وقفة مع باسم قهّار

12 يوليو 2018
(باسم قهّار)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع متلقيه، هنا لقاء مع المخرج المسرحي العراقي باسم قهّار.


ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- تشغلني بشكل أساسي تفاصيل عزلتي. وفي هذه الأيام أتابع كأس العالم في كرة القدم، هي الأخرى كانت مناسبة لتراكم الخيبات من حولنا، وهذا أمر يشغل تفكيري مع ضيق الطرق أكثر نحو عالم أقلّ عنفاً وأكثر رحمة.
يشغلني، أيضاً، أني أرى القسوة تحكم العالم الذي أصبح متواطئاً وسهل التخلي عن ضميره. في كلمة، يشغلني العجز إزاء التوحش.


ما هو آخر أعمالك وما القادم؟
- أقوم حالياً بكتابة نص مسرحي سأخرجه في وقت لاحق. ومؤخراً أدّيت دورين في مسلسلين: "فوق السحاب" و"طايع"، وكلاهما عرض خلال شهر رمضان المنقضي.


هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- راض عما قدمته في المسرح كمخرج، وفي المقابل أنا غير مهتم بما أقدمه كممثل تلفزيوني. أشعر أن هذا أمر يستطيع فعله أي كان. التمثيل مهنة يمكن تعلّمها، أما الإخراج فهو خلق لا يمكن اكتسابه. التمثيل فكرة، والإخراج هو التفكير كله.


لو قيّض لك البدء من جديد أي مسار كنت ستختار؟
- سأختار أن أكون فلاحاً صاحب مزرعة أحرث الأرض وأربي الحيوانات. في ذلك الكثير من القناعة والسلام والشراكة مع الأرض والعيش مع الكائنات من زرع وحيوان. أعتقد أنني سافعل ذلك ذات يوم، سأكون فلاحاً.


ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده من العالم؟
- لا يبدو أن العالم يقدّم الآن لسكّانه أكثر من متع قصيرة وعابرة لا يمكنها أن تشكل سعادة. في هذا الشرق الحزين والخائب أصبحت الحياة تبدو كعبء ثقيل على الفقراء والشعوب التي يقتلها الاستبداد والضياع. لا أنتظر من القوى التي تحرّك العالم خيراً لأنها تدرّب الجميع على قتل الضمير. لم أعد أنتظر من العالم خيراً، ولذلك فما أطمح له أن يكون الأذى والألم أقل.


شخصية من الماضي تود لقاءها ولماذا هي بالذات؟
- لم يخطر ببالي لقاء شخصيات من الماضي، لكني أشعر أن في خيالي وذاكرتي تعيش شخصيات متخيلة أكثر من شخصيات الواقع والتاريخ. أحب أن ألتقي بهاملت الذي جعله التأمل جباناً. أحب جوليان بطل رواية "الأحمر والأسود" للكاتب الفرنسي ستندال أو الشخصيات التي تخيّلها الفنان التشكيلي الروسي مارك شاغال.


صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- كثير من الأصدقاء يخطرون على بالي كل يوم. أما على مستوى القراءة، فغالباً ما أعود لمجموعة شذرات إميل سيوران، كما أعود إلى "خواتم" أنسي الحاج.


ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا سماعها؟
أستمع إلى أغانٍ برازيلية كما أعود إلى محمد عبد الوهاب وليونارد كوهين.


بطاقة
مخرج وممثل مسرحي وتلفزيوني من مواليد بغداد عام 1963. غادر العراق منذ التسعينيات وأقام في مدن عدة منها دمشق وعمّان وبيروت وسيدني وهو مقيم حالياً في القاهرة. من المسرحيات التي أخرجها: "العربانة" عن نص لـ مظفر النواب، و"الحارس" عن نص لـ هارولد بينتر، و"الأيام المخمورة" عن نص سعد الله ونوس، إضافة إلى كلاسيكيات مثل "ماكبث" لشكسبير، و"الخادمات" لـ جان جينيه. ومن الأعمال التي كتبها: "كهرب"، و"أنثى القمر"، و"أناس الليل". وفي الدراما التلفزيونية ظهر في مسلسلات تاريخية مثل "سقوط الخلافة" (2010) في دور الخليفة مراد الخامس، ومسلسل "صديق العمر" (2014) في دور عبد الكريم النحلاوي، وأخرج مسلسل "سليمة مراد" (2012).

دلالات
المساهمون