وقالت الصحيفة الأميركية إن بوتين دافع أمام أوباما عن الرئيس السوري بشار الأسد، وقدمه كمحارب للإرهاب ولتهديد "الدولة الإسلامية" (داعش)، وذلك على الرغم من موقف البيت الأبيض المشدد على ضرورة رحيل الأسد؛ لأنه السبب الرئيسي في الأزمة السورية ولا يمكن الوصول إلى حل سياسي للملف السوري بوجود الأسد.
ووصفت الصحيفة الأميركية اللقاء الذي جمع بين أوباما وبوتين بأنه كان بمثابة "لعبة شطرنج دبلوماسية، حيث كل طرف يحاول أن يستدرج الآخر لساحته ويقنع الطرف المقابل بتغيير وجهة نظره"، مردفة بأن واشنطن كانت تأمل في أن يمكنها السماح بتواجد عسكري روسي في سورية من إقناع موسكو بالتعاون لإيجاد مخرج للأسد ورحيله.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إن بوتين يسخر من واشنطن ومن العالم عندما يدعو إلى تكوين تحالف دولي لمواجهة الإرهاب، مبرراً موقفه بأن الشغل الشاغل لموسكو هو تقوية حضورها في الشرق الأوسط وأن تجد سبباً لوضع قوات عسكرية لها في قلب الشرق الأوسط.
وخلصت الصحيفة الأميركية إلى أنه لا وجود لمؤشرات على أن اللقاء الذي جمع بين أوباما وبوتين قد ساهم في تقريب وجهات النظر حول الأزمة السورية، خصوصاً نقطة الخلاف الرئيسية المتمثلة في مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أندريو ويس، نائب رئيس معهد كارنيجي للسلام الدولي، في تصريحه إلى "نيويورك تايمز" إن الإدارة الأميركية كانت تأمل في أن يسهم هذا اللقاء في العثور على وسيلة للتعاون مع موسكو لإيجاد مسار دبلوماسي للملف السوري، والتفاهم حول بعض النقاط بما فيها فرض منطقة جوية آمنة فوق الأراضي السورية، مواصلاً بأن خريطة الطريق التي قدمها بوتين تعتبر جد "ضبابية لأنها تتحدث عن تحالف دولي ضد الإرهاب بمشاركة بشار الأسد، وهذا لن يحل القضية السورية"، وفق تصريح الخبير الأميركي.
وانتقدت الصحيفة الأميركية الموقف الروسي، لأنه لم يقدّم أي وصفة سياسية لحل المشكل السوري، باستثناء حديثه عن ضرورة بقاء الأسد، وزادت بأن بوتين لم يقدّم أي توضيحات لأوباما حول القواعد العسكرية التي أنشأها في سورية وكيف سيتم استعمالها في حال القضاء على "الدولة الإسلامية" (داعش).
اقرأ أيضاً: غاراتٌ بالغوطة.. ومحاولة اغتيال زوجة هلال الأسد باللاذقية