والدة اللاجئ رامي العاشق في "قبضة البحر" لتلقاه بألمانيا

15 مايو 2015
يخاف على أمه من غدر البحر وينتظرها (فيسبوك)
+ الخط -



أمّي الآن (في قبضة البحر)! ليست عبارة عابرة كتبها الفلسطيني حامل الوثيقة السورية الهارب من بطش النظام السوري، غير المرغوب فيه بالأردن، واللاجئ اليوم في ألمانيا، رامي العاشق على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك"، فحقاً أمه الآن في قبضة البحر، فهي على متن قارب، انطلق أمس الخميس من سواحل تركيا، برفقة عشرات اللاجئين السوريين، الحالمين أن تقذفهم الأمواج المتلاطمة صوب برّ آمن.

أمّه الآن في البحر، تشعر أن كلماته في المحادثة الكتابية عبر "فيسبوك" تتلعثم وتتصبب عرقاً، وتتضرع إلى الله أن تقذفها الأمواج لاجئة حيث يلجأ هو في ألمانيا،  فأمّه الأربعينية (فطمة) تتصبب خوفاً، وهي المحاطة بالمياه من الجهات الأربعة، بعد أن خاضت المغامرة. أملها الآن أن تكون جسراً يعبر عليه أبناؤها الثلاثة، اثنان منهم في لبنان وثالث ما يزال في دمشق.

رامي العاشق، يقيم الآن في ألمانيا التي وصلها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، محمياً من حكومتها، بعد أكثر من عامين قضاهما مطلوباً بالأردن، بجريمة الهروب من سكن "السايبر ستي"، الذي احتجزت فيه الحكومة الأردنية الفلسطينيين، من حملة الوثائق السورية، الذين فروا  قبل أن تقرر وقف استقبال الفلسطينيين من حملة الوثائق السورية، تحت مبرر الحفاظ على الهوية الفلسطينية.


وتشتت شمل العائلة، على أمل لقاء يوفره البحر، ففي مطلع العام 2012، هرب العاشق من مخيم اليرموك في دمشق إلى الأردن التي دخلها بطريقة غير شرعية، تاركاً وراءه والده وأخاه الشقيق، وأماً متزوجة من رجل آخر(سوري) أنجبت منه أخوين غير شقيقين للعاشق.

يقول العاشق: "غادرت أمي الشام نهاية العام 2012، إلى لبنان هي وزوجها وأخوي، وفي بيروت أقاموا في بلدة المنارة بالبقاع"، يصف حالتهم في لبنان بـ " السيئة"، ويضيف: "اضطرت أمي للعمل تسع ساعات يومياً، وبشكل مخالف مقابل راتب شهري هو 100 دولار فقط"، وهو أجر لا يكفي لتأمين الحد الأدنى لمتطلبات الحياة، أما والد العاشق وأخوه الشقيق، فما يزالون في دمشق، وهو يرفض الحديث عنهم لحساسية وضعهم هناك.

"أصبحت الحياة لا تطاق والبقاء في لبنان مستحيل"، يقول العاشق، فقررت والدته أن تخوض المغامرة، باعت كل ما تملك، وغادرت لبنان باتجاه تركيا التي وصلتها أول من أمس الأربعاء، بعد أن جهزت كل ترتيبات ركوبها للبحر، نامت في تركيا ليلة واحدة، وركبت الزورق صباح أمس الخميس، وهي الآن (في قبضة البحر)!.

يبرر العاشق المغامرة الخطرة التي تخوضها أمه الآن، بخوفها على أبنائها الذين خلفتهم وراءها، مشيراً إلى أن هاجسها الوحيد يوم ركبت البحر هو الوصول إلى دولة أوروبية تتيح لها قوانينها سحب أبنائها، بعد أن تحصل على حق اللجوء.


اقرأ أيضاً: مواقف تكسر جليد الغربة

المساهمون