نومي راباس لـ"العربي الجديد": تخلصت من جاذبيتي وثلاثية "ميلينيوم" دليل على ذلك

11 سبتمبر 2017
نومي راباس في لندن فيلم فيستيفال (سمير حسين/WireImage)
+ الخط -
على الرغم من أن نومي راباس (37 سنة)، السويدية المولد والجنسية، تؤكد باستمرار أنها تنتمي إلى عائلة متزمتة، إلا أنها احترفت عرض الأزياء بنجاح منذ سن المراهقة، مشاركة في أهم مناسبات الموضة على الصعيد الدولي، إلى أن طرقت السينما المحلية بابها عن طريق أفلام رومانسية لا بأس بها اعتمدت على جاذبية بطلتها، محوّلة إياها إلى نجمة شمال أوروبية شعبية.
وفي العام 2008 لعب القدر دوراً إيجابياً في حياة الفنانة الشابة، إذ إنها حصلت على فرصة المشاركة في الاختبار الخاص باختيار الممثلة التي ستؤدي البطولة النسائية في ثلاثية "ميلينيوم" من إخراج نيلس أردن أوبليف، والمأخوذة عن الرواية البوليسية المعقدة والناجحة، والتي تحمل الاسم نفسه من تأليف السويدي ستيغ لارسون.

فازت راباس بالدور ومن أجله تخلصت من جاذبيتها وأنوثتها وصارت تشبه الفتى، مقدمة الدليل على أن مهنة التمثيل مبنية على تغيير المظهر قبل أن تعتمد على الجمال في حد ذاته، وبالتالي تحولت إلى نجمة مرموقة فور نزول الجزء الأول (تم تصوير ثلاثة أجزاء) إلى صالات السينما.

إثر ذلك شاركت راباس في عدد كبير من الأعمال السينمائية، وتحت إدارة أشهر المخرجين، مثل ريدلي سكوت الذي منحها بطولة فيلميه "بروميثيوس" و"أليان كوفنانت"، أو غاي ريتشي الذي أسند إليها فرصة الوقوف أمام العملاقين جود لو وروبرت داوني جونيور في "شيرلوك هولمز: لعبة الظلال"، وأيضاً مايكل أبتد في فيلمه "مفكوك" مع مايكل دوغلاس وأولاندو بلوم.

وقبل فترة قصيرة عرض لها في دور السينما فيلم "ماذا حدث للاثنين؟" (What happened to Monday) للسينمائي تومي ويركولا، وفيه تتقمص راباس سبع شخصيات مختلفة. بمعنى أنها موجودة فوق الشاشة في كل لقطة من الفيلم من دون انقطاع، مقدمة الدليل على موهبة فذة وعلى قدرة هائلة في شأن التنويع الشكلي والسيكولوجي أمام الكاميرا.

حضرت نومي راباس إلى باريس كي تروج للفيلم الجديد، فالتقتها "العربي الجديد" وحاورتها.

حدثينا عن فيلم "ماذا حدث للاثنين؟ (What happened to Monday)" وأدوارك السبعة فيه؟
-تدور أحداث الفيلم في العام 2073 عندما تنفد الموارد الطبيعية فوق الأرض وتمنع الحكومات المواطنين من إنجاب أكثر من طفل واحد، لكن هناك امرأة تنجب سبع بنات دفعة واحدة وتموت في أثناء الولادة، كما أن الأب يرحل ولا يعود الى الظهور. يتولى جد البنات من ناحية الأم، رعايتهن وتربيتهن في الخفاء، ويبتكر حيلة ذكية حتى لا تكتشف السلطات حقيقة الأمر، فيطلق على كل واحدة من الصغيرات اسماً يطابق أحد أيام الأسبوع، وعلى كل واحدة ألا تخرج من البيت الا في اليوم المطابق لاسمها. وعندما عثرن على وظيفة في شركة، وبما أنهن يتشابهن، اتفقن على أن تعمل كل واحدة في يوم محدد في الشركة وتروي للأخريات في نهاية اليوم ماذا حدث لها من أجل ألا تقع واحدة من أخواتها في فخ ما.
لكن بعد سنوات طويلة تختفي "اثنين" (مونداي) فجأة، الأمر الذي يدفع بشقيقاتها إلى محاولة الكشف عما جرى لها. وهنا تنقلب الأحداث إلى بوليسية مثيرة تضع كل واحدة من الشابات في موقف خطير على حياتها يرغمها على الدفاع عن نفسها وعن عائلتها.
أنا مثلت كل فتاة على أساس أنها مستقلة من حيث الشخصية، خصوصاً في المشاهد التي تدور في المنزل حيث تترك الواحدة منهن العناء لحقيقة أمرها، على عكس ما يحدث في الخارج، إذ لا بد من أن يعتقد العالم بأن هناك امرأة واحدة وحسب. أنا اعتبرت هذا الفيلم تحدياً لي متمنية أن أقنع الجمهور والنقاد.

خلال عرض فيلمها "ماذا حدث للاثنين" (جوسون لافريس/Getty)



لا بد لمشاهدي الفيلم أن يعجبوا بك، بما أنك تظهرين في كل مشهد من أول لقطة وحتى النهاية، أليس كذلك؟
-أنت على حق. وما أتمناه هو استحقاق هذا الحب وأن أكون جديرة بإعجاب المشاهدين.

تمثلين النموذج الحي على أن تغيير المظهر يلعب دوره في شكل أساسي في نجاح الممثلة، فما رأيك؟
-أنا عملت أصلاً عارضة أزياء لأنني جذابة، ومن الصعب أن تفوز فتاة ذات ملامح غير متناسقة بفرصة العمل في مثل هذه المهنة. أليس كذلك؟ وبالنسبة لعملي كممثلة فهو أيضاً نتج بطريقة شبه طبيعية عن ممارستي عرض الأزياء، إلا أن الدراما تتطلب موهبة فنية لا علاقة لها بالجمال، ولو بدأت في السينما لمجرد أنني جميلة لما كنت قد حزت على بطولة ثلاثية "ميلينيوم" التي تطلبت مني التخلص من جاذبيتي والحد من جمالي ومن نعومتي إلى أكبر حد ممكن، ثم الشيء نفسه بالنسبة لفيلم "ماذا حدث لمونداي؟".



وهل كنت تفكرين في احتراف التمثيل أساساً حينما بدأت عرض الأزياء؟
-لا، فأنا كنت أفكر في متابعة تعليمي الجامعي في القسم العلمي وكسب بعض المال السهل والسريع في شكل هامشي بفضل عملي في الأزياء. لكنني سرعان ما قررت خوض تجربة الفن إثر نجاحي كعارضة "سوبر موديل"، الأمر الذي بدأ يجذب نحوي أهل الفن السابع. والسينما هي التي جاءت تغازلني في بادئ الأمر من دون أن أفعل من ناحيتي أي شيء للدخول إليها، فتركت التيار يجرفني، إلى أن قررت الإمساك بزمام مستقبلي بيدي، وبدأت أتعلم فن التمثيل بهدف أن أسيطر على الموقف بدلاً من أن أتركه يتحكم هو بي.

أنتِ إذاً امرأة عنيدة؟
-نعم عنيدة جداً وذات إرادة قوية جداً، وإلا فالجمال وحده ليس سوى عبارة عن سلاح بين أيدي الغير يستخدمونه ضد صاحبته.

ماذا تقصدين بهذا الكلام؟
-أقصد أن الجمال هو من أحلى النعمات أساساً، لكنه إذا لم يقترن بالذكاء انقلب ضد صاحبته وأدى بها إلى الدمار أو الموت في بعض الأحيان، فالعقل هو الذي ينقذ المرأة الجميلة من نهاية تعيسة. وصدقني إذا قلت لك أن ذكائي هو صاحب الفضل في نجاحي قبل أي شيء آخر.

نومي راباس في كانّ (ستيفين كاردينالي/Corbis)



كثيراً ما تذكرين في الأحاديث الصحافية أن عائلتك متزمتة، فماذا كان رد فعل أهلك عندما احترفت الفن؟
-إنني محظوظة لأن والديّ، وعلى عكس سائر أفراد عائلتي عامة، متفتحا التفكير والذهن ويمنحاني دائماً ثقتهما التي أشكرهما عليها، مثلما أشكر السماء على كوني ولدت وكبرت في جو من التفاهم والحرية والاحترام المتبادل، وهذا شيء ينقص بعض الفتيات في محيطي العائلي مثل بنات عمي، وذلك بالرغم من كوننا عائلة سويدية. لكن الشمال الأوروبي يمكنه في بعض الأحيان، وعلى عكس سمعته الشائعة، أن يتميز بالتزمت أكثر من الشعوب الجنوبية أو الحوض متوسطية.

تتكلمين تماماً مثل فتاة شرقية؟
-ربما أتمتع في قرارة نفسي بشيء شرقي أو على الأقل جنوبي، مثل الدفء الإنساني، وقد ورثت هذه الميزة الجميلة من أبي إذ إن جذوره إسبانية.

كيف تعيشين نجوميتك العالمية ومشاركتك في أفلام لأشهر المخرجين؟
- أعتبر نفسي محظوظة جداً وأشكر السماء في كل صباح على النعمة التي أتمتع بها في حياتي. صحيح أن فيلم "ميلينيوم" بأجزائه الثلاثة شاهده عدد كبير جداً من المتفرجين يحسده عليه أعظم وأنجح الأفلام الهوليوودية، مثل "تايتانيك" أو "حرب النجوم". أنا فعلاً بعد ذلك حزت على فرص للعمل تحت إدارة عمالقة في الإخراج وأصبحت محبوبة، وأشعر بهذا الحب كلما نزلت إلى الشارع أو تواجدت في مكان عام مهما كان البلد الذي أتواجد فيه، وهو إحساس إيجابي دافئ وكريم لا يختلط أبداً بأي عنف أو مبالغة غير مرغوب فيها.


في مهرجان "بافتا" (Barcroft Media)

دلالات
المساهمون