يطرح تكرر حوادث الطيران العسكري في الجزائر في السنوات الأخيرة تساؤلات عديدة عن أسباب وخلفيات هذه الحوادث المتلاحقة، خاصة الحوادث الخمسة الأخيرة المسجلة منذ أخطر حادث وقع في عام 2014، وخلف مقتل 77 شخصا، قبل حادث اليوم الذي خلف مقتل 257 شخصا.
ودفع الحادث المأساوي للطائرة العسكرية الذي وقع، اليوم الأربعاء، في الجزائر عديد المتابعين إلى طرح تساؤلات حول تكرار حوادث الطيران العسكري رغم حصول الجيش على موازنة مالية هي الكبرى من بين القطاعات الحكومية، بما يتيح للجيش تحسين عمليات الصيانة على الطائرات العسكرية، خاصة تلك المخصصة للنقل، وكذا تحديث الأسطول الجوي، حيث يعود تاريخ دخول بعض الطائرات الخدمة إلى أكثر من عقدين.
وبدأت حوادث الطيران العسكري في الجزائر من تاريخ 11 إبريل/ نيسان 1967، حيث وقع حادث تحطم أول طائرة عسكرية جزائرية من نوع "دوغلاس دي سي 4"، كانت قد أقلعت من المطار الدولي متوجهة إلى مطار تمنراست أقصى جنوبي الجزائر، حيث تحطمت قرب المطار الأخير وعلى متنها 39 شخصا بينهم ستة من طاقم الطائرة.
وفي 24 يناير/ كانون الثاني 1979 تحطمت طائرة "أيروسباسيال أن 262"، قبل وقت قصير من وصولها إلى مطار بشار جنوب الجزائر، حيث لقي 14 مسافرا حتفهم ونجا ستة آخرون.
وفي 30 يونيو/ حزيران 2003 تحطمت طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية الجزائرية من نوع "هركيل سي 130" فوق حي سكني بمنطقة بني مراد قرب مطار بوفاريك العسكري بسبب خلل فني، وخلف الحادث مقتل أربعة هم طاقم الطائرة، و20 شخصا من السكان و30 جريحا.
وفي 13 أغسطس/ آب 2006 تحطمت طائرة تابعة للقوات الجوية الجزائرية من نوع "لوكهيد إل 100" بالقرب من مدينة بياتشنزا الإيطالية، وقتل طاقمها المتكون من ثلاثة عسكريين.
وفي فبراير/ شباط 2008 تحطمت طائرة عسكرية في ولاية وهران وقتل طياران كانا على متنها، وفي يناير 2010، تحطمت طائرة عسكرية مقاتلة في منطقة معسكر غربي الجزائر قتل خلالها قائد الطائرة، وفي نوفمبر/ كانون الثاني 2012 لقي ستة أشخاص مصرعهم بتحطم طائرة نقل عسكرية جزائرية جنوب فرنسا، كانت تقل ورق العملة لصالح بنك الجزائر، وفي العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2012 أدى تصادم طائرتين عسكريتين للتدريب في منطقة تلمسان إلى مقتل قائدي الطائرتين.
لكن أكبر حادث سقوط طائرة عسكرية في تاريخ الطيران العسكري الجزائري كان في 11 فبراير 2014، حيث لقي 77 شخصا أغلبهم عسكريون وعدد من المدنيين وبينهم أربعة من طاقم الطائرة حتفهم في تحطم طائرة نقل عسكرية من نوع "هركيل سي 130 "عندما ارتطمت الطائرة بجبل فرطاس في منطقة أم البواقي شرقي الجزائر، ونجا راكب واحد من الحادث بأعجوبة.
وفي 11 أكتوبر 2014 تحطمت طائرة عسكرية من نوع سوخوي سو-24 وقتل قائدها في منطقة حاسي بحبح بولاية الجلفة جنوبي الجزائر، وبعد شهر تحطمت طائرة عسكرية مقاتلة من نوع "ميغ 25" قرب نفس المنطقة عندما كانت تقوم بتحليق تدريبي، وفي 20 إبريل 2015 سقطت طائرة مروحية عسكرية بعد إقلاعها بلحظات في منطقة إيليزي جنوبي الجزائر وقتل طاقمها المكون من طيارين.
وفي مارس 2016 أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية مقتل 12 عسكريا في حادث تحطم مروحية عسكرية في منطقة رقان بولاية أدرار نفسها جنوبي الجزائر.
وفي 22 مايو/ أيار 2017 تحطمت طائرة عسكرية، في منطقة أحمر العين القريبة من منطقة سقوط الطائرة اليوم، وخلفت مقتل ثلاثة من طاقم الطائرة، تفحمت جثثهم بسبب اصطدامها بكوابل كهربائية للضغط العالي.