نفوذ طاغٍ لمستشاري نتنياهو على رئيس الباراغواي

13 مارس 2017
الباراغواي صوتت ضد الفلسطينيين بعدد من المحافل(غالي تيبون/فرانس برس)
+ الخط -

كشف تحقيق صحافي إسرائيلي النقاب عن أن موظفين كبارا في ديوان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وجنرالات إسرائيليين يتمتعون بنفوذ طاغ على دوائر صنع القرار في دولة الباراغواي، لاسيما على الرئيس هوراسيو كارتيز، مما أفضى إلى حدوث تحول كبير في طابع العلاقة بين إسرائيل وهذه الدولة اللاتينية

وحسب التحقيق، الذي أعدته الصحافية طال شليف، ونشره موقع "والا" اليوم الإثنين، فقد تمكن كل من آري هرو، رئيس طاقم الموظفين السابق في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي، ويحئيل ليتر، أحد كبار مستشاري نتنياهو السابقين، من استغلال ترؤسهما شركة استشارات استراتيجية عملت مع الرئيس كارتيز، وساعدت على تمكين إسرائيل من التأثير بشكل كبير على دائرة صنع القرار في الباراغواي، ودفعها لدعم إسرائيل في المحافل الدولية. 

وأبرز التحقيق أن هرو رأس شركة "H3 غوغل" للاستشارات الاستراتيجية، التي دشنت عام 2010، حيث استقال من رئاسة الشركة بعد تعيينه رئيسا لطاقم الموظفين في ديوان نتنياهو عام 2014

وحسب التحقيق، فقد قام هرو بالإشراف على الحملة الانتخابية لكارتيز الذي تنافس في الانتخابات الرئاسية عام 2013 في الباراغواي، كمرشح ليمين الوسط. 

ونقل التحقيق عن مصدر في الشركة قوله إن طاقمها لم يضمن فقط لكارتيز تحقيق الانتصار في الانتخابات، "بل مكن الرئيس من إحداث تغييرات فورية وجذرية في مبنى الحكم في الباراغواي"

وأوضح، أيضا، أنه منذ أن تولى كارتيز مقاليد الحكم حدث تحول "دراماتيكي" على طابع العلاقات مع إسرائيل، كان من نتائجه إعادة فتح السفارات لدى الجانبين، بعد إغلاقها لعقد. 

وأشار التحقيق إلى أن الباراغواي تبنت مواقف مساندة لإسرائيل في المحافل الدولية، وباتت تصوت إلى جانب دولة الاحتلال في المؤسسات الأممية وفي المؤسسات الإقليمية في أميركا اللاتينية؛ إلى جانب قيام كبار المسؤولين فيها بزيارات لإسرائيل، وصلت ذروتها العام الماضي عندما زار كارتيز تل أبيب، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس للباراغواي. 

وذكر المصدر ذاته أنه بعد انضمام هرو لديوان نتنياهو تولى رئاسة شركة "H3 غوغل" ليتر، وقد عمل مستشارا استراتيجيا لنتنياهو عندما كان وزيرا للمالية في حكومة أرئيل شارون الأولى، وواصل التعاون مع كارتيز، حيث إنه يقدم لمؤسسة الرئاسة في الباراغواي الاستشارات الاستراتيجية حتى الآن، إذ يتولى منصب "كبير مخططي المشاريع" في الرئاسة.

وحسب التحقيق، فقد قام هرو شخصيا بإعداد برنامج "100 اليوم" لكارتيز كرئيس للدولة بعد الإعلان عن فوزه، وحدد قائمة المشاريع التي يتوجب عليه الإعلان عنها خلال هذه الفترة، مشيرا إلى أنه تولى إعادة بناء القوة العسكرية للباراغواي، إلى جانب إعادة صياغة عقيدتها العسكرية من خلال الاستعانة بجنرالات إسرائيليين. 


وحسب التحقيق دائما، فقد اعتمد هرو، بشكل خاص، على قائد سلاح المشاة السابق في جيش الاحتلال، مئير كليفي، الذي سبق له أن عمل كمستشار عسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت. 

وقد تولى كليفي، إلى جانب تقديم استشارات استراتيجية لكارتيز، إعداد إصلاحات بنيوية للجيش والمؤسسة الأمنية في الباراغواي، وقدم تصورا حول إعادة صياغة المؤسسات الاستخبارية وبلورة عقيدة أمنية جديدة. 

وخلال حرب 2014، رفضت الباراغواي الانضمام لإعلان التنديد بإسرائيل، الذي صدر عن دول السوق المشتركة في أميركا الجنوبية، والمعروف بـ"مركوسور"، علاوة على أن ممثليها صوتوا ضد قرارات تندد بالبرنامج النووي الإسرائيلي في وكالة الطاقة النوية التابعة للأمم المتحدة في يوليو/تموز 2015

وكانت الباراغواي واحدة من خمس دول امتنعت عن التصويت في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على التقرير الذي أعده المجلس حول سلوك إسرائيل خلال حرب 2014

وأضاف التحقيق أن شركة "H3 غوغل" قدمت استشارات للحكومة الإسرائيلية بشأن سبل تعزيز العلاقات مع الدول المؤثرة في أميركا اللاتينية، لاسيما البرازيل والأرجنتين وتشيلي وبيرو، حيث خصص موازنة بعشرات الملايين من الشواكل لخطة العمل الهادفة إلى التقارب مع هذه الدول.

ونقل التحقيق عن الوزير الإسرائيلي، زئيف إلكين، الذي كان نائبا لوزير الخارجية عندما تولى مارتيز مقاليد الحكم، أن "التصويت لصالح إسرائيل سوغ إعادة فتح السفارة في الباراغواي".