وقفة مع فائزة مصطفى

28 مايو 2018
(فائزة مصطفى)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- مشغولة بمجموعة حوارات أُجريها لأنفض الغبار عن صفحة مهمّشة من تاريخ الجزائر.


■ ما هو آخر عمل صدر لك، وما هو عملك القادم؟
- صدرت لي مجموعة قصصية اخترتُ لها عنوان "البرّاني" عام 2016، فيما أجد نفسي مشتّتةً بين نصوص غير مكتملة ومشاريع مؤجّلة، وأحسّ بأفكار تزدحم وتتوالد في رأسي. أعتقد أن التريّث مهمّ جدّاً للتأمّل ولنضج التجربة الأدبية، أمّا الكتابة، بشكل عام، فأنا وفية لها. أعد مقالات وريبورتاجات، ولكنّي أغالب الكسل والتردّد نحو وضع آخر الرتوشات على كتابي القادم الذي سيصدر قريباً، هو أقرب إلى نصوص وفاء لأسماء إبداعية.


■ هل أنت راضية عن إنتاجك ولماذا؟
- دائماً، أنا في حالة عدم رضا. أحرص على مراجعة ما أكتبه، فمثلاً، أتفحّص عملي الإعلامي حتى بعد بثّه أو نشره، رغم أنّي أبذل جهداً كبيراً في الإحاطة بجوانب الموضوع، كما أني أكره التكرار والتقليد والرتابة في الأعمال الفنية والأدبية، وأحب الخوض في القضايا الشائكة والمعقّدة. ولذلك أعتبر الكتابة مسألة طقوس ومزاج ومسؤولية.


■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
- كنت سأختار المهنة نفسها التي أزاولها منذ أكثر من عقد، كنت سأقطع مرّة أخرى نحو 500 كيلومتر من أجل الالتحاق بكلية الإعلام والصحافة كما فعلتُ ذلك متحدّيةً مخاوف العشرية السوداء، ثم واجهتُ صعوبات لا حصر لها من أجل الالتحاق بمؤسسة إعلامية تحترم حقوق موظّفيها، إلى أن حقّقتُ حلمي بالدخول إلى التلفزيون، وفيها استفدت من مسيرتي في الصحافة المكتوبة. ولو عاد بي الزمن، كنت سأختار نفس الطريق رغم الألم الذي يعتريني بسبب ما آلت إليه هذه المهنة في السنوات الأخيرة.


■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- أن أسوق سيّارتي من وهران نحو وجدة من دون أن أصادف شرطياً أو حاجزاً جمركياً في طريقي، وأن يأتي اليوم الذي نفتح فيه مواقع وكالات الأنباء دون أن نجد أخباراً عن الحروب والنزاعات.


■ شخصية من الماضي تودّين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أبو العلاء المعري وعمر الخيّام وولادة بنت المستكفي. في الحقيقة لا أعرف لماذا. أعتقد أن للأمر علاقة بما رسب في مخيّلتي من نصوصهم المدهشة وحيواتهم المتمرّدة.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- يخطر على بالي دائماً أصدقاء طفولتي، أسأل عنهم وأشتاق إليهم. أما الكتاب، فهو بالفعل خير صديق لي، يرافقني في حقيبتي يومياً. أجد القراءة في الميترو الباريسي متعة خاصة، حيث تصفّحك لكتاب لا يجذب نحوك نظرات الاستغراب. هناك كتبٌ تشدني أحداثها وشخوصها إلى درجة أنني أعود إليها أكثر من مرّة؛ مثل كتب أمين معلوف ودان براون والطاهر بن جلون.


■ ماذا تقرئين الآن؟
- رواية "الطلياني" للكاتب التونسي شكري المبخوت، ورواية "فن الخسارة" للكاتبة الفرنسية أليس زينتير .


■ ماذا تسمعين الآن، وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أطرب مساءً لصوت المغنّي الإيطالي أندريا بوتشيلي. كما أدعوكم إلى اكتشاف التجربة الموسيقية لفرقة "سبيد كارفان" وقائدها العازف الجزائري، مهدي حدّاب، الذي أعتبره ملكاً للعود الكهربائي.


بطاقة
نشأت فائزة مصطفى في الجزائر وتُقيم منذ 2012 في باريس حيث تعمل في إذاعة فرنسية، وقبل ذلك كانت صحافية في التلفزيون الجزائري. من إصداراتها مجموعتان قصصيّتان: "أزرق جارح" (2009، و"البرّاني" (2016)، ومسرحية "مدن الكرتون" التي تُرجمت إلى الإنكليزية عام 2013، كما تنشر مقالات في مجلّات عربية.

المساهمون