وجع اللبنانيين بسبب غياب الحقوق الاقتصادية

01 نوفمبر 2015
احتجاجات شعبية للمطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية(Getty)
+ الخط -
في رحلة البحث عن هموم الناس الاقتصادية، لا يصعب على المرء إيجاد الكثير منها، وخاصة في بلد مثل لبنان، تحكمه وتتحكم به الديون الخارجية والداخلية. رفع الأجور، خفض الضرائب، مكافحة الغلاء المعيشي، مطالب خدماتية، الكهرباء، المواصلات، المياه، وغيرها... هي أبرز المطالب التي يسعى إلى تحقيقها الشعب اللبناني.
يقول محمد، والذي يعمل حارساً في وسط بيروت، إن مطالبه متعددة: "أريد راتباً محترماً بعكس راتب الـ 550 دولاراً الذي أتقاضاه، أريد الزواج وهذا حقي، أريد أن تنخفض أسعار المواد الغذائية". أما سوسن وهي صحافية تعمل في إحدى الإذاعات اللبنانية، فتقول إن "المطالب تزداد يومياً، وأثناء إعدادنا لنشرات الأخبار يتضح ذلك، فتقسم النشرة بين الفساد والغلاء، والقتل والحروب. وبالتالي الواقع بات صعباً". وعن مطالبها تقول "تحسين مؤشرات التنمية، لا سيما الفقر والهجرة والطبابة وفرص العمل وذلك يتكامل مع تنمية متوازنة والاهتمام بالتنمية بكل المناطق وعدم تهميش منطقة على حساب أخرى".

مطالب المواطنين

من جهته، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور غسان ديبه إن المطالب الاقتصادية عديدة وتحتاج إلى نظام اقتصادي جديد لتحقيقها. ويذكر أبرز أربعة مطالب على الشكل التالي: أولاً، الأجور في لبنان شبه متدنية، ولذلك المطلب الأول هو رفع الأجور لتصل إلى مكان ينقذ الناس من العوز، وذلك ضروري. ثانياً، خلق وظائف للشباب اللبناني المتعلم لأن الاقتصاد اللبناني لا ينتج فرصاً كافية للداخلين إلى سوق العمل، وخصوصاً للشباب، مما يضطرهم إلى الهجرة. ثالثاً، تأمين الدولة للخدمات العامة الأساسية وهي الكهرباء والمياه والنقل العام، وأيضاً استحداث نظام صحي غير مرتبط بالزبائنية السياسية، ويشمل كل الشعب اللبناني. أما رابعاً، فاستحداث نظام ضريبي أكثر عدلاً، يرفع العبء الضريبي عن الطبقة المتوسطة ويضعها أكثر على الطبقات الغنية. ويختم الدكتور بأن كل ذلك يتطلب نظاماً اقتصادياً أكثر عدلاً ويؤمن الحاجات الأساسية للمواطنين.

اقرأ أيضاً:القرى اللبنانية المهمّشة... معاناة المناطق الحدودية مستمرة بعد التحرير

يقول عماد بزي، أحد أبرز الناشطين في الحراك الشعبي "طلعت ريحتكم"، إن المطلب المتعلق بالنفايات فتح آفاقاً للتعبير عن مطالب اقتصادية تطاول هموم المواطنين اللبنانيين، من خلال ساحة جديدة خارج اصطفاف 8 و14 آذار. وعن أبرز المطالب الاقتصادية للناس يقول بزي إنها مرتبطة ببعضها لكن الحاجة ملحة لتطوير القطاع الصحي، لأن الفاتورة الصحية التي يدفعها المواطن خيالية مقارنة ببقية الدول. والمطالب الخدماتية أساسية، لا سيما تلك المتعلقة بالكهرباء والماء وغيرها. ويضيف بزي أن الأجور متدنية والبطالة مرتفعة والمواطن ينتظر تأشيرة السفر كي يهاجر من البلاد.

بدوره، يقول الناشط في الحراك الشعبي عربي العنداري إن وجع الشعب اللبناني برز من خلال الكثير من المطالب التي انقسمت بين معيشية وإنمائية، وكان ذلك واضحاً مع التجمعات الأولى التي نظمها الحراك حيث تصدرت لافتات وهتافات عديدة المشهد إلى جانب أزمة النفايات، لا سيما تلك المتعلقة بالكهرباء والمياه وسلسلة الرتب والرواتب، ورفع الأجور والبطالة والهجرة، واغتصاب الأملاك العامة، ومزاريب الفساد في إدارات الدولة وغيرها من المطالب.

اقرأ أيضاً:اقتصاد لبنان يدور في حلقة الفساد


المساهمون