كما أعلن مسؤول أمني تونسي، أن الشرطة التونسية تحقق مع أسرة العامري، الذي أشارت مصادر ألمانية إلى أنه كان موضع ترحيل إلى تونس بعد رفض طلبه للجوء في ألمانيا، كما أنه كان موضع تحقيق سابق للاشتباه بتحضيره لاعتداء.
وقالت نيابة مكافحة الإرهاب الألمانية: "إذا رأيتم الشخص المطلوب أبلغوا الشرطة. لكن لا تعرضوا حياتكم للخطر، هذا الشخص قد يكون خطراً جداً ومسلحاً"، ورصدت مكافأة بقيمة 100 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تقود إليه، وفق "فرانس برس".
وفي السياق، قال وزير الداخلية الإقليمي الألماني، رالف ييغر، إن المشتبه به موضع تحقيق قضائي للاشتباه بتحضيره لاعتداء قبل الهجوم بالشاحنة في برلين، مساء الإثنين، والذي أوقع 12 قتيلاً، بالإضافة إلى أنه طالب لجوء وصل في يوليو/تموز 2015 ورفض طلبه في يونيو/حزيران الماضي، لكن السلطات لم تتمكن من طرده إلى بلاده لأن تونس لم تعترف لأشهر كونه من مواطنيها.
وأضافت السلطات الألمانية، أن نظيرتها التونسية لم تعترف إلا الأربعاء بأنه يحمل الجنسية التونسية، ووفرت وثيقة سفر تتيح ترحيله.
وتقدم سلطات برلين المشتبه به باعتباره قريباً من التيار السلفي.
وبحسب صحيفة "بيلد"، فإن المشتبه به حاول تجنيد آخرين لتنفيذ اعتداء قبل عدة أشهر.
وبحسب نواب ألمان، فإن حافظة أوراق تحتوي وثائق هوية عثر عليها في مكان اعتداء برلين، هي التي أتاحت للمحققين اقتفاء أثر المشتبه به، غير أن السلطات الألمانية تلزم الحذر، خصوصاً بعد ما وقع الثلاثاء مع القبض على باكستاني باعتباره المشتبه به الرئيسي في الاعتداء، قبل التراجع عن ذلك.
وذكر وزير الداخلية، توماس دي ميزيير، في هذا السياق، أن "المشتبه به لا يعني منفذ" الاعتداء.
وبحسب وسيلة إعلام ألمانية، فإن 150 شرطياً فتشوا، بعد ظهر اليوم، مركز إيواء لاجئين في بلدة أمريخ غرب ألمانيا، حيث أقام العامري لفترة.
وقالت وسائل إعلام أخرى، إن المشتبه به قد يكون مصاباً بجروح بسبب حالة قمرة قيادة الشاحنة التي استخدمت في الاعتداء، والتي عثر على آثار دم فيها، ولذلك فقد أجرت الشرطة عمليات مراقبة لعدة مستشفيات في برلين، بحسب المصدر ذاته.
وقالت الشرطة، إنها تفحص 500 مؤشر، بينها آثار حمض نووي، جمعت من الشاحنة وصور كاميرات المراقبة وشهادات.
وذكرت وسائل إعلام أن السائق البولندي للشاحنة، الذي يرجح أنه خطف وعثر عليه مقتولاً في قمرة القيادة، قد يكون حاول منع الاعتداء بلا جدوى.
وأظهر التشريح، أن هذا البولندي (37 عاماً) الذي قتل بالرصاص في الشاحنة كان لا يزال على قيد الحياة عندما اقتحمت الشاحنة السوق، وفقاً لصحيفة "بيلد" نقلاً عن مصادر قريبة من التحقيق.
وظهرت على جثته علامات طعن بالسكين وعراك.
ولم تؤكد برلين بعد صحة تبني تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للاعتداء، لكن النيابة قالت، إن طريقة التنفيذ تشير إلى أنه "اعتداء إرهابي" يذكر باعتداء نيس الذي أوقع 86 قتيلاً في 14 يوليو/تموز في فرنسا.
إلى ذلك، باشرت شرطة مكافحة الإرهاب في تونس، الأربعاء أيضاً، استجواب أب وأم العامري، اللذين تم استدعاؤهما إلى مركز الحرس الوطني في منطقة حفوز من ولاية القيروان (وسط).
وأفاد مسؤول أن عائلة الشاب تقطن منطقة الوسلاتية من ولاية القيروان، وأن له أخا واحداً وأربع شقيقات، وذكر أن المشتبه به أوقف مرات عدة بسبب استهلاك المخدرات قبل الثورة مطلع 2011.
إلى ذلك، قال والد المشتبه بأنه منفذ الهجوم على سوق عيد الميلاد في العاصمة الألمانية، لإذاعة "موازييك" التونسية اليوم، إن ابنه غادر تونس قبل سبعة أعوام كمهاجر بشكل غير مشروع، وأمضى وقتاً في السجن في إيطاليا.
وذكرت الإذاعة، وفق "رويترز"، أن المشتبه به أمضى أربعة أعوام في السجن بإيطاليا بتهم حرق مدرسة.
وأبلغ الأب الإذاعة أن ابنه سافر لألمانيا قبل عام فقط.