هل افتتح مسلسلا "سيلفي" و"مبتعثات" عصراً جديداً من الجرأة؟

11 يوليو 2015
المسلسلات الرمضانية أثارت جدلاً في السعودية (يوتيوب)
+ الخط -

على الرغم من النجاح الملحوظ الذي حققه مسلسلا "سيلفي" و"مبتعثات" السعوديان، إلا أن هذا النجاح لم يكتمل، بعد أن طاولتهما انتقادات توازي كمية التعليقات الإيجابية التي نالها العملان.

السبب الأساسي كان بعض المشاهد التي صُنفت كـ"جريئة" و"خادشة لروحانية شهر رمضان"، وهو ما عبّر عنه الكاتب السعودي خالد السليمان بقوله: "خمر وسكر وغزل ودعارة في مسلسلات رمضان، هذا معيب، لهم السنة بأكملها فليتركوا لنا هذا الشهر الفضيل".

وتجاوز الأمر مرحلة النقد، فوصلت فتوى رسمية من مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أوصى فيها بعدم مشاهدة تلك المسلسلات.

أمّا ما دفع الكتّاب لانتقاد تلك الأعمال والمفتي لتحريمها فكان كثافة مشاهد الرقص والمراقص والكحول في أكثر من حلقة وبشكل كان يمكن تحاشيه بسهولة دون أن يؤثر على سياق العمل، بخاصة أن بعض المشاهد المخلة بدت دخيلة لا لزوم لها في النص، وُضعت في السيناريو فقط لدعم أفكار معينة عن انحراف شخصية من الشخصيات، وهو أمر استطاع المشاهد أن يفهمه من مشاهد المسلسل الأولى. 

اقرأ أيضاً: مسلسلات التلفزيون السعودي: فشل وتهريج وسماجة

تضمّن مسلسل "سيلفي" للممثل ناصر القصبي في حلقة  "الجواري" عارضات وموسيقى وهو أمر اعتبره الكاتب الدرامي عبدالله العسيري "محاولة للفت الانتباه لا أكثر". وقال العسيري لـ"العربي الجديد": "مشاهد الخمور والرقص والبنات في بعض المسلسلات وبخاصة "سيلفي" كانت غير مقبولة، فنحن لم نعتد على مثل هذه المشاهد، كما لم نعتد على ظهور ممثل يشرب الخمرة، بخاصة في شهر رمضان الكريم، ولكن يبدو أن القائمين على المسلسل أرادوا لفت الأنظار إلى أعمالهم بمثل هذه المشاهد التي تخدش روحانية هذا الشهر". وأضاف: "كان يمكن إيصال فكرة فساد الشخصية من دون هذه المشاهد، كما أن بعض مشاهد الرقص أُدخلت بشكل قسري في سياق العمل، ولم يكن لها أي دور في بنّاء القصة، ولم يكن غيابها ليؤثر على البنية الدرامية للنص".

ونوّه العسيري بالنجاح الذي حققه مسلسل "سيلفي" ولكنه يصف هذا النجاح بالناقص، ويقول: "كان يمكن لناصر أن يقدم عملاً أكثر احتراماً يتقبله الجمهور، مثل الذي قدمه في "طاش".

هذه الانتقادات التي تزايدت بعد حلقة "الجواري"، دفعت الممثل عبدالله السدحان لاستغلال خلافه مع القصبي وقال: "أجواء مسلسل "سيلفي" لا تناسبني، هو ليس مني، وأنا لست منه، فأنا أنطلق في خطي الدرامي من البيت والأسرة والبيئة التي تحيط بي".

لم يسلم مسلسل "مبتعثات" للمخرجة هيفاء المنصور من النقد أيضاً حيث  قوبل بعاصفة من النقد السلبي بسبب إظهاره حياة المبتثعات بشكل غير موضوعي. فظهور بعض الممثلات في المراقص وعلى علاقات غير سوية مع رجال، وُصف بأنه "يشوّه سمعة المبتعثات اللاتي هن في الأصل طالبات علم". 

من جهته، رأى المخرج فهد السعيد "أنه لم يكن هناك من داع لتجسيد أدوار فساد وعلاقات محرمة لأن المسلسل يروي قصص المبتعثات". وقال: "قدّم العمل صورة مشوّهة للفتاة المبتعثة، ولو كان المسلسل يروي حكايات فتيات خارج حدود الوطن، هذا لا يعني بالضرورة إحاطة سفرهنّ بالرقص والخمور.. كان بالإمكان الحفاظ على قدسية الشهر الكريم، دون أن يتأثر سياق العمل". وأضاف: "المسلسل عبارة عن قصص وهمية استهدفت البحث عن السلوك السلبي في حياة المبتعثات، وتقديمه بصورة أسوأ".

اقرأ أيضاً: ناشطون: معاً لمحاربة المسلسلات المسيئة للسوريين

 

المساهمون