نتنياهو يتباكى على المسيحيين العرب أمام البابا

26 مايو 2014
قال نتنياهو للبابا: إن مسيحيي الشرق يطاردون (getty)
+ الخط -

على الرغم من أن لقاءه البابا، فرانسيس الأول، في مطار اللد كان مختصراً الى دقائق عدة، وفقاً لقواعد البروتوكول، غير أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، استغل الوقت الى أبعد حد للتحريض والتباكي على أوضاع المسيحيين في العالم العربي.

وتوجه نتنياهو، الى البابا "إنك تحضر معك روح المصالحة والإيمان والسلام. زيارتك هنا، هي فرصة كي نريك إسرائيل الحقيقية: دولة ديمقراطية، متطورة ومزدهرة في قلب الشرق الأوسط الهائج والعنيف، حيث يتعرض المسيحيون للمطاردة في أوقات متقاربة، إسرائيل هي جزيرة التسامح".

كما ادعى الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، أن إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية تنعم بالسلام الداخلي وتتطلع إلى السلام مع جيرانها، حتى وإن كانت طريقه محفوفة بالآلام "فهي تبقي أفضل من ويلات الحروب".

ويعبر هذان التصريحان عن وجه من وجوه الاستثمار الإسرائيلي للزيارة، واستقبال الحبر الأعظم، ويتوقع أن يكرر نتنياهو، وبيريز، مثل هذه التصريحات خلال اللقاءات الرسمية بالبابا اليوم.

من جهة ثانية، أبرزت الصحف حقيقة تغيب نصف وزراء الحكومة وفي مقدّمهم وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت (زعيم البيت اليهودي)، ووزير المالية يئير لبيد، (زعيم حزب يش عتيد)، عن المراسم الرسمية لاستقبال البابا في مطار اللد.

كما أبرزت، توقف البابا خلال زيارته بيت لحم، أمام جدار الفصل العنصري، والصلاة لدقائق. فيما حاولت الاذاعة الإسرائيلية الإيحاء بأن رفع الآذان لصلاة الظهر، أمس، في بيت لحم خلال القداس الذي أقامه البابا كان مقصوداً، وعلق مقدم البرنامج أريه جولان، قائلاً للبابا: مرحباً بقداستك في أرض الصراع.

في هذه الأثناء، لفتت الصحف الإسرائيلية إلى أن دعوة البابا، لكل من بيريز، ومحمود عباس زيارة الفاتيكان والصلاة من أجل السلام، كانت معدّة مسبقاً، وأن الفاتيكان أطلع الرئيس الإسرائيلي بيريز، على ذلك، الذي أبلغ بدوره نتنياهو، في حين لم يصدر عن ديوان الأخير أي تعقيب.

ورجّحت الصحف في هذا الإطار ألاّ يعارض نتنياهو، الزيارة، وبناء عليه، جاء إعلان الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بالاستجابة للزيارة والقمة.

وكشف موقع "معاريف"، النقاب عن أن وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية أصدرت توجيهات للمدارس الإسرائيلية بالتطرق إلى الزيارة، والتركيز في الحديث مع التلاميذ الإسرائيليين عن اثنين من البابوات اللذين كانا، حسب "معاريف"، "مؤيديين لليهودية"، وهما يوحنا بولس الثاني، ويوحنا الثالث والعشرين.

وفي هذا السياق ذاته، اعتُبر الحاخام الإسرائيلي دافيد روزين، الذي شغل في السابق منصب حاخام الجالية اليهودية في إيرلندا، ويشغل اليوم منصب المسؤول عن العلاقات مع الأديان الأخرى، أن البابا الحالي، فرانسيس الأول، مناصر لليهودية تماماً مثل الباباوين السابقين، يوحنا بولس الثاني، والبابا يوحنا الثالث والعشرين.

غير أن قرار الوزارة في هذا الخصوص أثار ردود فعل غاضبة في صفوف الحاخامات. كما أن الوزارة لم تشمل في هذه التوجيهات المدارس اليهودية الدينية (المستقلة والمؤيدة سياسياً لحزب البيت اليهودي) التي عبرت عن رفضها أصلاً للفكرة خوفاً مما تسميه النشاط التبشيري للفاتيكان.

ولفتت "معاريف" في هذا السياق، إلى أن حاخام بلدة رمات جان يعقوف أريئيل، علق على قرار وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية: إن المسيحية معادية لليهودية منذ البداية؛ فقد ذبح المسيحيون ملايين اليهود، ولا يمكن القول، إن موقفها تغير. وأضاف، أن الفاتيكان، وقبل 65 عاماً فقط، عارض قيام إسرائيل "لأنهم يدّعون أن المسيحية جاءت لتحل محل شعب إسرائيل وأنّ دولة إسرائيل تتناقض مع الفكر المسيحي، وعليه، فأن يأتوا اليوم ليقولوا لأولادنا، إن المسيحية غيرت موقفها، فهذا ظلم لا يمكن غفرانه"، حسب أريئيل.

وأضاف، أن "هذا الموقف خطير جداً على هوية أولادنا، وعلى الأولاد أن يعرفوا الخطر الكامن في التبشير المسيحي، إذ تؤمن المسيحية، أننا سنتحول جميعاً في نهاية المطاف إلى مسيحيين".

في المقابل، نقل موقع الصحيفة نفسها عن حاخام مستوطنة موديعين، حاييم نيفون، قوله: من المهم أن نتذكر اليوم أن جزءاً من المسيحيين هم حلفاؤنا ضدّ الإسلام المتطرف، ولا نريد أن نحولهم إلى كارهين لنا.

المساهمون