15 سبتمبر 2019
واشنطن واستحالة إخضاع إيران
محمد عياش
كاتب وباحث سياسي فلسطيني، يؤمن بمقولة "من طلب الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".
العالم يتغير مع كل صباح، والولايات المتحدة الأميركية تصر على تجاهل المتغيرات والتطورات، وعلى استخدام الوسائل القديمة البالية نفسها، لكل من يخالف رؤيتها واستراتيجيتها التي تعتقد أنها تجلب لها المنفعة ودوام السيطرة. أصبحت سياسة التهديد والوعيد التي تتبناها واشنطن من الماضي، فهناك حقائق عنيدة لا يمكن لأي دولة، سواء كانت بوزن الولايات المتحدة أو غيرها، أن تتجاهلها، والجمهورية الإيرانية الإسلامية لم تسقط من السماء، فجذورها قد تخرج من الجهة المقابلة للكرة الأرضية. أما عن جذور الولايات المتحدة، فهي معروفة كيف قتلت ملايين الهنود الحمر واستقرت على جماجمهم بأبشع احتلال كولونيالي عرفته الكرة الأرضية.
صخرة الصمود الإيراني في وجه الاستعمار والاستكبار الأميركي تكمن في الجبهة الداخلية الحصينة والعصية على الاختراق، فكثيراً ما تعتمد واشنطن هذه السياسة الخبيثة، لإحداث الانهيار والاختلال في موازين الدولة التي تقف موقف الند من سياساتها الخبيثة في المنطقة (فنزويلا). وهذه حالة فريدة تسجل للجمهورية الإسلامية، ونقطة لا يمكن تجاهلها ضمن الصراع الحالي.
نجاح إيران في معرفة المواقع والمواضع التي يجب أن تقف عليها وفيها، ونجاحها في علاقاتها وتحالفاتها، أقلقت سيد البيت الأبيض، دونالد ترامب، الذي يحاول مرارا وتكرارا بتغريداته أن يُحدث ما يسمى "الثقب الأسود"، في جسم الدولة الإيرانية العميقة، ومسلسل التراجع والنكوص الأميركي المتتالي، يعطي الجمهورية الإسلامية أوكسجين إضافيا للصمود والانتقال من خندق الدفاع إلى الهجوم، ورفع منسوب التخصيب من اليورانيوم أول هذه المؤشرات والدلائل وليس آخرها بالطبع.
وفي ما يخص الجهة المقابلة لإيران، اختلت موازين السياسة والتخطيط والتنظيم بين الحلفاء، سواء مع واشنطن التي تبتز الملوك والأمراء، والطلب منهم الدفع مقابل الحماية، أو بينهم وانفتاق الاتفاق الذي بدا وكأنه عضويا، ليبدو على حالة لقاءات طارئة وانسحابات مفاجئة من اليمن، وترك الحليف السعودي وحده في المعركة، والتطورات الحديثة في اليمن، والتي ستنفجر في وجه كل من جاء لليمن بغرض الهيمنة والسيطرة.
عندما تقرر واشنطن إرسال مدمراتها وفرقاطاتها وأساطيلها وقطعها إلى مياه الخليج، وتدعو حلفاءها إلى الاقتداء بتحركاتها، وتطلب من ستين دولة أن تأتي إلى المياه بحجة حماية الملاحة وتصدير النفط وغيره، عندها نضع إشارة على عجز الولايات المتحدة عن مواجهة التهديدات الإيرانية، وبالتالي فإن استجلاب مزيد من السفن الهجومية سيرفع من وتيرة الكلفة التي سترهق الدول المصدرة والمستوردة، وهذا يحدث الخلل في موازين الأرباح.
ينظر ترامب بجدية إلى التهديدات الشرعية الإيرانية، وعينه على مستقبله في الرئاسة لولاية ثانية، وبالتالي فإن تحركاته وتصرفاته لا بد لها من مراجعة، سيما في داخل إدارته التي لا يمر شهر على أقل تقدير إلا وفيها من يستقيل، احتجاجا على جلافته وصلافته وقلة خبرته. فواشنطن تعيش هاجس الانفلات الأمني بعد جريمة تكساس، والتي يرجح أنها ناتجة من تصريحات ترامب العنصرية على النائبات الأربع في الكونغرس، ودعوته لهن بالعودة إلى بلادهن إن لم يجدن الراحة في الولايات المتحدة.
ستعيد واشنطن النظر في إجراءاتها وسياساتها الخاطئة في المنطقة، وأعتقد أيضا أنها استخدمت آخر أوراقها بالضغط على طهران ولكن من دون جدوى، وآخرها انضمام إسرائيل إلى الدول التي ستحمي مياه الخليج، الأمر الذي سيسجل موقفاً إيجابياً لطهران للذود عن الخليج، في الوقت الذي سترحب بعض الدول الخليجية صاغرة بمشاركتها. وبالتالي، فإن رائحة التطبيع لا تبعد كثيرا عن تلك المشاركة، والتي ستجمع بين الضباط الإسرائيليين والسعوديين والإماراتيين وهم ينسقون ويخططون لمواجهة التهديدات الإيرانية، في موقف يعزز دور المقاومة والصمود في وجه الهجمة الإمبريالية.
صخرة الصمود الإيراني في وجه الاستعمار والاستكبار الأميركي تكمن في الجبهة الداخلية الحصينة والعصية على الاختراق، فكثيراً ما تعتمد واشنطن هذه السياسة الخبيثة، لإحداث الانهيار والاختلال في موازين الدولة التي تقف موقف الند من سياساتها الخبيثة في المنطقة (فنزويلا). وهذه حالة فريدة تسجل للجمهورية الإسلامية، ونقطة لا يمكن تجاهلها ضمن الصراع الحالي.
نجاح إيران في معرفة المواقع والمواضع التي يجب أن تقف عليها وفيها، ونجاحها في علاقاتها وتحالفاتها، أقلقت سيد البيت الأبيض، دونالد ترامب، الذي يحاول مرارا وتكرارا بتغريداته أن يُحدث ما يسمى "الثقب الأسود"، في جسم الدولة الإيرانية العميقة، ومسلسل التراجع والنكوص الأميركي المتتالي، يعطي الجمهورية الإسلامية أوكسجين إضافيا للصمود والانتقال من خندق الدفاع إلى الهجوم، ورفع منسوب التخصيب من اليورانيوم أول هذه المؤشرات والدلائل وليس آخرها بالطبع.
وفي ما يخص الجهة المقابلة لإيران، اختلت موازين السياسة والتخطيط والتنظيم بين الحلفاء، سواء مع واشنطن التي تبتز الملوك والأمراء، والطلب منهم الدفع مقابل الحماية، أو بينهم وانفتاق الاتفاق الذي بدا وكأنه عضويا، ليبدو على حالة لقاءات طارئة وانسحابات مفاجئة من اليمن، وترك الحليف السعودي وحده في المعركة، والتطورات الحديثة في اليمن، والتي ستنفجر في وجه كل من جاء لليمن بغرض الهيمنة والسيطرة.
عندما تقرر واشنطن إرسال مدمراتها وفرقاطاتها وأساطيلها وقطعها إلى مياه الخليج، وتدعو حلفاءها إلى الاقتداء بتحركاتها، وتطلب من ستين دولة أن تأتي إلى المياه بحجة حماية الملاحة وتصدير النفط وغيره، عندها نضع إشارة على عجز الولايات المتحدة عن مواجهة التهديدات الإيرانية، وبالتالي فإن استجلاب مزيد من السفن الهجومية سيرفع من وتيرة الكلفة التي سترهق الدول المصدرة والمستوردة، وهذا يحدث الخلل في موازين الأرباح.
ينظر ترامب بجدية إلى التهديدات الشرعية الإيرانية، وعينه على مستقبله في الرئاسة لولاية ثانية، وبالتالي فإن تحركاته وتصرفاته لا بد لها من مراجعة، سيما في داخل إدارته التي لا يمر شهر على أقل تقدير إلا وفيها من يستقيل، احتجاجا على جلافته وصلافته وقلة خبرته. فواشنطن تعيش هاجس الانفلات الأمني بعد جريمة تكساس، والتي يرجح أنها ناتجة من تصريحات ترامب العنصرية على النائبات الأربع في الكونغرس، ودعوته لهن بالعودة إلى بلادهن إن لم يجدن الراحة في الولايات المتحدة.
ستعيد واشنطن النظر في إجراءاتها وسياساتها الخاطئة في المنطقة، وأعتقد أيضا أنها استخدمت آخر أوراقها بالضغط على طهران ولكن من دون جدوى، وآخرها انضمام إسرائيل إلى الدول التي ستحمي مياه الخليج، الأمر الذي سيسجل موقفاً إيجابياً لطهران للذود عن الخليج، في الوقت الذي سترحب بعض الدول الخليجية صاغرة بمشاركتها. وبالتالي، فإن رائحة التطبيع لا تبعد كثيرا عن تلك المشاركة، والتي ستجمع بين الضباط الإسرائيليين والسعوديين والإماراتيين وهم ينسقون ويخططون لمواجهة التهديدات الإيرانية، في موقف يعزز دور المقاومة والصمود في وجه الهجمة الإمبريالية.
محمد عياش
كاتب وباحث سياسي فلسطيني، يؤمن بمقولة "من طلب الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".
محمد عياش
مقالات أخرى
25 يوليو 2019
21 يونيو 2019
18 مايو 2019