تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- قدرة الهراء على بناء المآسي! مواجهة الوحشية بالميلودراما الثورية! مشغول بكلمة مثل "مرتزقة" أجدها كلمة مفتاحية لفهم ما نحن فيه على مستويات متعدّدة! مشغول أيضاً بألّا يكون الذي أنا فيه دائماً متواصلاً، أن ينقطع ويتبدّل وفق وتيرة ما ليكون الحاضر حمّال خيارات مستقبلية! أغطّي على تلك الانشغالات بالانشغال برواية غارق في كتابتها.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- مجموعة قصصية بعنوان "الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص" صدرت منذ أشهر. أعمل منذ أربع سنوات على رواية لعينة منهكة، لكنني منذ سبعة أشهر أكتب بشكل متواصل مسودة ثالثة لا علاقة لها بالمسودتين السابقتين. أعتقد أنني مستقرّ على ما توصلت إليه حالياً. طبعاً ما زلت مواظباً على إصدار مجلة "أوكسجين" الإلكترونية، قبل أيام صدر العدد 206.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- لست متلفّتاً لذلك أجد صعوبة في الإجابة. الرضى مرتبط بما أنجزه في الحاضر وهذا يظهر ويغيب، الرضى بحاجة إلى صراع ما ينتهي إلى انتصارات حاسمة، وهو هشّ لدي سرعان ما يُهزم، أعتقد أن الرضى شكلٌ من أشكال الهزيمة.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- المسار نفسه ربما! لكن مع تعديلات طفيفة كأن لا آخذ أموراً - ليست كثيرة – على محمل الجد، أو لما تطرّفت في الرهان على أشخاص، أو لما حشوت رأسي بأشياء كثيرة متشعّبة بعيدة عن الأدب والفن.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- حسناً سأكون حالماً بتحفّظ، أي أنني لا أنتظر شيئاً بخصوص مستقبل بلدي سورية سوى توقّف القتل، أمام ذلك تمسي الأحلام ترفاً بما في ذلك الحرية وأن تعود سورية بلداً.. ربما هذه أحلام أمست ترتبط بجيل مقبل وأقول ذلك مدّعياً التفاؤل. ومن دون تحفّظ وعلى نطاق أوسع أتمنى أن ينحسر سعار التطرف الديني، أن ينوجد يسار حقيقي فاعل ومؤثر في هذا العالم، وألا يكون أعظم مشروع سياسي لا يتخطّى "مكافحة الإرهاب".
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- لو سئلت من قبل هكذا سؤال لكان عندي من أتمنى لقاؤه، أما الآن فلا رغبة لي بأن ألتقي أحداً وإن انوجدت آلة زمن تعود به لحطمتها! أودّ لقاء من أستطيع أن أمحيه فأجد كيف سيكون عليه العالم من دونه، وهذا إعجاز يتخطّى إعجاز اللقاء.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- صديقان: صديقي الفنان اسماعيل الرفاعي وهو يلوّن أيامي رغم دكنة ما يرسمه في هذه المرحلة من أعماله مترقّباً كتابه "الطفل عند منعطف النهر"، وصديقي رامي عمران الذي دخل حياتي في أيام حالكة وأضاء فأضاءت. أما الكِتاب فهناك كُتب: مثلاً كنت في ما مضى أعود دائماً إلى "روبرت فروست - قصائد مختارة" ترجمة يوسف الخال، الآن أعود إلى رسائل الجاحظ، و"كليلة ودمنة"، و"موسم الهجرة إلى الشمال" أتحرّى سحر النثر العربي فيها ودائماً ما تبهرني.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- أقرأ "التذكرة الحمدونية" لـ ابن حمدون، وهذا في سياق قراءة ممتدّة منذ أكثر من سنتين على اتصال ببحثي في السرد العربي.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- عندي عادة تتمثل بسماع موسيقى وأغاني الأفلام التي أشاهدها. شاهدت بالأمس فيلم Moonlight، ورحت اليوم أتنقّل على "اليوتيوب" من أغنية إلى أخرى من أغانيه ما قادني إلى أغاني لم تكن في الفيلم مثلا أغنية Our Love لفريق The Edge Of Daybreak قادتني إلى أغنية Is There Any Love لـ Trever Dandy..
بطاقة: زياد عبد الله من مواليد اللاذقية/ سورية 1975. صدر له: "الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص" (مجموعة قصصية، 2016)، "محترقاً في الماء غارقاً في اللهب – قصائد تشارلز بوكوفسكي" (ترجمة، 2016)، "ديناميت" (رواية، 2012)، "بر دبي" (رواية، 2008)، "ملائكة الطرقات السريعة" (مجموعة شعرية، 2005)، "قبل الحبر بقليل" (مجموعة شعرية، 2000).