يأتي ذلك مع تجدد التظاهرات في بغداد وجنوبي العراق، وتوسيع قوات الأمن عمليات الاعتقال والفض بإطلاق النار وقنابل الغاز.
وما زالت المنطقة الخضراء، حيث يقع مقرّ الحكومة والبرلمان ومؤسسات الدولة المهمة، تشهد إجراءات أمنية مشددة تمثلت بإعادة إغلاق المنطقة بشكل كامل.
وقال نائب في البرلمان العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "رئاسة مجلس النواب، أجلت جلسة، اليوم السبت، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لها، وسط مخاوف وردت من أن عقدها قد يدفع المتظاهرين إلى محاولة اقتحام المنطقة الخضراء مجددا، لكن السبب الرئيس أنه كان لا وجود للنصاب لعقدها"، مضيفا أن "عدد النواب، الذي حضروا جلسة اليوم، عدد لا يتجاوز ربع عدد الأعضاء".
وقال المحلل السياسي عبد الله الركابي، لـ"العربي الجديد"، إن "إلغاء مجلس النواب جلسته أمر متوقع ليس لأن النصاب لم يكتمل بل لأنه لا يملك ما يقدمه أو يناقشه فالوضع وصل لنهاية مسدودة، خصوصاً بعد سقوط شهداء وجرحى".
وبين الركابي أن "مجلس النواب، يخشى فعلاً دخول المتظاهرين إلى مبناه، كما حصل سابقاً، كما أن النواب يخشون الاعتداء عليهم من قبل المتظاهرين، خصوصاً هذا الأمر حصل في حادثة اقتحام البرلمان السابقة".
فيما قال الناشط المدني، محمد عبد الجبار، وهو أحد متظاهري ومعتصمي ساحة التحرير، لـ"العربي الجديد"، إن "الاعتصام سوف يستمر في ساحة التحرير إلى حين تحقيق المطالب وعلى رأسها إسقاط الحكومة، وإجراء انتخابات مبكرة ونسعى لأن تلتفت الأمم المتحدة لنا وتخضع الانتخابات لرعاية أممية لمنع التلاعب والتزوير في نتائجها".
وبيّن عبد الجبار أن "أعداد المتظاهرين في ساحة التحرير في تزايد كبير منذ الصباح، وحتى الآن الجماهير في توافد كبير مستمر، كما تمت المحاولة بطريقة سلمية العبور نحو المنطقة الخضراء عبر جسر الجمهورية، لكن تم مواجهتنا بالعنف من قبل قوة ملثمة لا نعرف لمن عائدة".
مضيفا أن "القوة الملثمة استخدمت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، وقنابل الغاز المسيلة للدموع، بالإضافة الى القنابل الصوتية، من أجل إخافة المتظاهرين ومنع تقدمهم بعد أن تم إسقاط الحاجز الأول من الكتل الكونكريتية، إذ تم سقوط أكثر من 40 جريحا جراء القنابل المسيلة للدموع، كما استشهد أحد المتظاهرين، بعد أن أصابت قنبلة غاز رأسه"، وفقا لقوله.
في هذه الأثناء تتواصل المظاهرات في البصرة التي شهدت اعتقال العشرات من الشبان من دون تسجيل إصابات، وفي ذي قار وميسان والديوانية وواسط والمثنى سجلت تظاهرات مماثلة كانت أعداد قوات الأمن تتخطى الآلاف في كل مدينة مع حضور لافت هذا اليوم لزعماء القبائل الذين اعتبروا عامل ضبط ومنع استهداف الأمن للمتظاهرين.
وباشر المتظاهرون في النجف بنصب خيام في الساحة العامة وسط المدينة، وفي الناصرية أكد شهود عيان الأمر ذاته، رغم وجود حظر التجوال الذي لم يشمل المشاة، بل السيارات والدراجات في تلك المحافظات منذ عصر السبت.