أنهى وفدا برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي اليوم الأول من جلسات الحوار الليبي، الذي انطلق الأحد بمدينة بوزنيقة المغربية، بـ"التعبير عن رغبتهم الصادقة في تحقيق توافق يصل بليبيا إلى بر الأمان".
وذكر وفدا برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة، في إيجاز صحافي تم تعميمه على الصحافيين: "إضافة إلى رغبتهم الصادقة في تحقيق توافق يصل بليبيا إلى بر الأمان لإنهاء معاناة المواطن الليبي، ثمن الجميع دور الدول الشقيقة والصديقة وبعثات الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومساعيها لتحقيق الاستقرار في البلاد".
كما عبر المشاركون في الحوار الليبي عن"شكرهم لدور المملكة المغربية في احتضان الحوار السياسي الليبي، وتوفير المناخ الودي الملائم الذي يساعد على إيجاد حل للأزمة الليبية بهدف الوصول إلى توافق يحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي من شأنه رفع المعاناة على الشعب الليبي والسير في سبيل بناء الدولة العزيزة المستقرة".
وفيما يضرب الفرقاء الليبيون جداراً من السرية على مفاوضاتهم في المغرب، ينتظر أن يجري ممثلو برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي جولتين جديدتين يوم غد الإثنين. في وقت بدت فيه الأجواء المحيطة باليوم الأول من جلسات الحوار الليبي، التي تعقد غير بعيد عن مدينة الصخيرات التي احتضنت مفاوضات انتهت بالتوقيع على الاتفاق السياسي في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2015، مشجعة في اتجاه التوصل إلى حل للأزمة عبر بحث ممثلي برلمان طبرق مع نظرائهم في المجلس الأعلى للدولة الليبي، كيفية تقاسم السلطة المحرك الرئيس للصراع من خلال إعادة تشكيل المجلس الرئاسي وتوحيد الحكومة.
وكانت أولى جلسات الحوار الليبي، قد انطلقت مساء الأحد، بمدينة بوزنيقة المغربية (جنوب الرباط) باحتضان مغربي لافت، وذلك وسط تفاؤل بإمكانية إحداث اختراق في جدار الأزمة التي دخلت عامها التاسع.
وعرفت الجلسة الافتتاحية للحوار الليبي حضور تسعة ممثلين لبرلمان طبرق يتقدمهم يوسف العقوري، فيما قاد عبد السلام الصفراوي، وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي المكون من أربعة ممثلين.
وكان ممثل وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي قد أكد، في الجلسة الافتتاحية للحوار، أن "المجلس الأعلى ومجلس النواب بطبرق يلتزمان بمسؤولية للإسراع بإيجاد حل، وتجنب الانقسام ونشوب حرب جديدة"، مضيفاً، خلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية:" "نتطلع في اللقاء إلى كسر حالة الجمود واستئناف العملية السياسية".
وفي الوقت الذي أشاد فيه الصفراوي بـ"الدور الإيجابي للمغرب إلى جانب جهود دول أخرى (لم يسمّها)"، أعرب المسؤول الليبي عن أمله أن "تكون اللقاءات التي تجري في مدينة بوزنيقة المغربية بنّاءة مع مجلس النواب من أجل التوصل إلى توافق سياسي سلمي".
من جهته، قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في الجلسة الافتتاحية للحوار الليبي، إن" لا أجندة للمغرب سوى الأجندة الليبية، ولا مصلحة له إلا المصلحة الليبية العليا، ولا مقترح إلا ما يتوافق عليه الليبيون"، مشيراً إلى أن المغرب تحذوه الرغبة الصادقة والطموح المتجدد لخدمة ليبيا والوقوف إلى جانب أبنائها ومؤازرتهم.
وفي سياق البحث عن حلّ الأزمة الليبية، اعتبر بوريطة أن مبادرة عقيلة صالح، رئيس برلمان طبرق، وخالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، بإمكانها أن تعطي أرضية للسير نحو حل للأزمة الليبية، لافتاً إلى أن "الشعب الليبي يحتاج إلى سماع أخبار طيبة"، وأن "بإمكان المشاركين في الحوار المنعقد بمدينة بوزنيقة أن يزفّوا لليبيا أخباراً سارّة حول مستقبلها".
وكان لافتاً استعانة وزير الخارجية المغربي بمقولة لرمز المقاومة الليبية للاحتلال الإيطالي، عمر المختار، مفادها بأن "التردد أكبر عقبة في طريق النجاح"، لدفع الفرقاء الليبيين للسير في اتجاه الخروج من الأزمة، ومن معادلة المنتصر والمنهزم، ومن منطق أن أي مكسب لأحد الأطراف هو إضعاف للطرف الآخر، لافتاً إلى أنه لديه الثقة الكاملة بتحقيق ذلك.