لا تقولي إنّك نسويّة، أو تنتمين إلى أولئك النسويّات... تهمة؟ هي كذلك في لبنان، من دون أن يتعارض الأمر مع التأييد المطلق لحقوق المرأة. لا تقولي إنّك نسويّة، أو إخالك مثلهنّ. وكيف هنّ؟ نساء يشعرن بأنهنّ قد يكنّ مهدَّدات من الرجل في أية لحظة؟ نساء يطالبن بحقوقهنّ والمساواة مع الرجل ولا يعترفن به شريكاً؟ نساء يخترن الشعر القصير لأنّه حقّ، ومن قال إنه خاص بالرجال فقط؟ نساء لا يعترفن بالأنوثة، فهل يدينهنّ ثوب قصير؟ نساء يتشابهن في كلّ شيء؟ هذه مجرّد احتمالات. لكنّ داخل كلّ من تستفزّه نسويّات، بعض من هذه الاحتمالات، وربّما غيرها.
والنسويّة، بحسب النسويّة الكندية المعروفة لويز توبان، هي انتزاع وعي فردي بداية ثم جمعي، متبوع بثورة ضد موازين القوى الجنسية والتهميش الكامل للنساء في لحظات تاريخيّة محدّدة. واللحظات تتوالى. ورغم سنوات طويلة من النضال، ما زالت النساء يعانين من التهميش في تفاصيل كثيرة.
نسويّات يردن مساواة مع الرجل. مساواة في الحقوق والواجبات. هنا، طلب المساواة ليس موجّهاً إلى الدولة، بل يجب أن يكون فعلاً متبادلاً بين الرجال والنساء. تُلام نساء يبالغن في نسويّتهنّ. وحين يسأل آخرون، سواء أكانوا نساء أم رجالاً عنهنّ وعن دورهنّ ومساعيهن، فهذا يشير إلى وجود خلل ما.
وإذا كانت النسويّات يناضلن من أجل القضاء على تسليع المرأة، خصوصاً في وسائل الإعلام، فإنهنّ لا يلمن النساء أنفسهنّ لقبولهن "التسليع". كذلك فإنّ فعل التسليع لم يعد يقتصر على النساء، بل يشمل الرجال أيضاً. وفي الإعلانات، تقبل النساء التسليع، وارتداء "المايوه" والجلوس على سيّارة. المشهد بسيط. هنّ شاركن في التسليع، إمّا عن قناعة، أو رغبة في الشهرة، أو لإرضاء غرورهنّ، أو طمعاً في المال. وهذا العالم يفتح أبواباً إضافيّة للمال. أو ربّما خضعن لقانون الطبيعة ومارسن الإغواء، فيما خضع الرجال بدورهم لقانون الطبيعة وتأثّروا بالإغواء. والقضيّة هنا تتجاوز التفاحة... هي إرث الطبيعة الذي لم ننتشل أنفسنا منه، وذلك رغبة في استمرار اللذة.
تلام النسويّات لأنهنّ لا يشرحن بنود المساواة، ويتحدثن عن مساواة مطلقة تكاد أحياناً لا تمت للواقع بصلة. وحين يدافعن عن حقّهنّ في حضانة أطفالهنّ مثلاً، فهنّ بذلك يعدن إلى قانون الطبيعة. لا يتعلّق الأمر فقط بصحّة الأطفال النفسيّة، بل بأمومتهنّ وعدم قدرتهنّ على العيش من دون أطفالهنّ. هذه غريزة. وفي العادة، لا تصدّق أمّ أباً يدّعي أمراً مماثلاً.
هنا، تتحدّت نسويات عن حقّ من دون شرح أبعاده للنساء والرجال. والأهم، الصحّة النفسية للأطفال. للمرأة كلّ الحقوق بمجرّد كونها إنسانة. كذلك، للطبيعة حقّها علينا.
اقــرأ أيضاً
والنسويّة، بحسب النسويّة الكندية المعروفة لويز توبان، هي انتزاع وعي فردي بداية ثم جمعي، متبوع بثورة ضد موازين القوى الجنسية والتهميش الكامل للنساء في لحظات تاريخيّة محدّدة. واللحظات تتوالى. ورغم سنوات طويلة من النضال، ما زالت النساء يعانين من التهميش في تفاصيل كثيرة.
نسويّات يردن مساواة مع الرجل. مساواة في الحقوق والواجبات. هنا، طلب المساواة ليس موجّهاً إلى الدولة، بل يجب أن يكون فعلاً متبادلاً بين الرجال والنساء. تُلام نساء يبالغن في نسويّتهنّ. وحين يسأل آخرون، سواء أكانوا نساء أم رجالاً عنهنّ وعن دورهنّ ومساعيهن، فهذا يشير إلى وجود خلل ما.
وإذا كانت النسويّات يناضلن من أجل القضاء على تسليع المرأة، خصوصاً في وسائل الإعلام، فإنهنّ لا يلمن النساء أنفسهنّ لقبولهن "التسليع". كذلك فإنّ فعل التسليع لم يعد يقتصر على النساء، بل يشمل الرجال أيضاً. وفي الإعلانات، تقبل النساء التسليع، وارتداء "المايوه" والجلوس على سيّارة. المشهد بسيط. هنّ شاركن في التسليع، إمّا عن قناعة، أو رغبة في الشهرة، أو لإرضاء غرورهنّ، أو طمعاً في المال. وهذا العالم يفتح أبواباً إضافيّة للمال. أو ربّما خضعن لقانون الطبيعة ومارسن الإغواء، فيما خضع الرجال بدورهم لقانون الطبيعة وتأثّروا بالإغواء. والقضيّة هنا تتجاوز التفاحة... هي إرث الطبيعة الذي لم ننتشل أنفسنا منه، وذلك رغبة في استمرار اللذة.
تلام النسويّات لأنهنّ لا يشرحن بنود المساواة، ويتحدثن عن مساواة مطلقة تكاد أحياناً لا تمت للواقع بصلة. وحين يدافعن عن حقّهنّ في حضانة أطفالهنّ مثلاً، فهنّ بذلك يعدن إلى قانون الطبيعة. لا يتعلّق الأمر فقط بصحّة الأطفال النفسيّة، بل بأمومتهنّ وعدم قدرتهنّ على العيش من دون أطفالهنّ. هذه غريزة. وفي العادة، لا تصدّق أمّ أباً يدّعي أمراً مماثلاً.
هنا، تتحدّت نسويات عن حقّ من دون شرح أبعاده للنساء والرجال. والأهم، الصحّة النفسية للأطفال. للمرأة كلّ الحقوق بمجرّد كونها إنسانة. كذلك، للطبيعة حقّها علينا.