نتنياهو يهيّئ لانسحاب من الاتفاق النووي... وترامب: سنرى ما سيحدث

30 ابريل 2018
قدّم نتنياهو "أدلته" إلى ترامب (Getty)
+ الخط -

أحاط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خطابه مساء الإثنين، حول "التطورات المهمة المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران"، بإثارة حربية، لتأتي النتيجة استعراضية معروفة عن نتنياهو، فعرض ما ادعى أنها تفاصيل البرنامج السرّي للمشروع العسكري النووي لإيران، الذي تطوّره بالمخالفة للاتفاق النووي الذي قد تنسحب منه واشنطن في 12 مايو/أيار المقبل.

وسارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التعليق على خطاب نتنياهو، فقال إن بلاده تدرك أن إيران تسعى بالفعل إلى تصنيع السلاح النووي، مشيراً إلى أن قرار واشنطن حيال الاتفاق النووي قد يصدر قبل موعد 12 مايو، من دون أن يستبعد التفاوض على اتفاق جديد في حال أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.

واستبعد ترامب أن يكون للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران أي تأثير سلبي في محادثاته النووية القادمة مع كوريا الشمالية.

وقال ترامب في مؤتمر صحافي، عندما سئل إن كان الانسحاب من الاتفاق مع إيران سيرسل بإشارة خاطئة إلى بيونغ يانغ: "أعتقد أنه يبعث بالرسالة الصحيحة... تعرفون أن هذا الاتفاق سينتهي سريانه خلال سبعة أعوام، وسيكون لإيران مطلق الحرية في المضيّ قدماً وإنتاج أسلحة نووية".

ولم يفصح الرئيس الأميركي إن كانت الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي قبل المهلة التي تنتهي في 12 مايو لاتخاذ قرار، قائلاً: "سنرى ما الذي سيحدث". لكنه قال إنه سيتخذ قراراً قبل الموعد المحدد.

وقال "هذا ليس وضعاً مقبولاً. إنهم لا يجلسون مكتوفي الأيدي. إنهم يطلقون صواريخ يقولون إنها لأغراض تلفزيونية. لا أعتقد ذلك". وأضاف: "هذا لا يعني أننا لن نتفاوض بشأن اتفاق حقيقي".

يذكر أن نتنياهو استبق خطابه، الذي كان مقرراً عصراً أمام الكنيست، قبل أن ينقله إلى وزارة "الدفاع" في تمام الثامنة مساء بتوقيت القدس المحتلة، بإشاعة أجواء عسكرية أوحت لكثيرين بأن حرباً إسرائيلية ــ إيرانية قد تكون وشيكة، فقطع وزير أمنه أفيغدور ليبرمان زيارته الأميركية، وعاد إلى الأراضي المحتلة، وأعلن إغلاق الأجواء فوق الجولان المحتل، على خلفية القصف الذي تعرض له الوجود الإيراني في جنوب حماة، ولمّحت إسرائيل إلى مسؤوليتها عنه.

خطاب نتنياهو

وقال نتنياهو إن إيران نقلت في عام 2017 مواقعها النووية، وأخفتها في جنوب طهران، و"حصلت أخيراً على كمية كبيرة من المواد النووية".

وعرض نتنياهو ما قال إنها 55 ألف صفحة من الأرشيف، و121 قرصاً مضغوطاً من الملفات الأصلية للمشروع النووي الإيراني، متعهداً بأن يقدم نسخة منها للوكالة الدولية للطاقة الذرية وللمجتمع الدولي عموماً، بعدما قدّمها للرئيس الأميركي دونالد ترامب ولوزير خارجيته مايك بومبيو أمس.

وأشار نتنياهو إلى أن إيران تُصنّع السلاح النووي ليوضع على الصواريخ الباليستية القادرة على حمل 10 كيلو طن من مادة "تي إن تي" المتفجرة، مع قوله إن بمقدور هذه الصواريخ أن تصل إلى "الرياض وموسكو وتل أبيب".

وفي تفاصيل خطابه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إيران كذبت بعد توقيع الاتفاق النووي مع الدول الكبرى في عام 2015، مؤكداً أن تل أبيب بإمكانها أن تكشف عن أدلة جديدة ووافية بأن إيران تخفي أنشطة تتعلق بالأسلحة النووية.

وقال نتنياهو، إن إيران نقلت برنامج الأسلحة النووية إلى موقع سري، مضيفاً أن "إسرائيل" لديها "نسخ طبق الأصل من الأرشيف النووي الإيراني".

ولفت رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن تل أبيب "تبادلت معلومات استخبارية مع الولايات المتحدة، قد تبرهن على مصداقيتها"، مؤكداً أن طهران "تمتلك مشروعاً سرياً (أماد) لتصميم وإنتاج واختبار رؤوس حربية".

وعرض نتنياهو تسجيلات مصورة، زعم أنها تظهر منشأة إيرانية، متهماً إيران بـ"استمرار توسيع نطاق صواريخها النووية".

وقال: "إيران كانت تكذب بوقاحة عندما قالت إنها لم تمتلك برنامجاً للأسلحة النووية أبداً"، عارضاً أيضاً "وثائق" قال إنها تظهر "نشاط إيران السري في الماضي ما يناقض تعهداتها السابقة".

كما اعتبر نتنياهو أن الاتفاق النووي الإيراني "قائم على الأكاذيب"، و"يمنح إيران طريقاً مباشراً لترسانة نووية".

وأعرب عن يقينه بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سيفعل الصواب في مراجعة الاتفاق النووي الإيراني".

ظريف عن نتنياهو: الراعي الكذاب

في المقابل، ذكر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن الاتهامات الإسرائيلية "ادعاءات قديمة" سبق أن تصدت لها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال ظريف على موقع تويتر "الرئيس ترامب يعيد طرح ادعاءات قديمة تصدت لها بالفعل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك من أجل رفض الاتفاق. توقيت منسق للكشف المخابراتي المزعوم من جانب الشخص الذي أطلق ادعاءات كاذبة (نتنياهو) قبل أيام فقط من 12 مايو. لكن مسارعة ترامب إلى الاحتفال كشفت الأمر".

وكان ظريف قد استبق خطاب نتنياهو حول الاتفاق النووي الإيراني، بتغريدة على صفحته على موقع تويتر، قال فيها إن "هذا الصبي لا يستطيع أن يكف عن الكذب على غرار الراعي الكذاب، ويحاول من جديد أن يكرر عادته السابقة، فهو لم يتعظ من فضيحة الرسم الذي عرضه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو بإمكانه فقط خداع بعض الناس مرات عدة".

ردود فعل دولية

إلى ذلك، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ألمانيا ستحلل المعلومات التي قدمتها إسرائيل عن أنشطة إيران النووية، لكن يجب الإبقاء على عمليات التفتيش المستقلة.

وأضاف "من الواضح أن المجتمع الدولي يشكك في أن إيران تنفذ برنامجاً نووياً سلمياً محضاً".

وزاد "من أجل هذا السبب جرى توقيع الاتفاق النووي في عام 2015، بما في ذلك تنفيذ اتفاق غير مسبوق مع نظام مراقبة قوي وشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وقال المتحدث إن من المهم الحفاظ على المراقبة المستقلة للتأكد من أن إيران تمتثل للاتفاق.

المساهمون