وسم يصرخ من الفلوجة لإنقاذ ما تبقى من حياة

23 مارس 2016
مغادرة الفلوجة أصبح أمرا صعبا (Getty)
+ الخط -
أطلق ناشطون وإعلاميون عراقيون وسماً على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم سكان مدينة الفلوجة العراقية، جرّاء الحصار والتجويع الذي أدى إلى قتل العديد من سكانها.

ويقول مسؤول حملة "#الفلوجة_تقتل_جوعا"، العراقي محمود القيسي، إن هذه الحملة جاءت "لتوصل صرخة الألم والجوع من أهالي الفلوجة لتصل إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية والإنسانية، ليلتفتوا إلى ما يحدث في الفلوجة، ولتكريس الجهود لإنقاذها، بعد أن استنفدت كل ما لديها، فحتى النباتات مثل الخباز والحشائش نفدت، ما دفع الأهالي إلى تناول أوراق الأشجار".

ويضيف القيسي، لـ"العربي الجديد"، أنه في الأيام الماضية سُجلت العديد من حالات الانتحار في مناطق مختلفة من الفلوجة، بعد أن منعهم تنظيم الدولة من مغادرة المدينة.


ويتابع القيسي أن "العشرات من أهالي الفلوجة يفضّلون الموت على استمرار معاناتهم التي تمثلت في انعدام الغذاء والدواء وكل سبل الحياة".

من جهته، يقول العراقي أحمد سعيد، أحد المدونين على وسم "#الفلوجة_تقتل_جوعا" إن "تنظيم داعش اليوم فرض خناقا حادا على المدنيين ومنع الأهالي من الاتصال بالعالم الخارجي".

ويضيف سعيد لـ"العربي الجديد"، أن الفلوجة اليوم تدفع ثمن وقوفها أمام الاحتلال الأميركي. وتساءل سعيد عن "دور حقوق الإنسان التي تنادي بها واشنطن، وهي تغفل عن آلاف الأطفال الذين بلا دواء ولا غذاء في الفلوجة!".

ويؤكد سعيد أن هذا الحصار ما هو إلا "معاقبة أهالي الفلوجة، بعد أن عجزت القوات الأمنية عن اقتحامها، فقامت بقصفها عشوائيا". وقال سعيد لـ"العربي الجديد"، إن هذا الحصار "يدار من قبل المليشيات، فأصبح الأهالي بين مطرقة داعش وسندان المليشيات".

من جهته، قال الصحافي العراقي محمد الفلوجي، إن الفلوجة تعاني من حصار خانق، وأصبحنا نشهد مضايا أخرى، ونأسف لما نراه من صمت مطبق، رغم معرفة جميع الدول والمنظمات بالوضع الراهن.

وأضاف الفلوجي لـ"العربي الجديد" أن "أكثر من مائة ألف نسمه في الفلوجة يعانون من نقص في الحاجات الأساسية جراء قرارات داعش وأحكامها!".

وأكد الفلوجي أن هناك محاولات من داخل الفلوجة لإنقاذ ما تبقى من حياة، وقال إن "أهالي المدينة يحاولون تقديم جلّ ما يستطيعون، لكن وصل الأمر إلى حالات الانتحار بسبب نقص الغذاء واليأس من الحالة الراهنة".

وأغلب حالات الوفاة تكون من فئة كبار السن المرضى لنقص الأدوية، وأيضا من فئة الأطفال بسبب نقص الحليب الجاف ونقص التغذية من الأم لعدم توفر الحليب لديها لسوء تغذيتها، وقد سجّل في هذا الشهر 13 وفاة بسبب الجوع، بحسب ما قال الفلوجي لـ"العربي الجديد".

وذكر الفلوجي أن "ضيق الحصار والحاجة في الفلوجة وصل بأحد الأهالي لأن يعرض سيارته التي تقدر بقيمة 20 ألف دولار مقابل 6 عبوات حليب لأطفاله! والبعض أصبح يأكل الحشرات والكلاب والقطط لسد جوعه".

وبحسب هيئات إغاثية محلية، فإن عدد ضحايا الحصار على الفلوجة منذ عامين، وصل إلى نحو أربعة آلاف قتيل، وستة آلاف جريح.



اقرأ أيضاً: "#فواتير_المياه" الجديدة تثير غضب السعوديين

المساهمون