء. في كل فترة تأخذني موسيقى معينة إليها وأعيش معها، لكن عندي ثوابت في الغناء والموسيقى لا أستطيع الابتعاد عنها مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وغيرهم، وطبعاً المقام العراقي، لذلك أقترح أن تجرّبوا الاستماع إلى قارئ المقام يوسف عمر.


بطاقة
فنان تشكيلي عراقي من مواليد بغداد عام 1974. لديه معرضان شخصيان وعدد من المشاركات المحلية والدولية، من أبرزها "معرض الفن العراقي" في "متحف ميتس" في فرنسا عام 2016، و"معرض نوافذ" في روما/ ايطاليا عام 2017، وآخرها المشاركة في "الملتقى التشكيلي العربي الثاني" في الدوحة هذا العام.

المساهمون