نورونيا الفارس الأشهر في مواجهة "وحش الرباط الصليبي"!

تعتبر إصابة الرباط الصليبي هي "الوحش" الذي يلتهم أحلام لاعبي كرة القدم دون سابق إنذار، إلا أن خطورة الإصابة بدأت في الانحسار إلى حد ما، بفضل التكنولوجيا الطبية الحديثة، والعمليات الجراحية التي تساهم كثيراً في تحسن حالة الركبة وسرعة التعافي والعودة للملاعب.

وأنهت إصابة الرباط الصليبي في السابق مسيرة العديد من لاعبي كرة القدم، وذلك بسبب سوء العلاج أو تجدد الإصابة وعدم الاهتمام بفترة التعافي على الشكل المطلوب، إلا أن الوضع تحسن في الآونة الأخيرة، بعد ظهور أطباء متخصصين في علاج هذا النوع من الإصابات الخطيرة.

ومن ضم الأطباء الأشهر في العالم علاج إصابات الملاعب وعلى رأسها رتق الرباط الصليبي، يأتي البرتغالي جوزية كارلوس نورونيا، الأهم في الفترة الحالية، والذي زادت شهرته بعد توليه إجراء العملية الجراحية المعقدة لنجم المنتخب الكولومبي وموناكو الفرنسي، وتقريبه من حلم المشاركة في المونديال الذي كان قد قارب على التلاشي.

ويشرف الطبيب على عملية تعافي فالكاو، والتي تسير بشكل رائع بعد العملية الجراحية التي أجراها له، وأكد نورونيا مؤخراً أنه قد يلحق بمعظم مباريات فريقه في كأس العالم 2014، إذا استمر التحسن على نفس المنوال.

بينما كان نورونيا دائما الطبيب الذي يتمتع بثقة مواطنه ونجم ريال مدريد الإسباني الأول، كريستيانو رونالدو، وكان له الفضل في استعادة الثقة قبل مباراة بايرن ميونخ الألماني في إياب دوري أبطال أوروبا وتقديم أفضل ما لديه، بعد أن شكك أطباء ريال مدريد في إمكانية عودته لكامل لياقته قبل اللقاء.

نورونيا وإصابته بالرباط الصليبي

وقد يكون شغف وتخصص الطبيب الشهير في علاج تلك الإصابة، هي أنه "حُرق بنارها" في فترة شبابه، بعدما تعرض لها في في سن الرابعة والعشرين، في الفترة التي كان يصعب علاجها، ليبتعد عن ممارسة اللعبة مع فريق ديبورتيفو سانتا كروز للهواه.

وبعد تخرجه من كلية الطب في جامعة كويمبرا البرتغالية، عكف اللاعب السابق في الدراسة والبحث عن الإصابة وأضرارها وكيفية علاجها على أفضل وجه.

ويبدأ نورونيا في بداية التسعينيات دورات تدريبية وفترات تعايش في الولايات المتحدة وأوروبا، ويدخل مجدداً في عالم الرياضة التي يعشقها ولكن هذه المرة كطبيب ومعالج لإصابات الملاعب، ويفتتح أول عيادة خاصة به عام 1994.

وبمرور الوقت تزيد شهرة الطبيب ويدخل عالم الشهرة مع الساحرة المستديرة بداية من عام 2003 بعد عمله في الجهاز الطبي لبورتو الذي كان يقوده وقتها المدير الفني جوزية مورينيو.

عيادته زاخرة بالنجوم

ومنذ ذلك الوقت تلقت عيادة نورونيا العديد من اللاعبين المشاهير في عالم كرة القدم وعلى رأسهم رونالدو وفالكاو الأرجنتيني أنخل دي ماريا، وجميعهم تابعين لوكيل اللاعبين الشهير جورجي مينديش.

وضمت القائمة أيضاً عدد من اللاعبين الذين استعصت إصاباتهم على العديد من الأطباء المعالجين وعلى الأجهزة الطبية لفرقهم، على رأسهم الهولندي أريين روبن الذي وصفته وسائل الإعلام في حقبته مع ريال مدريد بـ"اللاعب الزجاجي" بسبب تعدد إصاباته وهو ما تحسن بعد تولي نورونيا حالته، ليقدم أفضل ما لديه مع بايرن ميونخ الألماني حتى الآن.

فالكاو و"روح" بيبي

ويسعى نورونيا لتكرار "معجزة" المدافع البرتغالي بيبي مع فالكاو هذا العام، حيث نجح في مساعدة الأول على التعافي في زمن قياسي قبل منافسات كأس العام 2010 بجنوب أفريقيا.

وبالرغم من إصابة بيبي بتمزق كامل في الرباط الصليبي خلال مباراة الريال أمام فالنسيا في ديسمبر/كانون أول 2012، وتأكيد التقديرات الأولية أنه سيغيب لسبعة أشهر على الأقل، ينجح نورونيا الذي أجرى له العملية وأشرف على تدريبات التعافي، في مساعدة مدافع "الميرينجي" على العودة بعد 5 أشهر و10 أيام فقط.

وستكون مشاركة فالكاو في المونديال، إنجازاً للاعب والطبيب في نفس الوقت، حيث تشير التقارير إمكانية مشاركته في مباريات الدور الثاني من البطولة حال تأهل الفريق، وقد يلحق أيضا آخر مباريات الدور الأول وهو نفس ما حدث مع بيبي.

ومن جانبه أعلن الطبيب أن "رغبة وتصميم فالكاو سيكون لهما عامل الحسم في الإسراع بعودته إلى الملاعب، فالوقت محدود للغاية وسنرى ماذا سيحدث"، إلا أن التقارير الطبية تشدد على أن "الفارس" الأول في مواجهة الرباط الصليبي قد ينتصر في جولته الثانية.