ليس سرًا أن الكثير من الصحافيين والمصوّرين الفرنسيين وغيرهم ممّن يغطون التظاهرات تعرضوا للتعنيف من قبل "السترات الصفراء"، وفتحت إثر ذلك شكاوى قضائية. ولا شكّ أن اختلاف التوجهات السياسية والأيديولوجية لدى حركة "السترات الصفراء" يرفع من غضب بعض المتظاهرين تجاه بعض الصحافيين المحسوبين على دوائر مقربة من النظام، كالقناة الإخبارية "بي إف إم تيفي" وغيرها.
ولكن الضربات لا تأتي فقط من هذه الجهة التي يُجمع الجميع على أنها غير منظَّمَة، بل أيضاً من قوى الأمن الفرنسية. إذ إنّه ليس من محض المصادفة أن تستهدف القوات الأمنية الصحافيين في تظاهرة 8 ديسمبر/كانون الأول. ففي بداية تظاهرة الشانزيليزيه بباريس، انتشر خبر إصابة مصورَيْن يعملان مع صحيفة "لوباريزيان"، بنفس النوع من السلاح، "فلاش بول"، الذي تستخدمه الشرطة الفرنسية في قمع التظاهرات وتفريقها، منذ سنوات، والذي تطالب العديد من المنظمات الطبية والحقوقية بحظره، دونما جدوى، والذي ساهم في قلع عيون كثير من المتظاهرين في عموم التراب الوطني. وقد أصيب أحد المصورَين، يان فوريكس، بضربة من الخلف، على بعد مترين اثنين في عنقه، فقد وعيه خلال ثوان، ونقل إلى المستشفى، ولكنه ليس، لحسن حظه، في حالة خطر.
والطريف أن الشرطي الذي أطلق الرصاص، كما أوردت صحيفة "لوباريزيان"، اعتذر من الصحافي، شارحاً أنه أخطأ رميته. فيما أصيب الثاني في ركبته.
اقــرأ أيضاً
وليست صحيفة "لوباريزيان" وحدها من شكت الاعتداءات البوليسية على صحافييها، بل حتى صحيفة "لوجورنال دي ديمانش" أكّدت أنّ أحد مصوريها تعرّض للضرب من قبل قوات التدخل البوليسية مرتين في نفس المكان، وهو ما تسبب له في رضوض في اليد استدعت إجراء عملية جراحية. وقد احتجّت الصحيفة الفرنسية على ما جرى لمصورها وطالبت من ولاية الأمن في باريس، تقديم توضيحات.
وتبقى شبكات التواصل الاجتماعي الوسيلة المفضلة للصحافيين لعرض مغامراتهم ومحنهم، بسبب الحرية الموجودة في الشبكة، وأيضاً بسبب عدم الرغبة في تحميل صحفهم وإدارتهم مسؤولية مواقف غاضبة. هكذا، نشر صحافي في وكالة "A2 PRL" ما جرى له مع قوات الأمن، حين أصيب في برصاصة أطلقها عليه قاذف رصاص الدفاع (LBD). وكذلك فعل صحافيان آخران يعملان مع "إكسبليسيت" وهي وسيلة إخبارية إلكترونية. وأضيف إلى هؤلاء صحافي من القناة الروسية "روسيا اليوم" الذي تحدث عن إصابته، بطلقة من الشرطة، في وجنته.
وحتى وكالة الأنباء الفرنسية، تحدثت عن إصابة أحد مصوريها في بلدة "بوي- أون-فيلاي"، التي تعرضت فيها ولاية الأمن للإحراق، إثر تظاهرة للسترات الصفراء. ووصفت ما جرى له: "أصيب بشكل طفيف بعد إطلاق قنبلة مسيلة للدموع، بينما كان يتقدم وحيدا في اتجاه مجموعة من قوات الأمن".
كما أن صحيفة "ليبراسيون" دفعت هي أيضاً الضريبة. إذ تحدث بعض مصوريها عن حالات مشابهة. فقد أُسعِفَ نيكولا ديكوت، و"اضطُرّ يان كاستانيي للاضطجاع خلف جدران"، حينما كان يتحرك مع زملاء له في الشانزيليزيه. كما أن ستيفان لاغوت وسيريل زيناتاشي تعرضا للتهديد بقاذف رصاصات الدفاع، وهي الصورة التي اختارتها الصحيفة تعزيزًا لمقالها، حيث يرى الشرطي وهو في حال استعداد لإطلاق الرصاص.
اقــرأ أيضاً
لكنّ صحيفة "ليبراسيون" شددت على أنه لا يمكن الاستنتاج مما جرى بأن قوات الأمن منعت الصحافة من العمل يوم السبت الماضي، فهذا استنتاج "لا معنى له"، مضيفةً أن "العديد من الصحافيين، وخاصة المصورين الذين يعملون على خط التماس بالنقاط الساخنة، لم يحظوا بأي معاملة تفضيلية رغم وظيفتهم".
وإذا كان من المستبعد وجود استهداف معمم من الشرطة للصحافيين، إلا أن ثمة ما يقترب منه، فصحيفة "ليبراسيون" نقلت عن ويلفريد إيستيف، مدير وكالة هانس لوكاس، قوله: "نحو خمسة عشر صحافياً من وكالته (هانس لوكاس) تم استهدافهم من طرف قوات الشرطة (أحدهم كان لا يزال، حتى بعد ظهيرة يوم الأحد، في قسم المستعجلات، بعد أن أصيب في يده)، سواء بواسطة إطلاق رصاصات فلاش بول أو قنابل، أو بمصادرة معدات الحماية. على الرغم من أن الصحافيين عرفوا عن أنفسهم بوضوح، بملصقات (صحافة)"، معتبراً أنه "يوجد إفراط. وهي المرة الأولى التي يحدث فيها بهذا الكمّ".
ووعياً منها بأنّ الحوادث التي تعرض لها الصحافيون في تظاهرة السبت الماضي كثيرة، وبعضها بالغ الخطورة ومثير للقلق البالغ، خاطبت النقابة الوطنية للصحافيين وزير الداخلية عبر تغريدة قالت فيها: "كل هذه الحوادث يجب أن تكون موضع إبلاغ لدى المفتشية العامة للشرطة الوطنية. إن النقابة الوطنية للصحافيين تنضم إلى شكاوى زميلاتنا وزملائنا الذين يأملون في ذلك". ثم ختمت بمساءلة وزير الداخلية: "لكن، ما هي التعليمات، أيها السيد كريستوف كاستانير؟".
والطريف أن الشرطي الذي أطلق الرصاص، كما أوردت صحيفة "لوباريزيان"، اعتذر من الصحافي، شارحاً أنه أخطأ رميته. فيما أصيب الثاني في ركبته.
وليست صحيفة "لوباريزيان" وحدها من شكت الاعتداءات البوليسية على صحافييها، بل حتى صحيفة "لوجورنال دي ديمانش" أكّدت أنّ أحد مصوريها تعرّض للضرب من قبل قوات التدخل البوليسية مرتين في نفس المكان، وهو ما تسبب له في رضوض في اليد استدعت إجراء عملية جراحية. وقد احتجّت الصحيفة الفرنسية على ما جرى لمصورها وطالبت من ولاية الأمن في باريس، تقديم توضيحات.
وتبقى شبكات التواصل الاجتماعي الوسيلة المفضلة للصحافيين لعرض مغامراتهم ومحنهم، بسبب الحرية الموجودة في الشبكة، وأيضاً بسبب عدم الرغبة في تحميل صحفهم وإدارتهم مسؤولية مواقف غاضبة. هكذا، نشر صحافي في وكالة "A2 PRL" ما جرى له مع قوات الأمن، حين أصيب في برصاصة أطلقها عليه قاذف رصاص الدفاع (LBD). وكذلك فعل صحافيان آخران يعملان مع "إكسبليسيت" وهي وسيلة إخبارية إلكترونية. وأضيف إلى هؤلاء صحافي من القناة الروسية "روسيا اليوم" الذي تحدث عن إصابته، بطلقة من الشرطة، في وجنته.
وحتى وكالة الأنباء الفرنسية، تحدثت عن إصابة أحد مصوريها في بلدة "بوي- أون-فيلاي"، التي تعرضت فيها ولاية الأمن للإحراق، إثر تظاهرة للسترات الصفراء. ووصفت ما جرى له: "أصيب بشكل طفيف بعد إطلاق قنبلة مسيلة للدموع، بينما كان يتقدم وحيدا في اتجاه مجموعة من قوات الأمن".
كما أن صحيفة "ليبراسيون" دفعت هي أيضاً الضريبة. إذ تحدث بعض مصوريها عن حالات مشابهة. فقد أُسعِفَ نيكولا ديكوت، و"اضطُرّ يان كاستانيي للاضطجاع خلف جدران"، حينما كان يتحرك مع زملاء له في الشانزيليزيه. كما أن ستيفان لاغوت وسيريل زيناتاشي تعرضا للتهديد بقاذف رصاصات الدفاع، وهي الصورة التي اختارتها الصحيفة تعزيزًا لمقالها، حيث يرى الشرطي وهو في حال استعداد لإطلاق الرصاص.
لكنّ صحيفة "ليبراسيون" شددت على أنه لا يمكن الاستنتاج مما جرى بأن قوات الأمن منعت الصحافة من العمل يوم السبت الماضي، فهذا استنتاج "لا معنى له"، مضيفةً أن "العديد من الصحافيين، وخاصة المصورين الذين يعملون على خط التماس بالنقاط الساخنة، لم يحظوا بأي معاملة تفضيلية رغم وظيفتهم".
وإذا كان من المستبعد وجود استهداف معمم من الشرطة للصحافيين، إلا أن ثمة ما يقترب منه، فصحيفة "ليبراسيون" نقلت عن ويلفريد إيستيف، مدير وكالة هانس لوكاس، قوله: "نحو خمسة عشر صحافياً من وكالته (هانس لوكاس) تم استهدافهم من طرف قوات الشرطة (أحدهم كان لا يزال، حتى بعد ظهيرة يوم الأحد، في قسم المستعجلات، بعد أن أصيب في يده)، سواء بواسطة إطلاق رصاصات فلاش بول أو قنابل، أو بمصادرة معدات الحماية. على الرغم من أن الصحافيين عرفوا عن أنفسهم بوضوح، بملصقات (صحافة)"، معتبراً أنه "يوجد إفراط. وهي المرة الأولى التي يحدث فيها بهذا الكمّ".
ووعياً منها بأنّ الحوادث التي تعرض لها الصحافيون في تظاهرة السبت الماضي كثيرة، وبعضها بالغ الخطورة ومثير للقلق البالغ، خاطبت النقابة الوطنية للصحافيين وزير الداخلية عبر تغريدة قالت فيها: "كل هذه الحوادث يجب أن تكون موضع إبلاغ لدى المفتشية العامة للشرطة الوطنية. إن النقابة الوطنية للصحافيين تنضم إلى شكاوى زميلاتنا وزملائنا الذين يأملون في ذلك". ثم ختمت بمساءلة وزير الداخلية: "لكن، ما هي التعليمات، أيها السيد كريستوف كاستانير؟".