هل تحمي "السترات الواقية" الصحافيين المصريين من القتل؟

22 ابريل 2014
سترة واحدة تسلمتها أقسام التصوير في الصحف المصرية
+ الخط -
30 سترة واقية من الرصاص، تسلمها نقيب الصحافيين المصري ضياء رشوان من وزارة الداخلية المصرية، دفعةً أولى للصحافيين الميدانيين.
وكان رشوان قد أعلن في تصريحات صحافية له منذ أيام عن مصادقة القوات المسلحة المصرية على توفير 200 سترة واقية من الرصاص، و300 قناع ضد الغاز المسيل، و300 خوذة ضد الرصاص، و300 نظارة واقية للصحافيين الميدانيين.

نقيب الصحافيين الذي التقى بوزير الداخلية محمد إبراهيم، بحضور وكيل أول النقابة جمال فهمي، مساء أمس الاول، قال في تصريحات صحافية له عقب الاجتماع: إنه تم الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات دائمة في النقابة تتلقى يومياً أسماء وبيانات المحررين والمصورين المكلفين بمهام العمل الميداني، على أن تقوم النقابة بالتنسيق اليومي مع غرفة عمليات مماثلة في وزارة الداخلية، لتوفير الحماية اللازمة لهم، عن طريق تخصيص ضابط أو أكثر في كل موقع من مواقع الأحداث، يتولى تيسير مهمة هؤلاء الصحافيين بمجرد إخطار النقابة أو إفصاح الزملاء عن هويتهم.
الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام حول ماذا في حال وجود الصحافي في منطقة الاشتباكات فجأة أو عرضاً، فهل يمتنع عن التغطية، أم يمارس عمله من دون حماية لعدم قيد اسمه في الكشف اليومي؟
أيضاً هناك الصحافيون والمصورون الميدانيون الذين لم يحصلوا على السترة الواقية، هل سيصبح استهدافهم أمراً طبيعياً؟ وهل لا يحق للصحافي الحر أو التابع لوكالات أنباء دولية ليس لها مكاتب في القاهرة التغطية الصحافية، لعدم إدراج اسمه في كشوف النقابة والوزارة اليومية، وهل يتوقف دور النقابة عند هذا الحد؟!

نقيب الصحافيين، في لقائه قبل يومين مع الصحافيين المتابعين لأخبار النقابات المهنية، أجاب عن بعض هذه الأسئلة قائلاً "المؤسسات الإعلامية والصحف ترسل محرريها في الشوارع، حتى يموتوا، وبعد ذلك يقولون إنهم ليسوا مسؤولين عن الضرر الواقع عليهم، وهذه مهزلة وعدم رجولة"، على حد قوله.
ومضى متابعاً "الجميع في النهاية يأتون للتظاهر ضد المجلس واتهام النقابة بتلك الجرائم وينسون المجرم الأساسي، ومن يملك معلومة واحدة عن مقتل أو إصابة زميل ولم يذهب إلى النيابة العامة، أتهمه بالتستر على قاتل ومجرم وإهدار دم المواطنين وحقّهم".
من جانبهم، طالب الصحافيون الذين نظموا خلال الفترة الراهنة عدداً من الوقفات الاحتجاجية على سلالم النقابة، النقيب، باتخاذ إجراءات وقرارات أكثر حسماً من مجرد تزويد "بعض المصورين والصحافيين، سترات واقية ضد الرصاص"، مؤكدين "تراجع وتواطؤ مجلس النقابة خلال الفترة الماضية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 10 صحافيين وإصابة العشرات".
وكان الطرد والهتاف المضاد قد لاحقا رشوان خلال الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها شخصياً الخميس الماضي على سلالم النقابة، للتنديد باستهداف الصحافيين أثناء تأدية عملهم، وعلت من حوله هتافات "حبس الصحافي عار وخيانة"، و"يسقط يسقط حكم العسكر"، و"الداخلية بلطجية".

سترة واحدة للمصورين
تسلمت كل جريدة سترة واحدة مؤقتاً، كحصة لأقسام التصوير الصحافي فيها، الأمر الذي دفع عدداً من الصحافيين والمصورين إلى التهكم، معتبرين أن "الموت بالرصاص أفضل من الموت بأمراض معدية نتيجة الاستعمال المتكرر للسترة لأكثر من فرد".
يذكر أن 10 صحافيين لقوا مصرعهم في أعقاب الانقلاب العسكري في 3 يوليو الماضي، أثناء أداء مهمتهم الصحافية في التغطية الميدانية للأحداث. وبحسب مرصد "صحافيون ضد التعذيب"، فإن 22 صحافياً مصرياً يقبعون في السجون المصرية حالاً، بعد القبض عليهم أثناء تأدية عملهم في أحداث سياسية، فضلاً عن إصابة العشرات منذ "النصف الثاني من عام 2013"، بحسب المرصد.
ومنذ أمس الأحد، يمثل ثلاثة من المصورين الصحافيين أمام النيابة الكلية في محافظة المنيا، جنوب البلاد، للتحقيق معهم في اتهامهم بـ"تصوير التظاهرات المعارضة للنظام الحالي، لحساب مواقع إلكترونية محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين!".
واستندت النيابة في قرار إحالتهم للتحقيق إلى أنهم "يصورون من دون ترخيص بالتصوير أو حصولهم على عضوية نقابة الصحافيين".

دلالات
المساهمون