وزير الخارجية الألماني في بيروت: لبنان بحاجة لإصلاحات والمساعدات ستصل إلى المتضررين مباشرة
شدّد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، اليوم الأربعاء، على أنّ "لبنان بحاجة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية ليحظى بثقة شبابه"، متعهداً في الوقت ذاته بتقديم المساعدات مباشرة إلى المتضررين من الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت، الثلاثاء الماضي.
وبعد أسبوع على الانفجار المدمر في مرفأ بيروت، وصل ماس صباح اليوم الأربعاء إلى بيروت، في زيارة تستمر ليوم واحد.
وبحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، من المقرر أن يجري ماس محادثات مع المسؤولين اللبنانيين حول المساعدات الاقتصادية التي تحتاجها البلاد.
كذلك من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الألماني موظفي سفارة بلاده في بيروت، للاطلاع على حجم الخسائر، بينما يعتزم إجراء لقاءات مع المنظمات الاجتماعية والإنسانية المحلية العاملة هناك للتباحث في كيفية تقديم المساعدات.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا فقدت في انفجار بيروت إحدى موظفات الطاقم الدبلوماسي العامل في السفارة، وجُرح العديد من طاقمها بعد أن تضرر مبنى السفارة كثيراً.
وقبيل مغادرته إلى بيروت، اليوم الأربعاء، قال ماس إنه يزور بيروت "لنقل تعازينا الحارة ودعمنا لعائلات الضحايا، والحصول على فكرة عن الوضع ونتائج الانفجار الكارثة".
وأكد أنّ "لبنان يعيش أزمة سياسية واقتصادية خطيرة، ويحتاج إلى دعم قوي، وإلى إصلاحات اقتصادية بعيدة المدى، وهي الطريقة الوحيدة التي يربح بها لبنان شبابه من أجل مستقبل جيد، وهو السبيل الوحيد لبناء الثقة اللازمة".
ووعد ماس بتقديم المساعدات مباشرة إلى المتضررين، بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة.
وتأتي زيارة رئيس الدبلوماسية الألمانية إلى بيروت للتعبير عن تضامن ألمانيا الكامل مع الشعب اللبناني، وهي التي تعهدت، نهاية الأسبوع الماضي، بتقديم 20 مليون يورو كدفعة أولى للتعامل مع تداعيات الكارثة.
وكان ماس قد أكد، أول من أمس الاثنين، وفق ما أوردته صحيفة "هاندلسبلات"، أنّه سيوضح للمسؤولين أنّ ألمانيا مستعدة للمساعدة، لكن المطلوب أولاً إجراء مجموعة كاملة من الإجراءات التي يجب تنفيذها عاجلاً، بينها إصلاحات أساسية في مجال مكافحة سوء الإدارة والفساد".
وأضاف أنّ "الأهم الإصلاحات الاقتصادية حتى يصبح لبنان بلداً مثيراً للاهتمام وآمناً قانونياً للشركات الأجنبية للحضور والاستثمار فيه، ولهذا السبب كان من الصواب أن مؤتمر المانحين الذي انعقد، الأحد الماضي، ربط جميع المساعدات بالإصلاحات وبخلاف المساعدات الطارئة للتعامل مع الانفجار الكارثي".
وفي ما خصّ الوضع في بيروت، حذّر عضو "الحزب المسيحي الديمقراطي" الألماني إلمار بروك، في حديث مع موقع "دويتشلاند فونك"، من التأثير الكبير لـ"حزب الله" في لبنان، ووصفه بأنه الحاكم الفعلي للبلاد، وبأن الحزب هو الوحيد الذي لم يسلِّم سلاحه للدولة بعد، قبل أن يشدد على أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يأخذ بالاعتبار نفوذ إيران والسعودية وسورية في جميع المبادرات الدبلوماسية بشأن لبنان.