مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، المقرر إجراؤها في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، على منافسها الجمهوري، دونالد ترامب. وفوزها المرجح ينذر بتصاعد المواجهة غير المباشرة بين موسكو وواشنطن على الساحة السورية. وعلى الرغم من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نفى مراراً تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، مؤكداً أنها ليست "جمهورية الموز"، إلا أنه لم يخف أيضاً ترحيبه بنية ترامب التعاون مع روسيا. وتعقيباً على تلويح كلينتون سابقاً، بإمكانية فرض منطقة حظر طيران فوق سورية، رأى مدير مركز تحليل النزاعات في الشرق الأوسط بمعهد الولايات المتحدة وكندا، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ألكسندر شوميلين، أنه في حال فوز كلينتون ستضطر روسيا لأخذ العامل العسكري الأميركي بعين الاعتبار.
ومع احتدام السباق إلى البيت الأبيض، تجلى بوضوح انحياز الخطاب الرسمي والإعلامي في روسيا لدعم ترامب. في المقابل، يتم تقديم كلينتون على أنها تأتي من داخل مؤسسة الحكم في الولايات المتحدة، وسبق لها أن أفشلت "إعادة تشغيل" العلاقات مع موسكو عام 2009، عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية ضمن مسيرتها السياسية الطويلة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "وين/غالوب العالمية" وشمل 45 بلداً، أن روسيا هي البلد الوحيد الذي تزيد فيه شعبية ترامب عن كلينتون. وبحسب الاستطلاع، يحظى ترامب بتأييد 33 في المائة من الروس مقابل 10 في المائة فقط لكلينتون. ويوجه الإعلام الروسي التابع للدولة انتقادات لاذعة إلى انتخابات الرئاسة الأميركية. ويصفها بأنها "غير شفافة وغير نزيهة ويتخللها تزوير عن طريق تنظيم حافلات لنقل المصوتين بين مراكز الاقتراع للتصويت ثماني أو عشر مرات". ويقارنها بالانتخابات الرئاسية في أوكرانيا في بعض الأمور.
ويقول أحد الإعلاميين الموالين للكرملين في برنامج أذيع مساء الأحد الماضي إن "معظم الاستطلاعات تشير إلى فوز كلينتون، فإلى جانبها إمكانات إدارية، بما فيها الأجهزة الخاصة ووكالة الاستخبارات المركزية، والشركات الأوليغارشية والإعلام الأميركي". ويضيف أن "اللعبة غير نزيهة إلى الحد أن ترامب يعلن عن الفساد والتزوير اللذين لن يسمحا له بالاعتراف بالنتائج في حال فوز كلينتون". ويتابع: "تتبلور فضيحة كبرى لا مثيل لها في التاريخ".
وتنتهي الولاية الثانية لأوباما في ظل أكبر تصعيد ومواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن، بما يعيد إحياء أجواء الحرب الباردة التي تعود للحقبة السوفييتية. إذ لم تتحقق الآمال في تحسن العلاقات بعد انتخابه في عام 2008 ومحاولة "إعادة تشغيل" العلاقات في عام 2009. وبذلك يبدو ترامب لروسيا كبادرة أمل جديدة على الرغم من أن العلاقات مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الجمهوري، جورج بوش (الابن)، شهدت تدهوراً أيضاً قبل أن يتفاقم في ظل الإدارة الديمقراطية بالبيت الأبيض.