في حواراته كان يروي أحداثاً تعود إلى نهايات عام 1918 (لم يكن قد بلغ الثالثة من عمره) حيث حملت الأخبار القادمة إلى العائلة من رومانيا خبر رحيل والده، ومنذ ذلك عاش تجربة المنفى واليتم حتى نال درجة الدكتوراه في القانون من "جامعة السوربون" عام 1940، وقرر العودة إلى وطنه أثناء الحرب العالمية الثانية.
في تلك السنوات شارك جوفارا في القتال ضمن صفوف الجيش الروماني، وأصيب في إحدى المعارك التي تركت جروحاً لم تلتئم في ذاكرته، لكنه غادر بوخارست مرة أخرى في خمسينيات القرن الماضي لمعارضته النظام الشيوعي الذي تولى الحكم، وبدأ حياته في المنفى لمرة أخرى جاوزت أربعة عقود بوصفها إحدى نتائج حروب ساهمت في تكوينه كمؤرّخ، وكانت أيضاً العامل الأساسي في تشكيل رومانيا كبلد حديث.
أقام صاحب "هل هناك تاريخ صحيح؟" في النيجر فترة طويلة، ثم استقرّ بعد ذلك في فرنسا حيث عمل أستاذاً للقانون الدولي، وكان ناشطاً في العديد من المؤسسات الثقافية الرومانية في أوروبا، حتى عاد إلى رومانيا بعد سقوط الشيوعية ليدرّس في "جامعة بوخارست" إلى أن وصل إلى التقاعد عام 1998.
"المسألة الرومانية" كما تسمّى في الدراسات التاريخية والأنثربولوجية كانت شغله الشاغل في أبحاثه المتعدّدة، سواء في علاقتها مع الجار العثماني الذي احتل أجزاء من رومانيا لقرون، وكذلك في موقعها بين الشرق والغرب داخل القارة الأوروبية وتوحّد الرومان في الخارطة التي يعيشون فيها اليوم، ولغتهم وهويّتهم وثقافتهم المتداخلة.
كان صادماً في طروحاته، حيث فكّك كثيراً من الأساطير حول تكوّن البلد الذي تهيمن عليه النزعات الوطنية التي كانت العامل في تشكّل تيارات يمينية وعنصرية ومحافظة إلى اليوم، وبقي يحتفظ برؤيته النقدية تجاه السلطة في بلاده والنفوذ الأميركي في منطقة شرق أوروبا، وكانت لديه وجهات نظر راديكالية في هذا السياق.
من أبرز مؤلّفاته ودراساته؛ "الحضارات والمؤلّفات التاريخية"، و"بين الشرق والغرب: الدولة الرومانية بداية العصر الحديث"، و"كيف ولد الشعب الروماني؟"، و"حرب الـ 77 عاماً وفرض الهيمنة الأميركية (1914 – 1991)"، و"تاريخ قصير مصوّر للشعب الروماني"، و"مريتشا العجوز والمعارك مع الأتراك"، و"الماضي لا يزال قيد الحياة" (حوار طويل نشر في كتاب).