هل تكون مضادات الاكتئاب حلّاً؟

12 مايو 2018
يعاني من الاكتئاب (جيفري غرينبرغ/ Getty)
+ الخط -
في مقال نشره موقع "نيويورك تايمز"، في الثامن من إبريل/نيسان الماضي، حول مضادات الاكتئاب، دعا القراء إلى وصف علاقاتهم مع هذه الأدوية. واستجاب أكثر من 8800 شخص، من مراهقين وطلاب جامعيين وأمهات ومتقاعدين وغيرهم.

وكتب العشرات أن هذه الأدوية كانت المنقذ لحياتهم، من بينهم راشيل س. من نيويورك، التي قالت: "قد لا تعترف أن اضطرابات المزاج يمكن أن تستمر مدى الحياة".

آخرون في الستينيات والسبعينيات من العمر لجأوا إلى مضادات الاكتئاب إبان خسارات، وبعد استشارة أطباء. ويقول كثيرون إن هذه الأدوية ساهمت في الحدّ من اضطراباتهم العاطفية في البداية. أمّا سبب رغبة هؤلاء في التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب، فهو اعتقادهم أنها حل قصير المدى.

في منتصف تسعينيات القرن الماضي، أقنع منتجو هذه الأدوية، المسؤولين في الحكومة، بأن الالتزام بهذه الأدوية على المدى الطويل يقلّل من خطر انتكاسة الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب مزمن.

هكذا، بدأ وصف مضادات الاكتئاب بشكل أوسع من قبل أطباء، وليس فقط للأشخاص الذين يعانون من اكتئاب حاد. وتزامن هذا التغيير مع تبني نظرية "عدم التوازن الكيميائي" لشرح الاكتئاب. في هذا السياق، يشير باحثون إلى أن مضادات الاكتئاب تساهم في تعديل مستويات السيروتونين في الدماغ.



بالنسبة لآخرين، فإن لهذه النظرية أساسا ضئيلا من الصحة، لأن أحداً لا يعرف البيولوجيا الكامنة وراء الاكتئاب أو أي اضطراب مزاجي. هذا التحوّل، الذي سمح لصانعي الأدوية بالتوجه مباشرة إلى المستهلكين، ساعد في الحد من "وصمة العار التي ترتبط بالاكتئاب واضطرابات المزاج بشكل عام".

إذا، خرج الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب من خزانة كانت مغلقة، وإن بحذر شديد. والجيل الذي ساهم في الأمر، وهو الآن في الأربعينيات من العمر، بات يتصرف على أن الاكتئاب ليس عيباً في الشخصية.

من هنا، أصبحت مضادات الاكتئاب خياراً شائعاً إلى حد كبير. كلّ شخص يعرف أحداً يتناول مضادات الاكتئاب. كما زادت نسبة الوصفات الطبية طويلة الأمد. في المقابل، يرى كثيرون أن لهذه الأدوية تأثيرا سلبيا على نمو الدماغ على المدى الطويل.