في الوقت الذي اكتفى فيه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يومي السبت والأحد، بالإشارة إلى الاتصال الهاتفي بينه وبين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والتأكيد على أهمية التنسيق العسكري بين الطرفين في سورية، وتكرار الحديث عن الخطوط الحمراء التي تضعها إسرائيل، وفي مقدمتها منع وجود عسكري إيراني في سورية، ومنع "حزب الله" من الحصول على أسلحة كاسرة للتوازن، متسلحاً بالتأييد العلني المطلق من الولايات المتحدة، أقر رئيس مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، الجنرال احتياط عاموس يادلين، بأن ما ساهم في احتواء تداعيات حادثة اختراق طائرة إيرانية مسيّرة للأجواء الإسرائيلية، أول من أمس السبت، هو رسالة إسرائيلية واضحة لا لبس فيها وجّهتها تل أبيب لموسكو باعتبار الأخيرة صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في سورية.
وبحسب يادلين، المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمؤسسة الأمنية والسياسية في تل أبيب، فإن إسرائيل هددت روسيا باستهداف النظام السوري، ليذهب الجهد الروسي والإيراني في السنوات السبع الأخيرة لإنقاذ بشار الأسد ونظامه هباء منثوراً. وأكد يادلين، في مقال نشرته أمس صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن هذه الرسالة استوعبتها موسكو جيداً، وهي التي دفعت في نهاية المطاف إلى احتواء الأزمة وعدم تفاقمها.
ولكن على الرغم من إعلان المسؤول العسكري عن قيادة سلاح الجو العقيد تومر بار، صباح أمس، للإذاعة الإسرائيلية العامة، انتهاء التصعيد على الجبهة الشمالية، وأن الجيش يواصل متابعة ما يحدث في سورية، إلا أن إسرائيل لم تتوقف أمس عن إطلاق التهديدات لسورية وإيران على حد سواء، مع إبراز مسألة التنسيق العسكري مع روسيا وفوائد هذا التنسيق في كونه أداة أثبتت نجاعتها، باعتبار أن هناك حاجة لطرف وعنوان يمكن توجيه الرسائل إليه، بحسب ما ذهب إليه أمس رئيس أركان جيش الاحتلال الأسبق، الجنرال دان حالوتس، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية.
في موازاة ذلك، وفي ظل عدم كشف أي معلومات عما دار في اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، تبدو إسرائيل الرابحة في الجولة الأولى من أول مواجهة بينها وبين إيران على الأراضي السورية، على الرغم من خسارتها مقاتلة من طراز "إف 16". فقد شكّل إرسال الطائرة الإيرانية ومحاولتها اختراق الأجواء الإسرائيلية هدية لدولة الاحتلال، باعتبارها الدليل الملموس والمادي الذي يؤكد صحة الادعاءات الإسرائيلية بشأن النشاط والوجود العسكريين لإيران في سورية، باعتبار أن هذا الوجود يتعدى ما تدّعيه إيران من إرسال مستشارين عسكريين لسورية، إلى تثبيت وجود قواعد إيرانية في سورية، وليس أدل على ذلك من مقرّ توجيه الطائرة المسيّرة، الذي قام الطيران الحربي الإسرائيلي بقصفه في القاعدة العسكرية السورية قرب تدمر.
اقــرأ أيضاً
وشكّلت المحاولة الإيرانية، التي تدعي إسرائيل أنها رصدتها منذ انطلاق الطائرة المسيّرة، والتحرك لإسقاطها في التوقيت والموقع الملائمين لإسرائيل، هدية للدعاية الإسرائيلية، وورقة مكنّتها، في حال ثبت صدق ادعاء يادلين، من توجيه تهديد لروسيا بإسقاط النظام إذا لم تتحرك الأخيرة لكبح جماح إيران.
مع ذلك يبدو أن الموقف الروسي المعلن، الذي دعا إلى احترام السيادة السورية وعدم انتهاكها، مع التحذير من مغبة المس بالقوات الروسية على الأراضي السورية، يشكّل مصدر قلق لتل أبيب، لجهة التخوّف من اتجاه روسيا، في ظل غياب الموقف الأميركي الحازم، نحو دعم الوجود الإيراني في سورية، على الرغم من الرفض الإسرائيلي لهذا الوجود، وعلى الرغم من محاولات إسرائيل الادعاء بأن هذا الوجود يهدد الاستقرار في سورية، بما يعني ضمنياً أيضاً أنه قد يمس بالمصالح الروسية التي باتت تملكها روسيا في سورية، في حل اضطرت إسرائيل إلى خوض حرب جديدة، تفضّل تل أبيب قبل أن تخوضها أن تتجه نحو ضرب النظام السوري وإسقاطه كلياً.
وتؤشر هذه التطورات أيضاً إلى أن المواجهة التي باتت علنية مع إيران، ولم تعد مقتصرة على القتال عبر طرف ثالث (حزب الله) أو سرية (العمليات الإسرائيلية في إيران)، قد تدفع باتجاه وضع قواعد جديدة ليس لجهة الخطوط الحمراء الإسرائيلية، وإنما أيضاً الممارسة الإسرائيلية العلنية في العمليات الحربية، باستهداف مزيد من القواعد والأهداف الإيرانية والتابعة للنظام في سورية، ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات جديدة بين تل أبيب وموسكو بشأن مستقبل سورية، بعدما لم يعد ممكناً إنكار الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية.
ولعله من المفيد هنا الإشارة إلى حالة التوافق بين المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل في إبراز إيران باعتبارها مصدر التهديد الأكبر لإسرائيل في الجبهة الشمالية. فقد التقط قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، الجنرال يوئيل ستريك، أحداث السبت ليعلن أنه في ظل الواقع القائم فإن "الأحداث أثبتت أن إيران تسعى لبناء قاعدة متقدمة لها في سورية وهو ما لن نسمح به". واعتبر ستريك أن "النشاط الإيراني في المنطقة هو تهديد مقلق لإسرائيل والعالم ككل".
ولكن على الرغم من إعلان المسؤول العسكري عن قيادة سلاح الجو العقيد تومر بار، صباح أمس، للإذاعة الإسرائيلية العامة، انتهاء التصعيد على الجبهة الشمالية، وأن الجيش يواصل متابعة ما يحدث في سورية، إلا أن إسرائيل لم تتوقف أمس عن إطلاق التهديدات لسورية وإيران على حد سواء، مع إبراز مسألة التنسيق العسكري مع روسيا وفوائد هذا التنسيق في كونه أداة أثبتت نجاعتها، باعتبار أن هناك حاجة لطرف وعنوان يمكن توجيه الرسائل إليه، بحسب ما ذهب إليه أمس رئيس أركان جيش الاحتلال الأسبق، الجنرال دان حالوتس، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية.
في موازاة ذلك، وفي ظل عدم كشف أي معلومات عما دار في اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، تبدو إسرائيل الرابحة في الجولة الأولى من أول مواجهة بينها وبين إيران على الأراضي السورية، على الرغم من خسارتها مقاتلة من طراز "إف 16". فقد شكّل إرسال الطائرة الإيرانية ومحاولتها اختراق الأجواء الإسرائيلية هدية لدولة الاحتلال، باعتبارها الدليل الملموس والمادي الذي يؤكد صحة الادعاءات الإسرائيلية بشأن النشاط والوجود العسكريين لإيران في سورية، باعتبار أن هذا الوجود يتعدى ما تدّعيه إيران من إرسال مستشارين عسكريين لسورية، إلى تثبيت وجود قواعد إيرانية في سورية، وليس أدل على ذلك من مقرّ توجيه الطائرة المسيّرة، الذي قام الطيران الحربي الإسرائيلي بقصفه في القاعدة العسكرية السورية قرب تدمر.
وشكّلت المحاولة الإيرانية، التي تدعي إسرائيل أنها رصدتها منذ انطلاق الطائرة المسيّرة، والتحرك لإسقاطها في التوقيت والموقع الملائمين لإسرائيل، هدية للدعاية الإسرائيلية، وورقة مكنّتها، في حال ثبت صدق ادعاء يادلين، من توجيه تهديد لروسيا بإسقاط النظام إذا لم تتحرك الأخيرة لكبح جماح إيران.
مع ذلك يبدو أن الموقف الروسي المعلن، الذي دعا إلى احترام السيادة السورية وعدم انتهاكها، مع التحذير من مغبة المس بالقوات الروسية على الأراضي السورية، يشكّل مصدر قلق لتل أبيب، لجهة التخوّف من اتجاه روسيا، في ظل غياب الموقف الأميركي الحازم، نحو دعم الوجود الإيراني في سورية، على الرغم من الرفض الإسرائيلي لهذا الوجود، وعلى الرغم من محاولات إسرائيل الادعاء بأن هذا الوجود يهدد الاستقرار في سورية، بما يعني ضمنياً أيضاً أنه قد يمس بالمصالح الروسية التي باتت تملكها روسيا في سورية، في حل اضطرت إسرائيل إلى خوض حرب جديدة، تفضّل تل أبيب قبل أن تخوضها أن تتجه نحو ضرب النظام السوري وإسقاطه كلياً.
ولعله من المفيد هنا الإشارة إلى حالة التوافق بين المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل في إبراز إيران باعتبارها مصدر التهديد الأكبر لإسرائيل في الجبهة الشمالية. فقد التقط قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، الجنرال يوئيل ستريك، أحداث السبت ليعلن أنه في ظل الواقع القائم فإن "الأحداث أثبتت أن إيران تسعى لبناء قاعدة متقدمة لها في سورية وهو ما لن نسمح به". واعتبر ستريك أن "النشاط الإيراني في المنطقة هو تهديد مقلق لإسرائيل والعالم ككل".