وثيقة: توصيات عسكرية لقمع معارضي الانقلاب في الجامعات المصرية

10 مايو 2014
رجال أمن داخل جامعة القاهرة (GETTY)
+ الخط -
 

تحت عنوان "سري للغاية"، نشرت صحيفة حكومية في مصر، اليوم السبت، وثيقة تفيد إرسال وزير التعليم العالي المصري وائل الدجوي، خطابا إلى رؤساء الجامعات يضم توصيات جديدة بشأن آليات التعامل مع معارضي الانقلاب، وخاصة طلاب جماعة الإخوان المسلمين، وتوعية طلاب الجامعات حول "مخططاتهم، وخطورة تظاهراتهم، ومنهجهم الفكري" بناء على توصيات وصلته من الجيش.

الخطاب "الوثيقة" الذي نشرت تفاصيله صحيفة "الأهرام المسائي"، تم نشره على نطاق واسع أيضا على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وحمل توقيع الوزير، وأثار جدلاً كبيراً.
وجاء في التوصيات نصاً أنه: "بناء على خطاب من لواء أركان حرب، أمين عام مجلس الوزراء، بشأن التوصيات التي انتهي إليها تقرير لجنة إدارة الأزمات بوزارة الدفاع (الجيش)، عن آليات التعامل مع المشاكل التي يتعرض لها الشباب بالجامعات".

وتضمن الخطاب ثلاث توصيات موجهة من اللجنة التابعة للجيش إلى الوزير، في مقدمتها: تنظيم ندوات داخل الجامعات للتطرق إلى سلبيات جماعة الإخوان، من خلال الاستعانة بقيادات الجماعة المنشقين، وإنشاء ما يسمى بـ"الأمن الذاتي الطلابي" داخل الحرم الجامعي، بهدف مساعدة الأمن الإداري، وتنسيق رؤساء الجامعات وعمداء الكليات مع الأجهزة الأمنية، للقضاء على ما وصفه بـ"العناصر المتداخلة في المدن الجامعية بتطبيق قواعد وإجراءات حازمة".

واعتبر طلاب أن توجيه الجيش للجامعات بعقد ندوات تعريفية، يعد نوعا من زج الجامعات وطلابها في أتون السياسة، بالمخالفة لما يدعيه النظام الحاكم الآن في مصر حول ضرورة تفرغ الجامعات للتعليم فقط، بينما اعتبر كثيرون تنظيم "الأمن الذاتي الطلابي" خطرا كبيرا، باعتباره يمثل تنظيما قمعيا جديدا من الطلاب لزملائهم، إلى جوار قوات الجيش والشرطة التي تقمع الطلاب على مدار الأشهر الماضية.

من جانبه، علق عضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات الدكتور هاني الحسيني، قائلا لـ"العربي الجديد": "إن ما جاء في الخطاب يؤكد تدخل لجنة إدارة الأزمات بوزارة الدفاع في شؤون الجامعات، وتوجيه رؤساء الجامعات للتعاون مع الأجهزة الأمنية، وهو ما يعد "تكويناً لنظام فاشي من خلال أجهزة الدولة"، بحسب قوله.

وأضاف الحسيني أن توصيات الجيش هدفت إلى تشغيل الآلة الإدارية في الجامعات للهجوم على تيار سياسي لمجرد أنه معادٍ للتيار الحاكم حاليا، بينما التوجيه بإنشاء أمن داخلي بمثابة الدعوة لتأسيس ميليشيات طلابية، ما يؤدي إلى أعمال شغب جديدة.

وتابع أن تنسيق رؤساء الجامعات مع الأجهزة الأمنية يعني أن إدارة الجامعة تتعاون مع أجهزة التجسس التابعة لجهاز الأمن الوطني، في إطار البحث عن الطلاب المتعاطفين مع الإخوان لاتخاذ إجراءات إقصائية بشأنهم.


المساهمون