والدة طالب معتقل في مصر: حرموه الامتحانات وحرموني زيارته

12 يوليو 2014
حملات طلابية للإفراج عن عمرو ربيع (العربي الجديد)
+ الخط -

كانت أقصى أمنية لوالدة الطالب المعتقل عمرو ربيع أن تراه في شهر رمضان، أن تسلم عليه وتطمئن على سلامته، أن تحتضنه وتحمل إليه طعام الإفطار، لكن إدارة سجن العقرب، أحد سجون طره، منعت الزيارة بناء على تعليمات النائب العام.

لم ترَ الأم ابنها سوى ثلاث مرات، منذ اختطافه على يد جهاز الأمن الوطني في 11 مارس/آذار الماضي من ميدان رمسيس، وسط القاهرة، وترحيله سرا إلى سجن العازولي العسكري في الإسماعيلية، وظهوره فجأة في محكمة شمال القاهرة في 13 مايو/أيار الماضي، وادعاء أنه هارب في قضية معروفة إعلاميًا باسم "أنصار بيت المقدس" مع 200 متهم آخرين.

ثناء شاهين، الأم تروي لـ"العربي الجديد" أنها تنتظر اليوم الذي تحصل فيه على التصريح من نيابة أمن الدولة بالقاهرة الجديدة، لكي ترى ابنها وتطمئن على حاله، خاصة أنه عانى التعذيب المتواصل وعُلق من يديه، وضُرب ضربًا مبرحًا أثّر على أعصاب يديه، وتعرضت كتفاه للخلع، وضرب ظهره بالجنازير، في مقر أمن الدولة في لاظوغلي.

تضيف الأم: "آخر زيارة لابني كانت في 21 يونيو/حزيران، بعد حصولي على التصريح، وقد طلب مني كتباً دراسية وأدوية لتقوية الأعصاب"، مشيرة إلى أنه لم يعرض حتى هذه اللحظة على طبيب شرعي لتوثيق ما حدث له، ولإحالته إلى مستشفى لاستكمال علاجه، وعلاج كتفه.

وتقدمت والدة عمرو ببلاغين إلى النائب العام السبت الماضي، أولهما للتظلم بسبب منع الزيارة عنه في سجن العقرب، والثاني بسبب عدم تحويل نجلها إلى الطب الشرعي.

وعندما ذهب والد عمرو ربيع لمصلحة السجون، لم يستطع إدخال الدواء لنجله، وأخبروه أن يذهب ويرجع إليهم مرة أخرى بعد أسبوعين.

وترفض إدارة السجن طلب محامي عمرو زيارته، كما تم رفض تصريح بعض الجهات الحقوقية لزيارته للاطمئنان على أحواله، خصوصاً أن نزلاء سجن العقرب تعرضوا خلال الأسبوع الماضي لسوء معاملة، بسبب إضرابهم عن الطعام لإنقاذ زميلهم المريض أحمد المصري، وقد تم نقل كل من أضرب عن الطعام إلى زنازين التأديب.

وحرم عمرو من أداء امتحاناته في الفرقة الثالثة قسم ميكانيكا بكلية الهندسة، كما رفضت إدارة السجن خلال زيارة والدته إدخال كتب الدراسة، إلا بعد تقديم شهادة قيد من كليته لإثبات أنه طالب.

تضيف والدته "أول زيارة له كانت من وراء زجاج، قلت لمسؤول السجن أنا مريضة، أريد أن ألمس يده وأسلم عليه، لم أره منذ 67 يوما، فرد قائلا "احمدي ربنا، في سجين له 100 يوم لم يرَ أي شخص من أسرته".

وتحكي أن عمرو من حركة أحرار، لكنه شغل كل وقته بتأسيس أسرة رسالة في كليتي هندسة والحاسبات والمعلومات، وكان هدفه إدخال السرور على الفقراء، وتضيف "ذهب مرة إلى حلايب وشلاتين لإدخال مياه لبعض القرى، وضيّع الامتحان النهائي، وقلت له حرام عليك تضيع امتحانك، فكان رده: الفقراء لن ينتظروا حتى أتخرج لمساعدتهم".