نصائح لأوباما بتغيير طاقم عمله مواكبةً للتحدّيات الخارجيّة

13 أكتوبر 2014
على أوباما أن يختار بين أهل الثقة والكفاءة(فرانس برس)
+ الخط -
توقعت صحيفة "واشنطن بوست" أن يجري الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بعد انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، تغييرات هامة على مستوى طاقم مساعديه وأعضاء إدارته، لا سيما فريق السياسة الخارجية، بما يتماشى مع التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط، ومستجدات العلاقة مع إيران، والخطر الذي يمثله تنظيم "داعش" وقضايا أخرى. لكنّ الصحيفة أشارت إلى أنّ هناك ما يمكن أن يمنع أوباما من إجراء التغييرات التي يحتاج إليها وهو خوفه من أن ينتقده مَن سيشملهم التغيير، على غرار ما فعلته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، والوزير السابق للدفاع روبرت غيت، وأخيراً المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية ليون بانيتا، الذي كان قاسياً جداً على أوباما، في مذكرات نشرها هذا الأسبوع.

وأبرزت الصحيفة الأميركية، منتصف الأسبوع الحالي، تحليلاً لأحد كتّابها وهو المحلل السياسي ديفيد إيغناسيوس، قال فيه إنّ أوباما محتار حالياً بين أهل الثقة وأهل الكفاءة، بمعنى أنه يحتاج إلى غربلة فريق إدارته وتجديد دمائه بأهل الكفاءة من أصحاب الطاقات الجديدة، في حين أنّ الحفاظ على ولاء مساعديه، يتطلّب الإبقاء عليهم جميعاً معه في العامين المتبقيين له في البيت الأبيض، تفادياً لسماع انتقادات الخارجين من الخدمة أو على الأقل تأخير الانتقادات المحتملة إلى ما بعد مغادرته البيت الأبيض.

وعدّد الكاتب الأشخاص الذين يحتاج أوباما إلى تغييرهم، بدءاً من مستشارة أوباما لشؤون الأمن القومي، سوزان رايس، كونها ما زالت تعاني من هجمات الخصوم عليها بسبب تصريحاتها غير الحصيفة أثناء الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي الليبية قبل عامين. كما يحتاج أوباما أيضاً إلى تغيير وزير الدفاع تشاك هاغل، الذي لم يصادق مجلس الشيوخ على تعيينه إلا بصعوبة بالغة وبعد توجيه انتقادات قوية إليه.

وبحسب رأي الكاتب، يحتاج أوباما أيضاً إلى تغيير وزير الخارجية جون كيري، على الرغم من أنه من الأوفياء للرئيس الأميركي، لكنّ شخصيته القوية لا بد أنّها قد تسبّبت في تكرار ما حدث مع هيلاري كلينتون من صدام في بعض المواقف مع مركزية البيت الأبيض في اتخاذ القرار حتى لو كان خاطئاً، وفق إغناسيوس.

ومن المرشحين كذلك للتغيير، مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي)، جون برينان، على الرغم من أنّ خبرته في الشؤون العربية خوّلته رسم الاستراتيجيّة المتعلّقة بالشرق الأوسط، لكّن صراعه مع السيناتور، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ديانا فينستاين، أصابه بأضرار فادحة. كما يحتاج أوباما، وفق المصدر ذاته، إلى تغيير رئيس موظفي البيت الأبيض، دينيس ماكدونو، بسبب ضعف خبرته الإدارية، على الرغم من معرفته السياسيّة العميقة بواشنطن ودهاليزها. واقترح الكاتب على أوباما أيضاً تغيير كبير مستشاريه فاليري جاريت، بسبب غموض دوره، على الرغم من أهميّة موقعه.
ولفت الكاتب إلى أنّ الدستور الأميركي لا يسمح للرئيس بتغيير نائبه، وإلاّ لكان جو بايدن أهم مَن يجب أن يغيّرهم أوباما، لأنه أدخل البيت الأبيض في مواجهة مع تركيا واضطر لتقديم اعتذار بسبب زلات لسان لم يحسب عواقبها.

أما أولئك الذين لم ترد أسماؤهم في القائمة المشار إليها أعلاه من طاقم أوباما، فهم، في نظر الكاتب، صالحون للبقاء في السنتين الاخيرتين من ولاية الرئيس في البيت الأبيض. ويعزز الكاتب رأيه باقتباس نقله عن المستشار السابق للأمن القومي، ستيفن هادلي، قال فيه إن التعامل مع "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسورية، يتطلّب استراتيجية صبورة، في إشارة، على ما يبدو، إلى أنّه من المبكر الحكم على الفريق الذي رسم خطط التعامل مع "داعش" أو الحكم على الفريق المنفّذ لهذه الاستراتيجية.

وشدّد المحلّل إيغناسيوس، في ختام عموده، على أنّ الاستراتيجية الجديدة التي وضعتها إدارة أوباما للتعامل مع قضية "داعش" وتحديات أخرى، تتطلّب ضخ دماء جديدة في عروق الإدارة، تتمتّع بمقدرة فكرية تمكّنها من وضع الاستراتيجية موضع التنفيذ. ونصح إيغناتيوس أوباما، في حال أراد أن ينفّذ السياسات التي رسمها لنفسه في آخر عامين له في البيت الأبيض، أن يضع قدمه على دواسة التشغيل وليس على الفرامل.
يشار إلى أن الرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية، جورج بوش، أجرى تغييرات عديدة على طاقم مستشاريه في آخر سنتين أمضاهما في البيت الأبيض، وساعدت تلك التغييرات في تجاوز العديد من المعضلات السياسية التي صنعها رجال بوش السابقون.

المساهمون