نفط كركوك يشعل الصراع بين بغداد وأربيل

17 أكتوبر 2017
تدفق نفط كركوك مهدد (Getty)
+ الخط -

تتجه أنظار المتعاملين في السوق النفطية العالمية إلى العراق خاصة منطقة كركوك، حيث نشبت معارك في المدينة، لتؤثر على الإنتاج النفطي في الحقول المتواجدة في المنطقة. 

وعلى الرغم من تماسك أسعار النفط اليوم الثلاثاء، الا أن القلق لا يزال يساور أسواق النفط العالمية في الوقت الذي يتواصل فيه الصراع بين القوات العراقية والكردية في شمال العراق التي تكتظ بأبار النفط خاصة في منطقة كركوك، اضافة لتزايد التوتر السياسي بين الولايات المتحدة وإيران.

وسيطرت القوات العراقية أمس، على حقول النفط والغاز في مدينة كركوك، فضلا عن شركة نفط الشمال ومقرات أخرى بلا قتال، بعد انسحاب قوات البشمركة الكردية منها بشكل طوعي، إثر تقدّم قوات مشتركة تابعة للحكومة العراقية إليها، ما أدى إلى توقف الصادرات النفطية في هذه الحقول.

وأفادت وكالات الأنباء عن دخول قوات عراقية مدينة كركوك لتنتزع أراضي كانت تحت سيطرة المقاتلين الأكراد وتثير المخاوف بشأن صادرات العراق ثاني أكبر منتج للخام في أوبك.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية الاثنين سيطرتها على شركة نفط الشمال وحقول باباكركر النفطية الواقعة في شمال غرب محافظة كركوك بعد ثلاث سنوات من سيطرة قوات البشمركة الكردية عليها.

وأفادت القيادة في بيان رسمي أن "القوات المشتركة فرضت الأمن على ناحية ليلان وحقول نفط باباكركر وشركة نفط الشمال"، وذلك بعد إعلانها صباحا سيطرة قوات جهاز مكافحة الارهاب على قاعدة كيه 1 العسكرية التي كان قد سيطر عليها الأكراد في 2014.

وتعد مدينة كركوك وفق "بي بي سي"، مركز قطاع النفط العراقي، ومفتاح استقرار شمال العراق. وتقع المدينة وسط عدد من أغنى حقول النفط بالمنطقة، ويوجد خط لأنابيب النفط يصل بين كركوك وموانئ على البحر الأبيض المتوسط.

وتسهم كركوك بمقدار 200 ألف برميل يوميا من إنتاج المناطق الخاضعة لحكومة إقليم كردستان العراق البالغ نحو 600 ألف برميل يومياً.

وإضافة إلى حقل بابا كركر العملاق تشتهر المدينة بحقول أخرى مثل حقل جمبور وحقل باي حسن الجنوبية وحقل باي حسن الشمالية وحقل آفانا وحقل نانة وا وحقل كيوي بور. وتتميز حقول كركوك النفطية، وفق تقرير لشبكة "سي أن أن"، بغزارة إنتاجها وجودة نفطها فهو يعتبر من النفوط الخفيفة القياسية.

وفي عام 2002 بدأ خط الأنابيب بنقل نحو مليون برميل من النفط الخام يومياً من حقول كركوك النفطية، إلى ميناء جيهان التركي.

وأبلغ مصدر بوزارة الموارد الطبيعية بكردستان العراق رويترز أن وزير الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان آشتي هورامي أمر بالاستئناف الكامل لإنتاج النفط من حقلي باي حسن وآفانا بعد توقف وجيز يوم الإثنين.

وكانت مصادر تجارية ومسؤول بوزارة النفط العراقية في بغداد أعلنت في وقت سابق يوم الاثنين إن أربيل أوقفت العمل بالحقلين مما أسفر عن فقد فوري لإنتاج قدره 350 ألف برميل يوميا.

وقال مسؤول نفطي عراقي يوم الإثنين إن القوات العراقية استعادت السيطرة على مقر شركة نفط الشمال، شمال غربي كركوك، ومصفاة نفط تقع بالقرب منها من القوات الكردية دون قتال.

ولفت المسؤول الذي مقره كركوك لرويترز إلى أن القوات العراقية تحركت إلى مقر شركة نفط الشمال المملوكة للدولة بعد السيطرة على قاعدة (كي وان) الجوية القريبة. وتنتشر القوات أيضا في حقل بابا غرغر القريب ومصفاة نفط الشمال.

في حين شدد مسؤول آخر بوزارة النفط العراقية لرويترز في بغداد على أن إنتاج النفط والغاز بمنطقة كركوك يمضي كالمعتاد رغم عملية عسكرية عراقية جارية لانتزاع السيطرة على المنطقة من القوات الكردية. وقال قائد عسكري مشارك في العملية "بعض القيادات الكردية وافقت على تسليم منشآت شركة نفط الشمال وشركة غاز الشمال التابعة للدولة".

وقال مسؤول الوزارة "لدينا اتفاق مع بعض القيادات الكردية بأن تبقى منشآت النفط والغاز بعيدة عن الصراع".

ومنذ عام 2003 إلى 2004 تعرضت حقول نفط كركوك إلى ما يقارب 123 ضربة تخريبية، وفق تقرير لوكالة معلومات الطاقة الأميركية، وكانت أشد هذه الضربات هي الموجهة إلى خط الأنابيب الذي ينقل النفط إلى ميناء جيهان في تركيا. وأدت تلك العمليات إلى خسائر بلغت مليارات الدولارات.

وقالت وزارة النفط العراقية الأسبوع الماضي إنها ستعيد فتح خط أنابيب نفط قديم يصل إلى تركيا متجاوزاً الخط الذي تديره حكومة إقليم كردستان العراق.

وأكد وزير النفط العراقي جبار علي اللعيبي على ضرورة الإسراع في استئناف الصادرات النفطية عبر شبكة خطوط الأنابيب النفطية التي تمتد من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي مرورا بمحافظتي صلاح الدين ونينوى.

وقال اللعيبي، وفقاً لموقع الوزارة، إنه أوعز إلى شركة نفط الشمال وشركة المشاريع النفطية وشركة خطوط الأنابيب بوضع خطة عاجلة للمباشرة بتنفيذ مشروع عملية إصلاح وتأهيل شاملة وعاجلة لشبكة الأنابيب الناقلة للنفط الخام من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي.
(العربي الجديد)

المساهمون