وفاة اللواء محمد ناصيف أحد أعمدة النظام السوري

28 يونيو 2015
ناصيف مقرّب جداً من الأسد الأب والابن (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن في دمشق، اليوم الأحد، عن وفاة اللواء المتقاعد، محمد ناصيف خير بك، الذي يشغل منصب معاون نائب رئيس الجمهورية في النظام السوري منذ استحداث المنصب وتعيين ناصيف فيه في بداية أبريل/نيسان عام 2006 بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان.

وفارق اللواء المتقاعد الحياة بعد أشهر قضاها في مستشفى الشامي في العاصمة السورية، دمشق، تلقى فيها العلاج الكيماوي المضاد لمرض السرطان، الذي تسبب في وفاته أخيراً.

ولد اللواء محمد ناصيف في قرية اللقبي في ريف منطقة مصياف، التابعة إدارياً لمحافظة حماة، وسط سورية عام 1934، وتخرج في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي كضابط باختصاص مدرعات من الكلية الحربية السورية، قبل أن يتقرّب إبّان انقلاب حزب "البعث" عام 1963 من الرئيس السابق، حافظ الأسد، الذي كان مديراً لمطار الضمير العسكري. ثم عيّنه الأسد الذي تولّى في ما بعد منصب وزير الدفاع، في رئاسة مكتب إدارة الاستخبارات العامة في دمشق، ومن ثم رئيس الفرع الداخلي في إدارة الاستخبارات العامة المعروفة باسم "أمن الدولة" منذ منتصف السبعينيات، خلفاً لفريد النقري، نظراً لدوره البارز في تصفية معارضي الأسد الأب داخل حزب "البعث" أثناء "الحركة التصحيحية" التي تمكّن من خلالها الأسد الأب من إبعاد كل معارضيه داخل حزب "البعث".

بقي محمد ناصيف رئيساً للفرع الداخلي، المعروف في دمشق بالفرع 251، حتى إقالته وتعيينه عام 1998 من قبل الأسد الأب في منصب معاون مدير إدارة أمن الدولة، ليخلفه اللواء بهجت سليمان في رئاسة الفرع الداخلي التابع للاستخبارات العامة.

تميّزت شخصية اللواء ناصيف بالتكتم والعزلة، وعرف عنه أنه مقرّب جداً من الأسد الأب والابن، كما أنه كان معروفاً في السبعينيات على أنه مبعوث خاص للرئيس السوري قام بزيارات عديدة لألمانيا وسويسرا حيث كانت تنشط الجمعيات الإيرانية المعارضة لنظام الشاه في إيران.

وكان للواء ناصيف دور بارز في الاضطرابات التي شهدتها سورية في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، حيث كان مشرفاً على اللجنة السداسية التي أدارت البلاد إبّان مرض الأسد الأب في الثمانينيات، والتي قامت بإبعاد رفعت الأسد، شقيق الأسد الأب والذي حاول الاستيلاء على السلطة حينها.

وزار اللواء ناصيف الولايات المتحدة الأميركية عدة مرات عام 2005 بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان إثر الضغوط الكبيرة، التي تعرض لها النظام السوري في تلك الفترة، خصوصاً بعد تهديدات الإدارة الأميركية بإزاحة النظام السوري بعد نجاحها في إسقاط نظام الرئيس العراقي، صدام حسين، ليتم تعيين اللواء ناصيف في ربيع عام 2006 بالمنصب الذي تم استحداثه خصيصاً من أجله، ليبقى فيه حتى اليوم حين فارق الحياة في العاصمة السورية دمشق.

اقرأ أيضاً: المعارضة تواصل معاركها لربط ريف القنيطرة بغوطة دمشق الغربية

المساهمون