تعيد الممارسات التي يقوم بها تنظيم هيئة تحرير الشام التي يقودها فعلياً أبو محمد الجولاني، "أمير" جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً)، إلى الأذهان كل التكتيكات التي اتبعها الجولاني بعد وضع تنظيم جبهة النصرة على لائحة الإرهاب والتي كانت تصب جميعها في مصلحة النظام.
المبررات التي كانت تسوقها الجبهة كانت تنطلي على جزء كبير من الحاضنة الشعبية للمعارضة تحت مسميات كثيرة، أهمها توحيد الصفوف والوقوف في وجه التدخل الأجنبي (المقصود به التدخل التركي)، إلى أن انكشفت كل الذرائع التي كان يسوقها التنظيم الموالي للقاعدة بعد انسحاباته المتكررة أمام النظام من دون أي مبرر.
المبررات التي كانت تسوقها الجبهة كانت تنطلي على جزء كبير من الحاضنة الشعبية للمعارضة تحت مسميات كثيرة، أهمها توحيد الصفوف والوقوف في وجه التدخل الأجنبي (المقصود به التدخل التركي)، إلى أن انكشفت كل الذرائع التي كان يسوقها التنظيم الموالي للقاعدة بعد انسحاباته المتكررة أمام النظام من دون أي مبرر.
تبين للكثير من المقاتلين في جبهات القتال ضد النظام، بمن فيهم مقاتلو تنظيم هيئة تحرير الشام، أن أداء التنظيم في تلك المعارك بدءاً من معارك ريف حماة الشمالي وصولاً إلى معارك أبو الظهور وريف حلب الجنوبي كلها توحي بأن هناك نية مبيتة للانسحاب أمام قوات النظام حتى قبل بدء المعركة، بسبب عدم قيام الهيئة بإنشاء أية خطوط دفاعية أو خنادق أو حتى متاريس ترابية على خطوط المواجهة. أما الحجة التي كان يتم تسويقها فهي أن قوات الهيئة تقوم بانسحابات تكتيكية بهدف التمركز في مناطق أكثر تحصيناً، إلا أنه مع تقدم المعارك تركت الهيئة المدن التي كانت تسيطر عليها لأهلها يدافعون عنها. كما سحبت كل آلياتها الثقيلة من المعارك، الأمر الذي سهّل سيطرة قوات النظام على عشرات القرى في الطريق خلال زمن قياسي. كما ساعد هذا الوضع النظام على قتل المزيد من المدنيين وإعادة تدمير مدن المنطقة، خصوصاً مدينة سراقب التي أصبحت قوات النظام على بعد خمسة كيلومترات منها.
لم يكتف تنظيم الجولاني بتقديم هذه التسهيلات لقوات النظام، بل ذهبت أرتاله لمحاصرة مدينة بنش التي ثارت على ممارساته، لملاحقة الناشطين الذين يدعونه إلى قتال النظام والكف عن التدخل في شؤون الناس. قامت عناصر التنظيم بمداهمة العديد من المنازل في المدينة بحثاً عن قائمة من الناشطين الذين نظموا تظاهرة ضد ممارساته.
لم يكتف تنظيم الجولاني بتقديم هذه التسهيلات لقوات النظام، بل ذهبت أرتاله لمحاصرة مدينة بنش التي ثارت على ممارساته، لملاحقة الناشطين الذين يدعونه إلى قتال النظام والكف عن التدخل في شؤون الناس. قامت عناصر التنظيم بمداهمة العديد من المنازل في المدينة بحثاً عن قائمة من الناشطين الذين نظموا تظاهرة ضد ممارساته.
إن كل التكتيكات التي يتبعها الجولاني، منذ تغيير اسم تنظيمه وفك ارتباطه تنظيمياً بالقاعدة بهدف وسم المعارضة كلها بالإرهاب، تهدف إلى تقديم التسهيلات لقوات النظام وصولاً إلى الانسحاب من محيطي بلدتي كفريا والفوعة كلها. أحداث لا تجعل من المستبعد أن يظهر الجولاني على شاشات تلفزيون النظام، عائداً "إلى حضن الوطن" وهو يشرح كيف أدى مهمته على أكمل وجه.