هل تنهي التقنيات مستقبل الصحافة؟

14 أكتوبر 2014
لعبة تعلم إعداد تقرير صحفي (مدونة نوني دي لابينيا)
+ الخط -
هل سيعتمد مستقبل الصحافة على أسس التقنيات التي نمتلكها الآن؟ هل سينتهي دور الصحافي لصالح التقنيات الجديدة التي تدخل إلى الأسواق في وقت أصبح فيه تقدير الجمهور للصحافيين أقل من ذي قبل، حيث بات بإمكانهم الالتفات إلى تويتر أو فيسبوك أو المواطنين الصحافيين، لمعرفة ما يجري في العالم.
ليس الأمر بهذا التبسيط، ولا يمكن أن يتنحى الصحافي لصالح الناشط على وسائل التواصل الاجتماعي، فالصحافيون يمتلكون مجموعة كاملة من الأدوات والتدريبات التي تجعلهم أقدر من الفرد المتوسط في معرفة الحقائق وتحليل التقارير وتقديم النتائج النهائية. الصحافيون متدربون ومتمرّسون على إجراء المقابلات وطرح الأسئلة الصحيحة واستخلاص أجزاء المعلومات ذات الصلة.
تقول الصحافية البريطانية، راشيل جولي، إن معرفة كيفية البحث عن الأدلة والمصادر ليست دائماً أمراً ببساطة إدخال سؤال في محرك بحث غوغل. فعندما يتعلق الأمر باكتشاف قصة ما، يأتي الدور الفعال للحدس الجيد للصحافي. ثم قد تأتي كتابة وتجميع أحداث متفرقة بحيث تكون منطقية وتروي قصة جيدة. وليس مستغرباً، بوجود مجموعة أدوات من هذا القبيل، أن تفضل الحكومات في جميع أنحاء العالم عدم حضور الصحافيين في مظاهرة، أو تتخوف من حدة نقدهم أثناء تقديم قصة عن أعمال تتستر عليها الحكومة. ربما هذا هو السبب وراء سعي الحكومات في جميع أنحاء العالم، من الولايات المتحدة إلى الصين، على جعل حصول الصحافيين على تأشيرات دخول إليها أمراً صعباً. ولهذا يتم استهداف ومراقبة، أو اعتقال الصحافيين.
لا تزال المجتمعات تحتاج الصحافيين، فما يقومون به يمكن أن يكون هاماً للغاية، وهذا العمل يتغير بنفس الوقت بمساعدة التقنيات. كيف تستطيع غرف الأخبار الأفريقية، مثلاً، بالقليل من المال، استخدام تقنيات منخفضة التكلفة مثل الكاميرات عبر طائرات بدون طيار ذات التحكم عن بعد لمراقبة تسرب النفط، فضلا عن أدوات تحليل بيانات لمساعدة المراسلين على معرفة ما يجري.
تتخذ التقارير الإخبارية أشكالا مختلفة أيضا للوصول إلى جماهير مختلفة، كالمثال الذي أحضره الصحافيان "نوني دي لابينيا" و"ستيفين آخيام" إلى مؤتمر(Film Forward) السينمائي في مالمو، السويد، هذا الصيف، حيث عرضا على الجمهور كيف أن "الألعاب" الإخبارية التفاعلية ونمط الأفلام الكرتونية هي أشكال جديدة لكتابة التقارير. لعبة آخيام "ديد لاين آثين" هي لعبة صحفية تسمح للاعب أن يكون صحافياً في أثينا يقوم بجمع المعلومات حول أعمال شغب، وتقدم انتقاءات متاحة فتعطي اللاعبين خيارات تبين أماكن توفرالمعلومات والمصادر لكتابة القصة.
يجادل آخيام ولابينيا في أن هذا النوع من المقاربات سوف يقوم بإشراك شرائح مختلفة في اكتشاف ما يجري في العالم، جماهير قد تكون غير مهتمة بقراءة صحيفة أو مشاهدة نشرات الأخبار التلفزيونية.
وتقول راشيل جولي رئيسة تحرير مجلة "إندكس أون سنسرشيب"، تتمتع هذه المقاربات الرائدة بجماهير صغيرة مقارنة بالأخبار التلفزيونية حتى الآن، ولكنها، دون شك، سوف تتحدى الصحافيين المستقبليين لتعلم مهارات جديدة (مقاطع الفيديو والرسوم المتحركة تغدو نماذج أساسية على نحو متزايد).
المساهمون