تأكل الزوجة حياتي وتطعمها للصغار الذين لم يولدوا بعد
تأكل الزوجة المخيّلة، وتطعمها للصغار الذين لم يكبروا بعد..
الحياة لا تكفي لإِطعام عائلةٍ مكوّنةٍ من شخصين
ومن أَطفال يبلغ الواحد منهم
أَربعين سعرةً حرارية.
حياتي وحدها لا تكفي
لنبحث إِذن عن حياةٍ مليئةٍ بالأَشجار والأَنهار
حياة أَكثر اتساعاً من موتنا الذي لم يعد هو الآخر يكفي
لإِطعام عائلةٍ مكوّنةٍ من شخصين
يفكرّان في ملءِ أَرحامهم بعويل أَطفال لم يولدوا
ولن يولدوا
ما دامت المخيّلة لا تسمح.
هل هذا يكفي؟
إذن لنبتعد بالمخيّلة عما يدور هنا في الداخل
لنبتعد بها عنّا..
ولنفكّر في إِمكانية أَن يكون لنا أَطفال كبار
يملؤون أَمعاءنا بالعويل
عويل أَطفال يريدون أَن يكبروا، ولو بالقوة
يريدون أَن تكون لهم حياةٌ دسمةٌ مليئةٌ بالأَشجار والأَنهار
حياة يقفون عندها في الوقت الذي يحرّك به أَبوهم مخيّلته:
1- يجب أَن يكون ثمة جدوى
2- يجب أَن يكون بعيداً عن العائلة
3- يجب أَن أًسدّ رمقها .. ولو بالقوّة
4- يجب أَن أَكتب عن كلكامش صاحب الملحمة المعروفة
..]لقد بحث كلكامش هذا عن عشبةٍ يسدّ بها رمق خلوده ثم ما إن وجد العشبة حتّى تداركه الموت]
إِذن ليشبع بخلوده موتاً، كلكامش هذا..
حياتي ليست للأَكل، إِنها لي وحدي
ليس الماء وحده بل الأَشجار أَيضاً خرّبت حياتها هنا
منذ القرن السابع الميلادي والأَشجار تقف أَمام الشمس في طابور
ولا أَدري متى ستحصل هذه الأَشجار على حصّتها
من الشمس.
في هذه الأَرض التي امتدّت جذورها بحيث يصعب التّنقل
يقول الراوي:
هناك شجرةٌ من أَشجار الجحيم العالية استطاعت أَن تهاجر إِلى ليبيا
حيث الجحيم هناك أَقلّ جوعاً من الجحيم هنا.
يقول الراوي:
هذه الشجرة ما زالت واقفة في طابور
تنتظر نصيبها من الضوء..
أَبي من جهته يقول "الحياة بدعة"، إِذ على أَيامنا لم يكن هناك وجود لهذه البدعة) ويعني الحياة)
كان الناس يعيشون بالمخيّلة
- وبالمخيّلة فقط - لهذا لم يكن هناك طابور
كان هناك إِلهٌ واحدٌ يأخذ على عاتقه استدراج الناس إِلى الجنّة
المرفوعة أَصلاً لحماية الإِنسان من حاجاته البيولوجية الملحّة.
حدث ذات مرّة أَنّ "السّيد سروط" جاع فأَنزلَ الله له طبقاً من الجنّة
أَمّا ماذا كان في الطبق، فحدّث ولا حرج
الحياة إِذن بدعة بمنظور أَبينا..
وهي بدعةٌ حقاً ابتدعها طاغوت ليوقف الناس في طوابير
الموت وحده الأَصل، فمنذ كانت هناك حياة
كان هنالك موت
الإِنسان ولد بالموت وهو يموت بالحياة
الموت وحده المستطرق الذي يمرّ كما السّابلة
الموت وحده الجميل هنا والمتوفّر بكثرة..
انظروا
إِلى الرجال الذين ماتوا في القرن السابع الميلادي.