ويرتبط هذا الأنزيم -المعروف باسم (سايب27 سي1)- بفيتامين (ا) المعروف بقدرته على تقوية حدة الإبصار حتى وسط الأضواء الخافتة. وفيتامين (ا) مكون أساسي في الصبغات المسؤولة عن تسهيل عملية الرؤية في أنسجة العين. وبالاستعانة بهذا الأنزيم تتمكن الأسماك والبرمائيات من ضبط الإبصار لديها، على نحو يتوافق مع كمية الضوء في البيئة المحيطة بها.
ومن الوجهة الكيميائية فإن أنزيم (سايب27 سي1) يحدث تعديلا طفيفاً في جزيئات مكونة لفيتامين (ا) ليحولها من الصورة فيتامين (ا- 1) إلى فيتامين (ا-2) ما يغير من حساسية مستقبلات الإضاءة في العين إلى الموجات الطويلة الأشد، مثل الأشعة الحمراء وتحت الحمراء.
ويفسر ذلك كيف يتسنى لأسماك المياه العذبة، مثل السلمون، أن تكيف الرؤية بسلاسة أثناء خروجها من مياه المحيطات، حيث تصبح أشعة الضوء في البيئة المحيطة بلون أخضر مائل للزرقة، وأيضا أثناء دخولها ممرات مائية داخلية حيث تميل أشعة الضوء بالبيئة إلى اللون الأحمر والأشعة تحت الحمراء في نهاية ألوان الطيف.
وهذه القدرة مهمة أيضا بالنسبة إلى البرمائيات التي تنتقل من الرؤية على البر إلى الرؤية تحت الماء. وقال جوزيف كوربو، عالم الأمراض والإبصار في كلية الطب بسانت لويس بجامعة واشنطن : "تميل المياه العذبة إلى أن تكون أكثر عكارة عن البيئات الأخرى، وهذه العكارة ترشح الموجات القصيرة من الضوء - ذات الألوان الزرقاء والخضراء والصفراء - تاركة الموجات الأطول وهي الحمراء ثم الأشعة تحت الحمراء".
ورصد الباحثون هذا الأنزيم لأول مرة لدى الأسماك الصغيرة العادية المخططة بالمختبر، ثم رصد في الضفادع فيما بعد. ولدى البشر نسخة من الجين الذي يتحكم في هذا الأنزيم لكنه غير نشط في عين الإنسان.
اقرأ أيضاً: المسقوف..السمك الذي لا تجده إلا على موائد العراق