10 فبراير 2016
وسط الحصار في اليمن
عمار زعبل (اليمن)
بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، عمد الحوثيون إلى خنق المساحة الإعلامية، وقتل ما تبقى من حرية للصحافة والصحفيين معاً، وعملوا جاهدين على اعتقال الصحفيين ومطاردتهم، إضافة إلى إغلاق المؤسسات الصحفية المسموعة والمقروءة والمرئية، ناهيك عن حجب أغلب المواقع الإخبارية الإلكترونية.
ومع ذلك كله، أدخلت جماعة الحوثيين، وشركاؤها من أتباع علي عبدالله صالح، اليمن في حرب مفتوحة، في أغلب المحافظات، مع تغييب كل الخدمات الضرورية من كهرباء وماء ومشتقات نفطية، في حصار قال عنه مراقبون محليون إنه حصار محلي، شمل الغذاء والمعلومة، فأصبح المواطن العادي بعيداً عن كل ما يحدث في الساحة، بل بعيد عن العالم برمته.
وفي هذا الحصار، لجأ صحفيون ومدونون وناشطون إلى الوسائل المتاحة التي توفرها شركات الهاتف النقال، في خدمات التواصل الاجتماعي، خصوصاً "واتس أب" الذي لا يحتاج إلى كثير من وحدات الطاقة الكهربائية، فظهرت خدمة جديدة، هي "الواتس نيوز". يقول عنها مستخدموه إنه خدمة مجانية لليمنيين، في ظل الحرب والحصار، يتم فيها عمل موجز يومي عن الأحداث في المحافظات المختلفة، خصوصاً عن أخبار المقاومة في مناطق الحرب التي أصبحت أخبارها لا تصل بسهولة، كذلك عن وقائع المؤتمرات والحوارات. باختصار، كل ما يحدث في العالم يترقبه يمنيون في المساء على شكل نشرةٍ، قد تصغر أو تكبر على شاشة هاتفهم الجوال.
عن مدى الإقبال، يقول إبراهيم البيضاني، محرر "واتس اليمني الجديد" إن هناك إقبالاً كبيراً على الخدمة، وتفاعلاً في ظل منع المليشيات حرية الإعلام، ف"الواتس نيوز" أتاحت لليمنيين متابعة الأخبار على الساحة اليمنية التي أراد الانقلابيون حجبها عن عامة الناس. ويتحدث البيضاني عن الجهد الذي يبذله، وزملاؤه، في توصيل الخدمة التي يتوقع أنها تصل إلى 10 ألف من المتابعين بطريقة مباشرة، عن طريق المجموعات ثم الانتشار الذي وصل إلى أغلب محافظات الجمهورية.
وقد لجأت مجموعة أخرى من الناشطين إلى هذا العمل الطوعي، فحسام مقبل وأنس المليكي يعملان على إنشاء مجموعات في الواتس، ومن ثم نسخ الأخبار والتقارير المحلية، ونشرها تالياً في أوساط المتابعين. ويعدها رضوان العريقي، كمتابع لأخبار واتس نيوز، ذات أهمية كبيرة، مع الوضع المتردي الذي تعيشه اليمن، فلا كهرباء، وشبكة الإنترنت ضعيفة جداً، والإمكانات لا تسمح لك إلا بشحن جهاز التلفون، فوصول الأخبار موجزة إليك نعمة كبيرة، مع هذا الوضع، على حد تعبيره.
هناك معوقات كبيرة قد يجدها العاملون في هذا المجال، منها عدم التخصص في المجال الصحفي، ما قد يقع بعضهم في أخطاء، إذ يحتاج المتابعون، في مثل هكذا خدمة، إلى رؤوس أقلام، واختزال للمعلومة أو الخبر كاملاً، ليصل معناه كاملاً إلى المتلقين. لكنه يبقى عملاً جباراً ومهماً في ظروف أوجدتها الحرب، ولا بد من التكثيف معها وإيصالها، لأنها أصبحت فعل مقاومة أيضاً.
مقالات أخرى
05 فبراير 2016
12 يناير 2016
07 يناير 2016