همسات كريستيان توبيرا لشباب فرنسا

01 فبراير 2016
توبيرا (GETTY)
+ الخط -
في استقبال هو الأضخم في تاريخ جامعة نيويورك، حضرت وزيرة العدل الفرنسية السابقة كريستيان توبيرا نهار الجمعة، وحضر معها الزخم الكبير الذي فرضته شخصيتها المحببة وحيويتها الفضفاضة وقدرتها الفريدة على إقناع طيف واسع من الجمهور الفرنسي على مدى سنوات من العمل السياسي.
توبيرا، التي زفّت للحضور رغبتها في الاستراحة من السياسة وتفرّغها للكتابة والقراءة، بعد استقالتها من منصبها الأسبوع الماضي احتجاجا على قانون سحب الجنسية، أعلنت عن كتابها الجديد "همسات للشباب" الذي يصدر اليوم الإثنين، وفيه تعلن تمسكها بموقفها المعارض للقانون الجديد الذي سيتم التصويت عليه في العاشر من الشهر الحالي، بعد اقتراحه على البرلمان الفرنسي، وبدء مناقشته نهار الجمعة في الخامس من الشهر نفسه.  
وفي الوقت الذي كشفت فيه توبيرا لقناة "فرانس 2" أنها "موالية لخط الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند" فإنها ترى نفسها متمسكة بمبادئها، لذلك فقد اختارت التعبير عن موقفها في كتابها الصادر حديثا بسرية تامة بإشراف الناشر "فيليب ريي"(Philippe Reye).

تصريحات توبيرا التي تجنّبت إعلان الخصومة للرئيس هولاند، وتعبيرها مساء أمس عن احترامها الكبير لشخص هولاند وإنسانيته، بعد العفو الرئاسي الذي منحه لجاكلين سوفاج المتهمة بقتل زوجها بعد سنوات من التعذيب الجسدي والنفسي، عدّها البعض تصويبا غير مباشر على شخص مانويل فالس رئيس الحكومة الحالي. 
"فرانس إنفو" على موقعها علّقت على موضوع كتاب توبيرا "الكتاب الذي يتضمّن 94 صفحة هي خلاصة موقف توبيرا من قانون سحب الجنسية من مزدوجي الجنسية، الذين ثبتت عليهم تهمة الإرهاب، وهو مبني على حجج ساقتها حافظة الأختام الفرنسية السابقة في مسار إرشادي يهدف إلى توجيه الشباب الفرنسي، وتنبيهه من مخاطر الخطاب التعبوي الذي يسود فرنسا في الفترة الأخيرة".
وكانت صحيفة "لوموند" قد انفردت في عددها الصادر اليوم بتسريب بعض المعلومات المتعلقة بالكتاب وطريقة الإصدار وقامت بنشر بعض النصوص الواردة في الكتاب. وذكرت لوموند "في العاشر من الشهر الماضي حدث اللقاء بين توبيرا والناشر فيليب ريي، وأصرّت توبيرا على التعجيل في إصدار الكتاب ليخرج إلى العلن عشية النقاشات التي سيشهدها البرلمان الفرنسي فكان لها ما أرادت. طبع الكتاب في إسبانيا، وتم توزيع 40 ألف نسخة على مكتبات فرنسا تحت اسم مجهول حتى لا يتم تسريب محتواه قبل رغبة توبيرا في ذلك". 
وتابع توماس وايدر، صاحب العمود اليومي في "لوموند" "تعمّدت توبيرا بذكاء كبير توجيه التحية للرئيس هولاند في مطلع كتابها وأقفلت الباب أمام كل مسعى للصيد بالماء العكر من معسكري اليمين واليسار، لا سيما بعد تهجم سيسيل دوفلو وآلان مونتبورغ، النائبين الاشتراكيين على الرئيس هولاند ومعارضتهما لقبول استقالة توبيرا.

وختم وايدر "توبيرا المتمكنة من خطابها والعارفة بكواليس السياسة الفرنسية، قد تكون خسرت منصبها لكنها كسبت كثيرا في الشارع الفرنسي، وقد تكون همساتها لشباب فرنسا مقدمة لترشيحها في السباق الرئاسي في معسكر اليسار، الأمر الذي تراه بعيدا جدا، لا بل مستحيلا". 
دلالات
المساهمون