نشر المليشيات في بغداد لمحاربة الإصلاحات

14 سبتمبر 2015
"الحشد الشعبي" يطوّق تحركات العبادي في بغداد(جيم واتسون/فرانس برس)
+ الخط -
يثير تمركز مليشيات "الحشد الشعبي" في بغداد، بعد انسحابها من نقاط العمليات في بيجي في محافظة صلاح الدين والأنبار، مخاوف رئيس الوزراء، حيدر العبادي، والذي يعتبر ذلك تهديداً لحكومته، ما دفعه إلى السعي لإعادة توزيعها على تلك الجبهات بكل الطرق.

ويأتي انسحاب المليشيات من المحافظتين عقب خسائر كبيرة مُنيَت بها، في ظلّ تقدّم تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) نحو المناطق العراقية. وتزامن الانسحاب، مع الإصلاحات التي أطلقها العبادي ومحاولاته محاسبة رؤوس الفساد. وأدّى تموضع المليشيات في بغداد، إلى تراجع الوضع الأمني في العاصمة، بعدما تصاعدت عمليات الخطف والقتل والابتزاز بشكل كبير.

ويوضح نائب في "التحالف الوطني العراقي"، الحاكم، لـ"العربي الجديد"، أنّ "تراجع الحشد الشعبي في جبهات القتال، دفع قياداته إلى إصدار قرار بالانسحاب من خطوط التماس مع داعش"، مبيّناً أنّ "العبادي يريد عودة المليشيات إلى المحافظتين فقط، أي عدم انتشارها في بغداد، فيما سعى القياديان في الحشد، هادي العامري وأبو مهدي المهندس إلى عودتها إلى العاصمة، بحجّة إعادة الترتيب والتأهيل".

ويلفت إلى أنّ "وجود الحشد في بغداد، بالتزامن مع إصلاحات العبادي يثير الشكوك"، مبيّناً أنّه "من المعروف أنّ قادة الحشد مرتبطون بنوري المالكي بشكل مباشر، وتجمعهم أجندة واحدة وخطوات مشتركة". ويعتبر النائب نفسه أنّ "المالكي استخدم وجود الحشد كورقة ضغط على العبادي لعدم الاقتراب من ملفات الفساد الخاصة به، فيما يخشى العبادي من محاولات انقلاب على حكومته، قد يقدم عليها المالكي والعامري والمهندس بدعم من الحشد".

ويشير إلى أنّ "العبادي عقد، أخيراً، اجتماعاً مع المهندس والعامري، طالبهما فيه بوضع خطة زمنيّة لعودة الحشد إلى الجبهات، فيما اعترض المهندس والعامري على ذلك، وأكّدا للعبادي الحاجة إلى إجراء تغييرات في صفوف الحشد، وأنّه تم وضع خطة لإعادة تأهيل الحشد، وبعد انتهائها، ستوضع خطة العودة للقتال"، لافتاً إلى أنّ "خلافاً وقع بين الطرفين في هذا الشأن، انتهى إلى عدم تنفيذ توجيهات العبادي".

اقرأ أيضاً: مليشيات العراق تعرقل "الحرس الوطني"... لتحافظ على سبب وجودها

من جهته، يرى الخبير الأمني، واثق العبيدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "وجود الحشد في بغداد، أمر يثير المخاوف من مؤامرة كبيرة تحاك ضد العبادي، خصوصاً أنّ الأخير لم يستطع فرض سيطرته وإرادته الكاملة على الحشد، وأنّ قادة الحشد يقفون إلى جانب مخالف لإرادته، كما أنّهم يتمردون عليه".

ويشير العبيدي إلى أنّ "الملف الأمني في بغداد قد يخرج عن سيطرة رئيس الحكومة الذي لا يملك قوة خاصة به تستطيع توفير الحماية الشخصيّة له من أيّة مخاطر قد يتعرض لها أو تتعرّض لها حكومته".

بدوره، يلفت الخبير السياسي، عبد الغني النعيمي، إلى أنّ "وجود الحشد في بغداد، سيؤثر على كل سياسات العبادي وتحركاته". ويقول النعيمي لـ"العربي الجديد" إنّ "الأمر خطير للغاية، فوجود الحشد هو تطويق للعبادي ولكافة تحركاته، وهو ما يهدد بإرغامه على تغيير مساراته السياسية، لناحية مواصلة السير بخطوات الإصلاح من عدمها".

ويعتبر النعيمي أنّ وجود الحشد في بغداد "هو قضاء على إصلاحات العبادي وتكبيل له سياسياً وأمنياً".

اقرأ أيضاً خطة أميركية لتحرير الرمادي: تعزيز دور العشائر واستثناء الحشد

المساهمون