هكذا يتعلم الأطفال التنوع

26 نوفمبر 2018
الاختلافات موجودة وكذلك القواسم المشتركة (ماهندرا مونستار/ الأناضول)
+ الخط -


مع تصاعد العنصرية والكراهية ورهاب الأجانب في العناوين اليومية، يتساءل كثير من الناس عن كيفية غرس قيم التسامح وتقبّل الآخرين وتفهّم ثقافاتهم، في أطفالهم بالذات، إذا كانوا من المؤمنين بأنّ العالم لا يمكن أن يكون مكاناً أفضل للعيش بغير هذه القيم، بحسب تقرير من موقع "هافينغتون بوست".

في هذا الإطار، تحدّث الموقع إلى عقيلة قريشي، الأم المولودة في إنكلترا لأب باكستاني وأم اسكتلندية، وتعيش اليوم في فلوريدا، والتي أسست مبادرة لتعليم الأطفال حول الثقافات المختلفة والناس من حول العالم، وإلى سونيا نيتو، مؤلفة كتاب "تأكيد التنوع" وأستاذة اللغة والأدب والثقافة في جامعة "ماساشوستس" الأميركية، بهدف استكشاف الطرق الأفضل حول تعليم الأطفال مبادئ التنوع، فكانت النصائح الآتية:

- ابدأوا بالكتب: توصي الخبيرتان بجعل مكتبة المنزل مليئة بالمواد التي تروّج للتنوع، بدءاً من الكتب وصولاً إلى مجلات الأطفال. وهكذا يمكنكم أن تطلبوا من أولادكم أن يتحدثوا إليكم عن الاختلافات بين حياتهم وحياة الأشخاص الذين يظهرون في تلك الكتب أو المجلات، مع التشديد كذلك على الجوانب المشتركة: "فهذا الطفل يحب كرة القدم مثلك تماماً، وإن كان يعيش في مزرعة بين الدجاج".

- اعثروا على الفرص في المجتمع: عرّضوا أطفالكم إلى تجارب التنوع من حولكم، فاستقبال جيران من عرق آخر أو ثقافة أخرى أمر عظيم، يجعل الأطفال يعتادون على مثل ذلك الحوار بين الثقافات، أكانت قريبة أم بعيدة، فلا ينفرون من زملاء مدرستهم المختلفين ثقافياً أو عرقياً عنهم. ولا يقتصر تعريضهم لتلك الثقافات المختلفة على الناس، بل أيضاً الموسيقى والمسرح والسينما والعروض والمتاحف، مما يشكل مصدراً غنياً للتنوع، بل من المفضل تعريفهم على دور عبادة الطوائف والأديان الأخرى في المجتمع المحيط، ومحاولة الإجابة على تساؤلاتهم في هذا الخصوص.




- اقصدوا مطاعم مختلفة: ليس المقصود بالاختلاط الثقافي واحترام التنوع، التعرف على بقية الثقافات فقط، بل التعلم منها أيضاً، لذلك من المفيد الذهاب إلى مطاعم إثنية أو محلية تقدم أطباقاً خاصة بشعب من الشعوب أو مجتمع من المجتمعات، وهي فرصة عظيمة لتعلّم طبخ هذه الأطباق، فربما يحبها الأطفال. كذلك، فإنّ الذهاب إلى تلك المطاعم يعرّف الأطفال على عادات الآخرين وطريقة لبسهم وغير ذلك من خصال، فتصبح مألوفة لديه ومقبولة.

- باشروا بأنفسكم: لتعليم الأطفال وجعلهم يتقبلون الآخرين، لا بدّ من أن تكونوا أنتم بالذات كأهل مثقفين حيال الآخرين وعاداتهم ومواقفهم، لذلك، ابدأوا بأنفسكم وتعرّفوا على مختلف الطرق، ومن بينها وسائل الإعلام الخاصة بهم، وتقبّلوا الآخرين كي تكونوا قدوة لأبنائكم.
المساهمون