حاول الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، خلال خطاب ألقاه اليوم، الجمعة، تصوير النظام السوري وكأنه خرج منتصراً في الحرب الدائرة بعد الانتخابات الأخيرة، داعياً المعارضة السورية إلى وقف القتال والعمل من أجل حل سياسي لا يتضمن "بعد اليوم أي نقاش حول رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد".
وطالب نصرالله، في خطاب ألقاه خلال احتفال تأبيني لأحد قادة حزب الله في بيروت، الجماعات المسلحة في المعارضة السورية كافة، إلى وقف القتال والتوجه إلى المفاوضات، بعد اعتباره أن "الانتخابات الرئاسية أثبتت أن لا أفق للحرب العسكرية في سورية"، متجاهلاً مسؤولية النظام عن سقوط أكثر من 160 ألف قتيل، وتشريد الملايين من السوريين في بلدان الجوار، وتدمير المدن فوق رؤوس سكانها، بدعم من حزب الله، الذي تدخل في القتال في سورية.
وناشد نصر الله "كل الجماعات المقاتلة الذهاب إلى المصالحة والحوار، والبحث عن مخارج سياسية، ووقف نزف الدم والقتال المتواصل".
وتوجه للمعارضة بالقول: "لا أفق لقتالكم سوى المزيد من سفك الدماء وتدمير البلاد". وأضاف: "الحفاظ على ما تبقى ومن تبقى في سورية، ومن أهلها وشعبها المقاوم، ومن عمرانها وحقولها وصناعتها، يتوقف على أن يذهب الجميع الى المصالحة والحوار، ووقف نزف الدم، الذي لم يعد يخدم أية أهداف داخلية سورية".
واعتبر أن "الانتخابات الرئاسية السورية أثبتت أن الحل السياسي لا يمكن أن يتضمن بعد اليوم أي نقاش حول رحيل الأسد"، الذي أعيد انتخابه بنسبة تقارب التسعين في المائة من أصوات الناخبين، مشدداً على أن "الحل السياسي يبدأ وينتهي مع الرئيس الأسد".
وأشار نصر الله إلى أن "الضغط الذي حصل على الشعب السوري مسبقاً، والقول إن الانتخابات مهزلة، ولن نعترف بها، سقط"، مضيفاً أن "كل الذين رفضوا الانتخابات في سورية ووصفوها قبل أن تجري بأنها مهزلة وغير شرعية ولا تعبر عن الارادة الشعبية، هم يصادرون الإرادة السورية الشعبية".
وكان الائتلاف السوريّ المعارض رأى، أمس الخميس، أن الانتخابات الرئاسيّة التي أجراها النظام في المناطق الخاضعة لسيطرته، يوم الثلاثاء الماضي، "غير شرعيّة ولا تمثل الشعب السوريّ". كذلك، عبّرت الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية والعربية عن تنديدها بالانتخابات.
ورأى نصر الله أن "الحل السياسي يقوم على مقدمتين أساسيتين، الأولى الاخذ بنتائج الانتخابات، وثانياً، وقف دعم الجماعات التكفيرية بما يساعد على وقف القتال والحرب".
واعتبر أنه "لا يكفي أن تقوم بعض الدول العربية أو الاقليمية بوضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب، لأن هناك دولا في المنطقة وضعت أو قد تضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب، لكنها لا تزال تقدم الدعم لها".
وفي الشأن اللبناني، طالب نصر الله بـ"جهد داخلي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي"، داعياً إلى عدم انتظار تحسن "العلاقات الايرانية السعودية" لإنجاز ذلك الاستحقاق.
وشدد على أن "الأمن والاستقرار لا يحتاجان إلى حل سياسي جذري، بل إلى ارادة في الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار، عندما يتوقف التحريض وخصوصاً الطائفي والمذهبي".
ونفى نصر الله اتهام حزبه بالسعي إلى المثالثة، وقال: "في الآونة الاخيرة، حُكيَ عن اتهام فريقنا، وخاصة الثنائي الشيعي، بالسعي إلى المثالثة، ووصل الأمر إلى أن هناك من يحاول القول أننا نعطل الانتخابات الرئاسية لأننا نريد الوصول إلى المثالثة، هذا الاتهام لا أساس له من الصحة، ولم نفكر في هذا الأمر، ولم نطالب به ولا نسعى إليه".