وزير الأوقاف الأردني لـ"العربي الجديد": لا فكر متطرف بمساجدنا

06 يونيو 2015
إيقاف نحو خمسين خطيباً خلال الأشهر الأخيرة (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلن وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني هايل عبد الحفيظ داود، خلو جميع المساجد في المملكة من حَملَة الفكر المتطرف، مؤكداً أن من يحملون ذلك الفكر من الخطباء تم وقفهم عن العمل.

وكشف داود في حوار مع "العربي الجديد"، عن ملامح خطة وزارته لمواجهة الفكر المتطرّف في المملكة، معتبراً أن وزارة الأوقاف يقع عليها العبء الأكبر من خلال دورها في نشر الفكر الإسلامي النقي والبعيد عن الغلو، لكنه أقرّ برفض المتطرفين للحوار.

الوزير تحدّث عن الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية في القدس، ومحاولات إسرائيل لنزعها، وكذلك المشاريع الإسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة، كما تطرّق إلى جذور الخلاف مع إيران. وفيما يلي نص الحوار:

-أطلقتم في وزارة الأوقاف خطة لمواجهة الفكر المتطرف، ما هي محاور الخطة؟ وهل حققت نتائجها؟

الخطة التي وضعتها وزارة الأوقاف جاءت انسجاماً مع الخطة الحكومية لمحاصرة الفكر المتطرف ومنع انتشاره داخل المجتمع الأردني، وتقوم خطة الوزارة على ثلاثة محاور، أولها سدّ النقص في أعداد العاملين في المساجد من خلال رفدهم بالمؤهلين لحمل فكرة الإسلام الواضح، ومجابهة الفكر المتطرف، وهو المحور الذي يحتاج تحقيقه ما بين 7 و10 سنوات بسبب النقص الحاد في عدد خريجي كليات الشريعة، والعزوف عن العمل في مهنة الإمامة لما تحتاج من جهد وانضباط. فيما يقوم المحور الثاني على تأهيل العاملين حالياً، إذ كشف التقييم عن وجود العديد منهم على مستوى غير كافٍ يؤهلهم للوعظ والإرشاد، والعمل على تحسين أوضاعهم المالية، بينما ينصبّ المحور الثالث على الارتقاء بنوعية الخطابة لتلامس هموم الناس ومشاكلهم اليومية.

-لكن ألا يوجد ضمن الخطة توجّه لمحاورة من يحملون الفكر المتطرّف؟

نحن منفتحون على الحوار، لكن هذه الجماعات لا تقبل الحوار أصلاً، لا يقولون لنا تعالوا حاورونا ونحن نرفض، بل نحن نقول لهم نريد الحوار وهم يرفضونه. توجد لجان تقوم بزيارة السجون لمحاورة هؤلاء لكن تجد صعوبة في الحوار، فالمتطرفون ينظرون إلى الدولة على اعتبارها غير مسلمة وإلى من يعملون معها كخارجين عن الدين، وهذا يُعقّد الأمر.

-خلال الأشهر الماضية أوقفتم عدداً من الأئمة والخطباء، لأنهم يؤيدون تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، هل يُشكّل العاملون في الأوقاف جزءاً من مخاوفكم المتعلقة بانتشار الفكر المتطرف؟

لم نوقف أئمة، أوقفنا خطباء، وخلال الأشهر الماضية تم إيقاف نحو خمسين خطيباً، غالبيتهم من المتطوّعين وليسوا من الموظفين، والإيقاف تم بعد التنبيه والإنذار والتحقيق معهم، بسبب عدم التزامهم بقانون الوعظ والإرشاد الذي يمنع التجريح والشتم وسب الهيئات والأشخاص وإثارة الفتن، حقيقة لا يمكن إنكارها أن بعض الخطباء يحملون فكراً متشدداً وقد يوجد القليل منهم يحملون الفكر المتطرف، لكن هؤلاء ليسوا من موظفي الوزارة، والآن لا يوجد أي صاحب فكر متطرف يعمل في المساجد.

-كيف تقيّم الأثر الذي أحدثته الجماعات الجهادية على صورة الإسلام؟ وهل أساءت تلك الجماعات لمفهوم الجهاد؟

في البداية تلك ليست جماعات جهادية، هي جماعات إرهابية، تمارس أعمالاً إرهابية، وتسمية أعمالها بالجهاد فيها إساءة واضحة لمفهوم الجهاد القائم على الدفاع عن الأرض والدين والعرض، وليس من أجل قتل الناس، وممارسة تلك الجماعات لأعمالها الإرهابية تحت مبرر الإسلام قدّم خدمة كبيرة لأعداء الإسلام لتشويه صورته، وتدمير الدول العربية، ويبقى المستفيد الأكبر في المعادلة كلها العدو الإسرائيلي.

-لكن ألا تعتقد أن هناك تركيزاً متعمداً على الإرهاب المرتبط باسم الإسلام؟

هناك ممارسات إرهابية يقوم بها غير المسلمين، فإسرائيل أكبر دولة مارست الإرهاب ضد العرب والمسلمين، ويوجد إرهابيون ديانتهم مسيحية، لكن الفارق أن المسيحي واليهودي يرتكب إرهابه ليس من منطلق ديني، يمارسه ضد قناعات وأيديولوجيا وسياسات معينة، في حين أن الجماعات الإرهابية التي تنسب نفسها إلى الإسلام تقول إن أعمالها تنفيذ لأوامر الإسلام، لتمنح أعداء الإسلام مبرراً لربط الإرهاب بالدين الإسلامي.

اقرأ أيضاً: خطة رسمية أردنية لمواجهة التطرف والإرهاب

-الخلافات الطائفية (شيعة وسنّة) تُشكّل بيئة حاضنة للجماعات المتطرفة، ألا تعتقد بضرورة إنهاء الخلاف كخطوة لمواجهة تلك الجماعات؟

لسنا مع نبذ الشيعة، نحن مع الجوامع المشتركة التي تجمع مكوّنات الأمة الإسلامية، والأصل عدم تعميق المذهبيات والعمل على تقليل التجاذبات، لكن هذه المسألة لا تتم بقرار أحادي بل تحتاج إلى اتفاق كل المكوّنات، وهنا تكمن الصعوبة.

-هل تعتقد أن العالم العربي قصّر في احتضان الشيعة العرب، الأمر الذي أدى إلى دفعهم باتجاه إيران؟

الشيعة العرب هم جزء من أمتنا العربية، وأعتقد بضرورة أن نستوعبهم، وعلى الأمة العربية أن تحتضنهم وألا تدفعهم إلى أي حضن آخر حتى لو كان إسلامياً، وخصوصاً أن إيران السياسية تسعى لاجتذاب الشيعة العرب إلى جانبها لاعتبارات مذهبية، لكنها في الحقيقة تريد استخدامهم لأغراض سياسية.

-لو انتقلنا للحديث حول القدس، تؤيدون في الوزارة الفتوى التي تبيح زيارة القدس تحت الاحتلال، هل تعتبرون أن فتوى تحريم الزيارة سقطت؟

فتوى تحريم الزيارة في الحقيقة صادرة عن الشيخ يوسف القرضاوي، وليست فتوى مؤسسية بل فتوى عالم من العلماء، وهي فتوى سياسية بالدرجة الأولى، بينما الفتوى الأخرى صادرة عن مجمّع الفكر الإسلامي، وهو أكبر هيئة علمية تضم مئات العلماء، وبصدور الفتوى عن المجمّع لا توجد أي فتوى قائمة من أي جهة أخرى.

-هل تعتقد أن فتوى زيارة القدس تحت الاحتلال، خدمة للقضية الفلسطينية؟

بالتأكيد، فسلطات الاحتلال ليست في مصلحتها أن يقوم المسلمون بزيارة الأقصى، وتمنعهم بالسلاح والإغلاقات، وفتوى التحريم كانت تصبّ في مصلحة إسرائيل، اليوم الحال أفضل عند زيارتي الأخيرة للمسجد الأقصى، وجدت هناك من كل الجنسيات، مغاربة وخليجيين وأفارقة وأتراكاً وأوروبيين.

-للأردن وصاية على المقدّسات الإسلامية في القدس، كيف تنظر إسرائيل إلى هذه الوصاية؟ وهل تلتزم بها؟

إسرائيل تعاند الوصاية التي حمت المقدّسات ومنعت الكثير من المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد المسجد والمدينة، وبالتالي فإن الوصاية ليست في مصلحة إسرائيل، ولذلك فالأخيرة لا تُريد أن يكتب لها النجاح.

اقرأ أيضاً: العاهل الأردني: الحرب على التنظيمات الإرهابية هي حربنا

المساهمون