هل كان الملك لويس الرابع عشر يستحمّ؟ الجواب لدى الحكومة الإيرانية

23 نوفمبر 2018
كان لويس الرابع عشر يفضل الاستحمام في الأنهر(فيسبوك)
+ الخط -
كان الملك الفرنسي لويس الرابع عشر ومن عاصره ممن لم "يستحموا"، حاضرا في اجتماع للحكومة الإيرانية في طهران يوم الأربعاء، بعد أن تطرق إليه الرئيس حسن روحاني، خلال مناسبة عيد المولد النبوي الذي تحتفل به إيران الأحد.

وقال روحاني أمام الوزراء "لقد كان النبي مصدر تحول عميق في العالم، وربما لن تصدقوني إذا قلت لكم أن النظافة بالنسبة للعرب قبل مجيئه كانت شيئًا معيبًا". وتابع في كلمة بثها التلفزيون الرسمي "في فرنسا وبعد عدة قرون من زمن النبي، كان الناس يفتخرون بعدم أخذ حمام، الملك لويس الرابع عشر كان نفسه تفاخر بعدم أخذ حمام طوال حياته".

وقال الرئيس الإيراني إن الفرنسيين "كان لهم الشرف بأن تكون لديهم ملابس طويلة جدا تلامس الأرض، وفي النهاية كانت ملطخة بكل أنواع الأوساخ، كانوا فخورين بذلك".

وتشهد العلاقات الفرنسية الإيرانية حلقة جديدة من الاضطرابات منذ أشهر. ففي مطلع تشرين الأول/أكتوبر، اتهمت باريس عناصر في وزارة الاستخبارات الإيرانية بالتخطيط لهجوم مدبر أحبط في حزيران/ يونيو ضد تجمع لمعارضين ايرانيين في ضواحي باريس. وتنتقد طهران التي تنفي هذه الاتهامات، فرنسا بشكل منتظم بسبب مبيعاتها من الأسلحة إلى السعودية.


يذكر أن العلاقات بين فرنسا وبلاد فارس كانت أفضل إبان حكم لويس الرابع عشر، بين عامي 1643 و 1715. فقد تم التوقيع على اتفاقية للتجارة بين المملكتين قبل أيام قليلة من وفاته.

أما بالنسبة للنظافة في بلاط ملك فرنسا "وخلافا للاعتقاد الشائع، فقد كانت دائما مصدر اهتمام كبير"، وفقا للموقع الإلكتروني لقصر فرساي قرب باريس. وأضاف المصدر: "اذا كان صحيحا عدم الاستحمام كثيرا في فرساي إبان عهد لويس الرابع عشر، فإن ذلك مرده ليس قلة النظافة وإنما انعدام الثقة بالمياه التي كان يعتقد بأنها تساعد في انتشار الأوبئة".

وبالفعل فإن أكثر من مصدر تاريخي فرنسي، يشير إلى أنّ الاعتقاد السائد في تلك الفترة هو أن المياه قادرة على دخول الجسد ونقل الأمراض إلى الأعضاء، والتسبب بالموت. وكانت هذه الفكرة شائعة ومنتشرة بين الأغنياء والفقراء على حد سواء.

ورغم "الخوف من الماء" فإن لويس الرابع عشر أمر منذ وصوله إلى قصر فرساي بمدّ المياه إلى داخل القصر، حفاظاً على نظافته ونظافة العاملين.

وتشير الكاتبة الفرنسية ماري بوتيتو إلى أنّ مفهوم النظافة في تلك الفترة كان مختلفاً، حيث كان يقوم عمال قصر فرساي بتنظيف الملك لويس الرابع عشر بفوط معطّرة وليس بالماء، كما أن المهمّ في المفهوم العام للنظافة، هو أن تكون ملابس الشخص نظيفة، وكذلك وجهه ويداه.


(فرانس برس، العربي الجديد)
دلالات
المساهمون