هل ينجح المشيشي في إقناع الأحزاب التونسية بحكومة مستقلين؟

11 اغسطس 2020
جاءت مواقف الأحزاب التونسية في غالبها رافضة لهذا الخيار (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

يلتقي رئيس الحكومة التونسية المكلف هشام المشيشي، اليوم الثلاثاء، كلاً من كتلة "حركة النهضة" و"الكتلة الديمقراطية" وكتلة "قلب تونس" وكتلة "ائتلاف الكرامة"، في محاولة لإقناعها بخياره تشكيل حكومة مستقلين تماماً عن الأحزاب.

وكان المشيشي أكد، مساء أمس الإثنين، أن التجاذبات السياسية بين الفرقاء السياسيين كبيرة، ما يجعل الوصول إلى اتفاق أمراً صعباً، وبالتالي فإن التوجه سيكون نحو حكومة كفاءات مستقلة تماماً. وأضاف في مؤتمر صحافي انتظم برئاسة الحكومة، أن المسؤولية والواجب يفرضان المضي إلى حكومة إنجاز اقتصادي واجتماعي، فالحكومة لا يجب أن تكون رهينة التجاذبات السياسية، وهو ما يجعل من حكومة كفاءات مستقلة الخيار الأمثل، بحسب قوله.

وجاءت مواقف الأحزاب التونسية في غالبها رافضة لهذا الخيار، وكان رئيس مجلس شورى "حركة النهضة" عبد الكريم الهاروني، أكد في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "حركة النهضة" ترفض تشكيل حكومة من كفاءات مستقلة، وتدعو رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي إلى تكوين حكومة وحدة وطنية ذات حزام سياسي يستجيب للتوازنات البرلمانية.

ونقلت إذاعة "شمس" الخاصة أن رئيس كتلة "ائتلاف الكرامة" في البرلمان سيف الدين مخلوف، قال إنهم فوجئوا بقرار المشيشي تشكيل حكومة كفاءات مستقلة. وأضاف أنه "يبدو أن تشكيل حكومة كفاءات لا يمثل موقف المشيشي، بل فُرض عليه، وفيه تناسق مع موقف القصر بترذيل الأحزاب وتهميش نتائج الانتخابات".

وشدد مخلوف على رفض "ائتلاف الكرامة" لما يسمّى حكومة الكفاءات، لأن الشعب التونسي لم يجرِ مناظرة لاختيار وزراء بل أجرى انتخابات لاختيار سياسيين يحكمون البلاد، وقد قام باختيار الأحزاب وكتل برلمانية للحكم وتنفيذ برامجها.

واعتبر أن هذا القرار "انقلاب على إرادة الشعب وانحراف بالأمانة"، مشيراً إلى أن المشيشي لا ينتمي لحزب منتخب ولم ينتخبه الشعب، وبالتالي من الممكن أنه لا يعرف قيمة الانتخابات وقيمة الأمانة. وتابع أن "ائتلاف الكرامة" سيكون حاضراً مبدئياً في النقاش اليوم لتبليغ موقفه، مستبعداً تصويت "ائتلاف الكرامة" على هذه الحكومة.

وقال القيادي في "حزب التيار الديمقراطي" ورئيس "الكتلة الديمقراطية" في البرلمان هشام العجبوني إن التيار أعلم رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي في لقاء سابق بأنهم مع تشكيل حكومة تتكون من أحزاب سياسية وتكنوقراط. وأضاف لإذاعة "شمس" أنهم أعلموا المشيشي بأن حكومة التكنوقراط غير قادرة على مجابهة المصاعب التي ستواجهها تونس في الفترة المقبلة.

وتابع أن التيار فوجئ بقرار تشكيل حكومة مستقلين، مشيراً إلى أن تشكيل حكومة كفاءات سيصعّب عملها، خصوصاً في ما يتعلق بتمرير القوانين، لأن حكومة التكنوقراط لن يكون لها حزام سياسي وحزبي أو برلماني، وأنهم كانوا يؤيدون أن تتم المحافظة على أغلب الوزراء في الحكومة الحالية، والذين كان أداؤهم طيباً ومقنعاً، وذلك في إطار الاستمرارية والتواصل.

من جانبه، قال النائب في البرلمان والقيادي في "حركة الشعب" هيكل المكي إن الحركة مبدئياً مع تشكيل حكومة سياسية لأن الحياة السياسية مبنية على الأحزاب التي عليها أن تلعب دورها. وأضاف في تصريح لإذاعة "شمس"، أن الموقف النهائي لم تتم صياغته بعد، باعتبار أن هياكل الحزب هي التي تتولى صياغته. وتابع أن الدستور التونسي والنظام السياسي قائمان على الأحزاب، فلا يمكن إقصاؤها كلياً من الحكم والحكومة.

وأشار إلى أن تشكيل حكومة كفاءات مستقلة سيصعب منحها الثقة في البرلمان، معتبراً أن الحديث عن تجنب الأحزاب الانتخابات المبكرة هو رأي نسبي، مبرزاً أن الوصول إلى حافة الهاوية بالدفع نحو حكومة تكنوقراط من دون مشاركة الأحزاب على أساس أن الأحزاب خائفة من إعادة الانتخابات المبكرة، يجب أن يدفع المشيشي ليأخذ هذه المسألة بنسبية، لأن الانتخابات المبكرة أفضل من عدم المشاركة في الحكم.

المساهمون