وأعلن شيكاو، خلال التسجيل المصور، الذي حصلت عليه وكالة "أسوشييتد برس"، للمرة الأولى، "مسؤولية الجماعة عن عملية الخطف الجماعي".
ولم يتضح ما إذا كان الشريط المصور قد سجل قبل أو بعد التقارير، التي وردت الأسبوع الماضي، عن إجبار بعض الفتيات على الزواج من خاطفيهم الذين دفعوا مهراً رمزياً قدره 12 دولاراً، ونقل أخريات إلى الكاميرون وتشاد المجاورتين.
في هذه الأثناء، قال أحد الوسطاء، رافضاً الكشف عن هويته، إن "بوكو حرام مستعدة للتفاوض على فدية مقابل الإفراج عن الفتيات وإن اثنتين منهن توفيتا بلدغ الأفاعي وإن نحو 20 مريضات".
وكانت الشرطة النيجيرية قد أعلنت عن خطف أكثر من 300 فتاة، لا تزال 276 منهن محتجزات، بينما تمكن ثلاث وخمسون من الفرار.
وكان الرئيس النيجيري، غودلاك جوناثان، قد طلب من نظيره الأميركي، باراك أوباما، اليوم الإثنين، مساعدة من الولايات المتحدة لحل المشاكل الأمنية الخطيرة التي تواجهها البلاد، تزامناً مع حملة دولية للإفراج عن التلميذات المخطوفات في شمال شرق البلاد.
وتواجه نيجيريا، البلد الأكبر في إفريقيا لجهة عدد السكان، مشاكل أمنية خطيرة، كان آخرها العملية التي نفذتها جماعة "بوكو حرام"، وتمثلت في خطف الفتيات. وقال جوناثان: "لقد تحدثنا مع دول نأمل أن نحصل منها على مساعدة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة".
وأضاف: "تحدثت مرتين الى الرئيس أوباما، وطلبت مساعدة أميركية لحل المشاكل الأمنية، التي تواجهها نيجيريا"، غير أنه لم يوضح متى جرى الاتصالان. وأشار الى أن "بلاده طلبت مساعدة مماثلة من دول أخرى غير الولايات المتحدة، بينها فرنسا وبريطانيا والصين".
وأكد جوناثان، أن "حكومته ستحرر التلميذات "حتماً". وقال: "نعد بأن الفتيات، أينما وجدن، سيتم تحريرهن حتماً"، مضيفاً: "هذا محك لبلدنا، إنه مؤلم"، مناشداً أهالي "المخطوفات وقوات الأمن والجماعات المحلية التعاون سوياً لتحرير الفتيات".
وأصدر الرئيس النيجيري أوامر إلى الأجهزة الأمنية باتخاذ "كل التدابير" للإفراج عن الطالبات، اللواتي خطفن على أيدي جماعة "بوكو حرام" الاسلامية.
وقال المتحدث باسمه، روبن أباتي، إن "الرئيس تولى رئاسة اجتماع مشترك مع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية ومسؤولين كبار في الحكومة وممثلين عن ولاية بورنو، وقائد شرطة الولاية، والمسؤول عن الأساتذة في مدرسة شيبوك".
وأضاف: "أعطى الرئيس تعليمات واضحة جداً تقضي باتخاذ كل التدابير لضمان عودة الفتيات سالمات". وهو أول لقاء بين جوناثان ومسؤولين نيجيريين معنيين بهذه القضية في حين تزداد الضغوط الدولية وعائلات الفتيات للإفراج عنهن.
وجرت تظاهرات في نيجيريا، وفي الخارج، ولا سيما في نيويورك تندد باختطاف الفتيات. تجمع عشرات النيجيريين للمطالبة ببذل المزيد من الجهود لإطلاق سراح التلميذات. وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد وعد بأن الولايات المتحدة ستفعل "كل ما في وسعها" لمساعدة نيجيريا في هذه القضية.
كما أعلنت منظمة "ملالا"، التي تترأسها الفتاة الباكستانية، ملالا يوسف زاي، الناشطة في الدفاع عن حق التعليم للفتيات، "تضامن ملالا، مع النيجيريين والناس في العالم أجمع الذين يطالبون بتحرك من أجل إعادة الفتيات المختطفات".
من جهة ثانية، ذكرت الشرطة النيجيرية، اليوم الاثنين، أن ثلاثة أجانب خطفوا في منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط، فيما أعلنت وزارة الخارجية الهولندية لوكالة "فرانس برس" أنه "وردها أن المخطوفين هولنديون".
وقال المتحدث باسم شرطة ولاية بايلسا، أليكس أخيغبي، إن "الأجانب الثلاثة الذين خطفوا الأحد حاولوا الدخول إلى منطقة حكومية دون حراسة وتم خطفهم".
من جهتها، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الهولندية في لاهاي، لـ"فرانس برس": "أستطيع أن أؤكد أننا على علم باحتمال خطف ثلاثة مواطنين هولنديين في نيجيريا".
وأضافت: "في الوقت الحالي ندرس الحادث، ولكن حتى الآن ليس لدينا أي تأكيد من السلطات المحلية".
وخطف عشرات الأجانب من بينهم عاملون في قطاع النفط في منطقة دلتا النيجر المضطربة، وجرى الافراج عن العديد منهم بعد دفع الفدية.