ندوة رقمية بالدوحة بشأن مخاطر تطبيع الاحتلال في الخليج وآليات مقاومته

23 اغسطس 2020
لفتت المشاركات إلى أنّ موجة التطبيع تتجاهل المطالب الشعبيّة الخليجية (العربي الجديد)
+ الخط -

أكّدت مشاركات في ندوة "مخاطر تطبيع الاحتلال في الخليج وآليات مقاومته"، أنّ الموجة الأخيرة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في الخليج ليست مرتبطة بالقضيّة الفلسطينيّة، ولفتن إلى أنها تتجاهل المطالب الشعبيّة الخليجية الرافضة للتطبيع، واعتبرنها تجاوزاً لقوانين مجلس التعاون الخليجي، والتي تعتبر إسرائيل عدواً.

وقالت الباحثة في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" دانا الكرد، من فلسطين، إنّ "التطبيع العربي مع إسرائيل بدأ في منتصف تسعينيات القرن الماضي، ولا سيما بعد الإعلان عن اتفاقيات أوسلو، لكن الجديد في التطبيع الإماراتي أنه لا يوجد مفاوضات على أيّ من الحقوق الفلسطينية مع إسرائيل مقابل التطبيع، كما حدث من قبل مع مصر والأردن، ولهذا فإنّ فهمنا لتطبيع الإمارات مع إسرائيل، أخيراً، يقوم على أساس طموحات الإمارات الإقليمية والدولية".

وفي السياق ذاته، رأت الناشطة الكويتية في مجال حقوق الإنسان، نوال ملا حسين، أنّ التطبيع الأخير بين الإمارات والكيان المُحتل هو التطبيع الوحيد الذي ليس له أيّ سبب، فلا توجد حدود مشتركة بين الإمارات وإسرائيل، ولا تاريخ من النضال والحروب ضدّ الإحتلال الإسرائيلي، وإنّما ارتبط التطبيع بأسباب سياسية إقليمية ودولية، هذا فضلاً عن الرغبة بتثبيت الحكم، لذلك فإنّ هذا التطبيع لا علاقة له بمساعي السلام.

كما عبّرت ملا حسين عن رفضها استخدام كلمة "مبرّر" عوضاً عن "سبب" للتطبيع، إذ لا يوجد ما يبرّر أيّ شكل من أشكال التطبيع.

وبالحديث عن واقع مواقف دول الخليج من التطبيع، تحدّثت ملا حسين عن الفرق بين المواقف الرسميّة والمواقف الشعبية في دول الخليج، وقالت إنّه" حتى الدول التي تعلن مساندتها للقضيّة الفلسطينيّة قد تُطبّع مع الاحتلال، أو قد تدعم خطاب السلطة الفلسطينيّة التي تساند التطبيع".

بدورها، شدّدت عضو مجموعة شباب قطر ضدّ التطبيع، فاطمة الزهراني، على أنّ التطبيع، بغضّ النظر عن شكله واسمه، سواء كان أكاديمياً أو علمياً أو رياضياً، فإنّه يمنح شرعيّة لهذا الكيان الغاصب، مؤكدة  أنّ التطبيع بحد ذاته تجاهل للمطالب الشعبيّة الخليجية الرافضة له، وكذلك فيه تجاوز لقوانين مجلس التعاون الخليجي السّارية، والتي تعتبر إسرائيل عدوها.

كوفيد-19
التحديثات الحية

وعن سبل التّصدي لموجات التطبيع في دول الخليج وفي فلسطين، قالت الكرد "يجب على القوى والفصائل الفلسطينيّة إعادة تعبئة الشعب الفلسطيني للمقاومة، وإعادة تنشيط منظمة التحرير الفلسطينيّة، والتنسيق مع النّاشطين العرب في كل مكان".

وأكدّت ملا حسين أنّه يجب الخروج من سرديّة حتميّة التطبيع، وأنّه على الشّعوب ألا تسمح لهذه السرديّة بأن تهزمها، وشدّدت على أهميّة وجود خطّة عمل مدعومة مادياً ومؤسساتياً في الخليج، مهمّتها رفض التطبيع. وأضافت أنّه يجب الضغط من أجل رفع الاهتمام بالقضية الفلسطينية في المناهج الدراسيّة في الخليج.

من جهتها، قالت الزهراني إن على الشعوب الخليجيّة مسؤوليّة إعلان مواقفها الرافضة لكلّ أشكال التطبيع، وأن تستنكر بشكل علني وتعمل بشكل جماعي ضدّه، والتصدي لجميع السّرديّات التي تبرّر التطبيع، وأكّدت على أهمية المقاطعة، إذ يجب الاستمرار بالضغط من أجل مقاطعة جميع الشركات والمؤسّسات التي تطبّع مع الكيان الغاصب.

يُشار إلى أنّ الندوة الرقمية أقيمت أمس السبت، إلكترونياً، ونظّمها "ائتلاف الخليج ضدّ التطبيع"، بالتعاون مع "شباب قطر ضدّ التطبيع" ومجموعة "الروزنا الشبابية"، وأدارتها الإعلامية شدى سلهب.

و"الائتلاف" هو منصة لتنسيق جهود الجماعات والأفراد العاملين على مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني في دول الخليج العربي، ويضمّ مجموعات شباب قطر ضد التطبيع، وشباب لأجل القدس – المنسقية الخليجية، وحركة مقاطعة الكيان الصهيوني وسحب الاستثمارات منه وفرض العقوبات عليه في الكويت، والجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع.